نَعَم لرُبما ما زِلتُ طِفلة لا أنام دون أنّ أرى دُميَتي بَينَ أحضاني.. لكن يكفي ما رأيتُ من دماء العرب فهذا قد أنضَجَ عقلي بِما فيهِ الكفاية!!
قولوا لي أنا طفلة عربية ما ذنبي أنّ اكره عروبتي!؟
قولوا لي بأيِّ حقٍ تسجنونَ السلام؟
من أنتُم؟ أنتُم بشر ونحنُ بشر!!
فما للعروبةِ مثل أرملةٍ ألَيسَ في كُتُبِ التاريخِ أفراحٌ؟
وما هِيَ العروبة إلا ثورات دينية! وليست سوى تشبيه فهِيَ دماء قتل وديكتاتورية!!!
ها أنا الآن أُراقِب عالمي ينهارُ خُطوةً تلوى الأُخرى..
أُشاهِد فأرى قتل أطفال، سجن نساء وموت رجال.
صوتنا أصبَحَ أصم وقد كانَ يرثي نفسه بنفسه!
أعيننا لم يَعُد لما أعيُن فقد هجرتها رموشها خوفاً أنّ تخونها!
قلوبنا اصبحت كالحجر أما دموعنا ها هِيَ تكتُم أنفاسها وتَرجِف...
ما الذي فعلناه ما الذي ارتكبناه!؟ نعم هذه دنيا وليست جنة
لكن ما الذي جعلَ حياتنا تمتلئ بالقسوة؟
قد محينا الخوف من الله .. قلوبنا حطمها الزمن اشعل دربها الالم...
ففي الثورات ارى دموعاً تنسابُ من عيون الامهات.
في كُلِّ حين يسألون هل عاشَ أم مات؟
ذاك ماتَ أبوه وذاك ماتت أمه اما ذاك يبحث ذهبَ عن الاثنين معاً!
فما نحنُ إلا زُوار وضيافتنا هِيَ فنجان من الدماء!
أطفالٌ تاهوا دونَ عائلات منهم لم يرى لون السماء ومنهم لم نجد لهم أسماء... ذاك شهيد وذاك فقيد عن ايّ بشرٍ تتكلمون؟
حرمنا اطفالنا الرضاعة قد أُغتيلت براءتهم!
حرمناهم الدمى كانت العابهم الرصاص!
النساء.... النساء هُرِست انوثتها.. وأما نحنُ المراهقين لم نجد مراهقة
دراستنا كانت السجخد للطُغاة.. بعضنا ذهب شهيد وبعضنا ذهب يبكي على فقيد!
أفواهنا اصبحت كزنزانة مليئة بألكلمات زنزانة مليئة بمساجين لم يفعلوا شيئ سوى انهم طلبوا السعادة يوماً!
لماذا تُدمرون تقتلون وتُشعلون وتحرقون !!
وما زلتم تقولون الربيع العربي عن أيّ ربيعٍ تتكلمون؟
ازهاره كانت الشهداء، خضاره كانَ الدماء، اما رائحته كانت رائحة ذل الفقراء...
يا لكُم من ابطال لماذا لم يسجلوا اسمائكم بكتب التاريخ ؟ اريد التصفيق لكم لكن الدم الذي يجري بين يداي قد توقف عن الجريان... لذلك قفي ايتها العروبة وصفقي تصفيقاً عربياً حاراً... اعذروني فأنا لا اكره العروبة فما كانَ من صنع يميني كتابة اي كلمة تنحرف عن قانون الشِعر لو أني لم ارى دمائنا تنتظر صفارة القطار..
!نعم نعم نعم نحنُ الشعب المتخلف لرُبما عقلياً لربما اخلاقياً او لرُبما سياسياً!!
لم تعد الناس تتعارك على لقمة العيش بل اصبحوا يتعاركون على كرسي العرش!
اطلبوا الديموقراطية لكن ليس بسلاح الديكتاتورية
اطلبوا السعادة لكن ليس بدموع الحزن
فطلباتكم ليست مستحيلة!!
يا ايها الثوار ويا ايها العالم قولوا لي بماذا افخر لماذا افخر قولوا لي شيئاً واحداً لا اريد اشياء!!
فأذا بقينا هكذا لماذ لا نصنع مستشفى به جميع انواع الغرف من جميع انواع الالم!!
فماذا افعل اذا كان الوطن ممنوعاً من ارتكاب السلام وارتكاب الكلام؟؟ ماذا افعل اذا كان الوطن يفكر بوسائده البيضاء والذكريات السوداء معاً.. ما ذنبي أنا اذ كنتُ مراهقة لا أجيد سوى كتابة الشعر ومشاهدة الدماء..
وماذنبُ عالمي اذ رفض تحقيق الاحلام اذ وُلدت على ارضٍ مجهولة لا تعبُد سوى الأصنام!!
لكن لماذا لا نضع حداً نضع يداً بيد إنّ كنا دروزاً مسلمين نصارى او يهودًا فجميعنا بشر!!
وإنّ فعلنا هكذا سوف ينضم العالم الينا بأسره سوف يصبح العلم هادئاً بلا دموع بلا صراخ بلا قتل او هدم وسوف يبقى فقط صوت الكبرياء.