وكُلُّ آتٍ  قريبٌ : بقلم الأديبة هويدا عبد العزيز - مصر

بقلم الأديبة هويدا عبد العزيز - مصر,
تاريخ النشر 2019/08/21 01:57:31

بلَغَني أيها الشبلُ الصغيرُ

أنَّ في الغابةِ  الفيسبوكيةِ عاشتْ مجموعةٌ من الببغاواتِ الفصيحةِ المحبةِ للأدبِ و للشعرِ

وكانَ يعيشُ بينهم ضفدعٌ ساذجٌ ، أراد أنْ  يؤمَ  الببغاواتِ ويجمعهم في مجلسهِ ،

فأشارَ عليهم أن يشاركوهُ بعضًا من أغانِيهم الببغائيةِ المحببةِ لقلوبِهم ، يخطوها على  أوراق  الأشجار ...

و يدرجُوها كمعلقاتٍ حتى يتسنى له الكلامُ و الغناءُ  .

لكن عندما هبتْ  رياحُ  الأولِ من تشرين اقتلعتْ أوراقَهم الواحدةَ تلو الأخرى

وذهبتْ بها إلى حيثِ لاتدري ....

     لم تأسفْ الببغاواتُ على فقدانِ أوراقِها

 لأن بعضها كان نِتَاجًا موروثًا أو مأخوذًا عن غفلةٍ وخفيةٍ من مالكيه.

 وكيف يحزنُ المرءُ على ما ليس له.؟

إلا الببغاءُ الفصيحُ حزنَ لضياعِ أوراقهِ حُزْنًا بالغًا حتى أدركه المرضُ  .

   وكان له  من بين الأصدقاءِ (عبقرُ ) نقارِ خشبٍ  ، لم يستطع أن يرى الحزنَ و الأسى على وجه صديقه ،

فقام بنحتِ أغنيتهِ المحببةِ على  جذعِ الشجرةِ وبالقربِ من بابِ بيتهِ، وقدمَها له هديةً ، سُعِدَ بها و كانتْ من أجملِ الهدايا التي حظي بها في حياته .

     وعندما رأى الضفدعُ ما صنَعهُ نقارُ الخشبِ لصديقهِ الببغاءِ أستشاطَ  غضبًا و غيظًا

فقامَ خفيةً بطلاءِ النقشِ  بالطينِ

 كي يُضَيِّعَ أثرَ الطبعِ والنحتِ ،

لكن حباتِ  المطرِ المتساقطةِ  ، أزالتِ الطينَ  وبقي إبداعُهُ بمأمنٍ من الضياعِ

وفي النهايةِ شكرتِ الببغاواتُ الفصيحةُ نقارَ الخشبِ على حُسنِ صنيعهِ وفرَ الضفدعُ خوفًا من بطشهم  و غطسَ في الطينِ بلا عودةٍ يداري سوءةَ حقدهِ . .

 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1723