قبل أن نتحدث عن المشاريع والمخططات المستقبلية يجب علينا كما ذكرت سابقا أن نحدد النواقص والأزمات والآفات التي تعاني منها القرية على كافة المجالات ومن ثم البدء بمعالجتها حسب سلم أولويات وبرنامج عمل مدروس.
فقريتنا تعاني وأهلها يعانون من مشاكل عديدة ومتنوعة:
أ- المشاكل الإدارية: وحلها يتعلق بالسلطة وإدارة السلطة. وهذه المشاكل هي:
1) انعدام الثقة بين السلطة والمواطن وبين المواطن والسلطة.
2) معاناة شديدة لأغلبية المواطنين من الفئوية والمحسوبية حيث أن الأغلبية الساحقة للسكان ترى نفسها مظلومة وتعامل بدرجات مختلفة حسب الانتماء العائلي والطائفي مع إعطاء أهمية قليلة واعتبارات قليلة للكفاءات والقدرات فيجب القضاء نهائيا على مبدأ الأقربون أولى بالمعروف والتعامل مع الجميع ولا يُفرَّق بين هذا وذاك إلا حسب القدرات والمعطيات المهنية والكفاءات.
3) خلط الحابل بالنابل في الإدارة بما معناه أن الموظف يتصرف كسياسي ويخلط بين المهنية والسياسة والسياسي يتصرف كموظف وبدل القيام بالعمل الإداري البحت يقوم بأداء أعمال الموظفين بسبب تقصير الموظفين بأداء عملهم.
4) عدم التفرقة بين أوقات الدوام وأوقات أداء الواجبات الاجتماعية.
5) عدم تحديد المسؤوليات والأدوار والوظائف حتى يتسنى لكل موظف أن يعرف مهامه المحددة ليقوم بها على أحسن وجه دون التطرق إلى أعمال أخرى خارج نطاق عمله ومسؤولياته.
ب- المشاكل الاجتماعية والمشاكل الثقافية.
ت- مشاكل البنية التحتية والتطور.
ث- مشاكل السكن والإسكان.
ج- مشاكل المشاريع المستقبلية التصنيعية والسياحية.
لكي نسير في طريق سليم يضمن لنا حل هذه الصعاب والعائقات والتغلب عليها يجب أن نبدأ بتحسين أداء السلطة وذلك يكون عن طريق:
1- تعبئة الجماعات في حقل التنمية المحلية وخلق الوعي من خلال حث المواطنين على المشاركة وإشراك السلطة بمشاكلهم ومشاكل السلطة والتعاون على حلها.
2- إقامة لجان أحياء اختصاصية تتفحص الأمور في الحي الذي تعيش فيه وتكون الرابط وخيط الوصل بين السلطة المحلية والأهالي من أجل دراسة أعمق للحاجيات والمتطلبات لكل حي وحي حارة وحارة. وإشراك المواطنين بما يحدث في السلطة وإعطاؤهم تقرير عن الخطط المستقبلية كي ننمي فيهم الرغبة في المساهمة من أجل إنجاح هذه الخطط والمشاريع.
3- تشجيع العمل الأهلي أي الفعاليات الاجتماعية الموسعة لجميع فئات المجتمع على مختلف أجياله.
4- تحسين مستوى الإداريين ورفع مهاراتهم وكفاءاتهم.
5- توفير المعلومات للمواطنين عن سير عمل السلطة وإطلاع الجماهير على الانجازات والخطط المستقبلية كل ستة أشهر.
6- التعاون على إيجاد حلول للإشكالات المالية التي تعاني منها السلطة وفقا لكل الطرق القانونية.
يعتبر المواطن طرف فعال وهام في آلية عمل السلطة ولهذا يجب إشراكه في اتخاذ القرارات كي نحسن من إمكانية تعاونه وتجاوبه مع السلطة وتفهمه لمواقفها وأدائها فان الثقة المتبادلة والتفهم للإشكاليات يكون عاملا محفزا للتجاوب والتسريع في حل الأزمات والقضاء عليها, ومن ناحية أخرى فان مهنية وكفاءة الجهاز الإداري وقيامه بمهامه كمؤسسة تحترم نفسها تعمل وتعامل جميع أفراد المجتمع كمتساوين لها الدور الأكبر في خلق التفهم والمشاركة من قبل المواطن للسلطة والتعامل معها.
من هذا المنطلق وبعد أن نصل إلى خلق الثقة المتبادلة والتعاون بين المواطن والموظف والإداري نكون قد وصلنا إلى بناء جهاز ناجح متفاهم يعرف كل طرف فيه حقوقه ، واجباته ومسؤولياته ويقوم بها على الوجه السليم.
فبالتفاهم والحزم والمعرفة والاتحاد نصل سريعا إلى أهدافنا مذللين كل الصعاب.