بحُضور العشرات من الشُّعراء والأدباء ومُحبّي الأدب التَأم هذا المساء كعادته في كلّ أربعاء من بداية الشّهر، صالون نهى قعوار الأدبيّ، حيث تعدَّدت في الأمسية فقرات أدبيَّة وثقافيَّة كان أوَّلها ندوة حول شعر الشّاعر كمال إبراهيم في مجموعاته الشّعريّة الثّلاث الأخيرة: "غزليّات"، "أغنية الورد والياسمين"، وَ"أنت قصيدتي".
وقد استعرض في هذه النّدوة الدّكتور بطرس دلّة شعر كمال إبراهيم في هذه المجموعات الشِّعريَّة بقوله: "أيّها الصّديق، جميلٌ ما كتبت تحت عنوان "غزليّات"، كذلك ما كتبت تحت عنوان "أغنية الورد والياسمين"، وديوان "أنتِ قصيدتي". فأنتَ في هذه الدّواوين إنّما تنحو نحو الغزل في هذه القصائد، فالغزل كما يعلم الجميع جميل خاصّة إذا كانَ ناعمًا ورقيقًا ويُخاطِب شغاف القُلوب. وأنتَ أيّها الشّاعر تعرف أنَّ الكلام الجميل هو كالموسيقى الجميلة يطرب لها القلب فيرقص في الصَّدر نشوة واستحسانًا". وأضاف: "ليس لديّ أدنى شكّ أنّك حاولت في هذه الدّواوين الثّلاثة أن ترسم البسمات على الشّفاه فتصحو الذّاكرة العربيّة، خاصّة لأنّك تعرف أنَّ الغزل هو خبز الحياة، وهو شبيه جدًّا بالشّرفة البيضاء على المدى الأزرق، وكالصّمت الأخضر على شفاه العاشقين المُراهِقين ولذعة النّار في جمرات المواقد".
وأردف د. بطرس دلّة قائلًا: "إنَّ مضامين قصائدك رائعة ومُميّزة، حيث تُكرّس النِّضال الوطني كما في قصيدتك "رسالة الشّاعر المُناضِل" وتحيّتك إلى المغار مسقط رأسك لأنّك تحبّ قريتك العزيزة على قلبك ولديك بعض التّشابيه الجميلة كما في قصيدتك "رحماكِ يا وعد" حيث تُخاطِب الشّابة وعد غانم الرّاحلة بقولك: "نامي قريرة العين/ واعشقي موتك/ كما أحبّ المسيح الموت على الصّليب". أي أنَّك حتّى في الموت تتحدّث عن العشق الّذي يشغل مساحة كبيرة في دواوينك الثّلاثة".
وأضاف: "كذلك في قصيدتك "لو" تُفضّل الحُبّ على المال، كما تُفضّل حبّ المرأة على كلّ حبّ، وتُحبّ السِّلم والوطن والأمن والصِّحّة الجيّدة، والعِلم والإيمان والهُدى، وهي قِيَم رائعة لا غُبار عليها".
وبعد هذا الاستعراض لشعر كمال إبراهيم مِن قِبَل الدّكتور بطرس دلّة كرَّمت الشّاعرة نُهى قعوار الشّاعر كمال إبراهيم بلوحة من عمل وإبداع الفنّان ابن المغار غسّان سكران الّذي حفر قصيدة "يا حسرتاه" على النّحاس والّتي أهداها الشّاعر لروح الشَّهيد الطَّيّار الأردنيّ معاذ الكساسبة.
وقد ألقى الشّاعر كمال إبراهيم كلمة شكر فيها الحُضور والشّاعرة نهى قعوار والدكتور بطرس دلّة والفنّان غسان سكران على تكرّمه بحفر القصيدة على النّحاس وتقديمها لهُ كهديَّة تقديرًا منهُ لإنتاج الشّاعر وإبداعه.
وألقى الشّاعر كمال إبراهيم في نهاية النَّدوة بعض القصائد، منها: "رسالة لإبليس"، "حيفا"، وَ"أنتِ قصيدتي".
وتناولت الأمسية فقرات أخرى كان منها مشاركة بعض الشّعراء في إلقاء قصائد لهُم، منهُم: الشّاعرة أمل سويطي من الجديدة الّتي ألقت قصيدة بالعاميّة. كما ألقى الشّاعر حاتم جوعيه هو أيضًا قصيدة هذه الليلة، وكانت وصلة غنائيّة للمُغنّية حنان عثامنة من الرّينة الّتي أدّت مقطعًا من أغنية "إنتَ عمري" لأم كلثوم.
وتحدّث السّيّد حسين منصور عن بحثه حول مدينة النّاصرة وتاريخها وأسواقها. كما تحدّث الأستاذ عادل عبد النّور عن "بايزيد الأوّل" من منطقة الأناضول وعن سليمان القانوني الّذي تناول شخصيّته مسلسل تلفزيونيّ.
وتخلَّلت الأمسية مداخلة للممرّضة الشّاعرة ليلى حجّي الّتي تحدّثت عن بحث أجرته حول تطوّر الأجهزة الطّبّيّة في بلادنا في العصر العثماني، وقرأت قصيدة عن عكا.