رسالة إلى أمي

بقلم - رامز رباح - مجدل شمس,
تاريخ النشر 02/01/2013 - 04:00:27 pm

وقفت على رصيف الطريق البعيد أنتظر قدومك... أتذكر وجهكِ البشوش الخجول، وسحر البراءة المدفون تحت جفونك... أخايل ثغركِ المغطى بنقاب أبيض طويل يلف رأسك، فتشعّ من جانبه طهارة خديكِ... أشتاق أن أضع يدي عليهما فأمسحهما، لأكفكف دموعكِ... بقيت طويلاً أرتقب، لعلي أحظى بلمسة حنان... أو غمرة أمان... أو قبلة طفولة بريئة ليديكِ تطفئ في صميم حشاشتي لهيب الهجران.
جلست على قطعة خشب قديمة... وبدأت أخط إليكِ رسالة حزينة... وسطورًا بسيطة مليئة بحب يتيم، وذكريات جميلة جميلة... وأشواق انفجرت بعد أن كانت مخبأة دفينة.
أما بعد؛؛ أمي الحبيبة اشتقت إليكِ كثيراً، وها أنا أنتظر قدومك قبل المغيب... وبعد المشيب... على شرفات البيوت والمساكن... وفي كل الأماكن... وأخبركِ بأني ما زلت على عهدي القديم... قبل كل عمل أبدأ بسم الله العظيم ... وفي النهاية أختم بحمد الكريم الحليم... وقبل الطعام أسمي وأتذكر كلماتكِ عن مسح الإناء... ولقط الفناء... والاعتصام عن الزنا، لكي أدخل الجنة بلا عناء...
أمي الحنونة؛ كلامك ما زال صداه في أذنيَّ عن صدق اللسان... وحفظ الاخوان... والاحترام لكل إنسان... وما زلت أذكر قصة الراعي الصالح مع سيدي سلمان...
أمي الغالية؛ ما زلت أحترم الكبار... وأعطف على الصغار... وأراعي حق الصحبة ولا أبوح بالأسرار... وأتذكر يوم أرجعتني إلى البقال لأرجع له نقودا غلط معي بها، وسأبقى أفرق بين الحلال والحرام .
أمي الحبيبة؛ ما زلت أذكر كل الأفراح... ومواسم قطف التفاح... والعنب والتين... والشعر الروحاني الحزين... وأقوم في كل صباح أصلي... وأدعو كل الدعوات لربي... لعله يلهم قلوب المتخاصمين في وطني... أن يوقفوا كل النزيف في بلدي... ويحل التصالح والتسامح في كل سوريا، أمي الحبيبة.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.شادي بدرالله يسلم ملافضك يعني كل الاحترام02/01/2013 - 08:01:43 pm
2.كيان امين فارسشحنة من التوتر والذهول مبهورة من عمق المثل والممثول تنتاب كل معلق مسؤول يبغى ان يحف العسل من لسانك شيخنا باسمى تعابير الذوق المعسول. يا شيخنا رامز، في زحمة افضالك الغابرة ها انت تضفيها قالبا ادبيا يزخر بالمعاني والايات، كيف لا والرسالة خير اداة لاحقاق الحق وايصال الغايات، لنا ان نستوحي منها تراث التوحيد الذي بات منسيا بات.. وفي ظل ما عزفت اناملك على لوحة المفاتيح، من اعمق رسائل التوحيد وادابه ، متربعة بين سطور دافئة تنادي عطف الذاكرة في بقايا ام حنون، هي الامومة الابوية في قالب المتداول والمعقول، وهي الحسرة القومية على وطن تحت خنجر الطائفية معلول. عسى ان نكون بمشيئة العفو الغفور بصدد مستقبل الوحدة والكرامة والعزة مهما الت اليه الامور...03/01/2013 - 11:41:59 am
3.atharبينت كل احترامك لامك وعنجد كل الاحترام اسمع في 3 امثال هيك بيقولو (ما رضاء الله ايلا برضاء الوالدين) (امي يا درب اخضر) (اذا غضبت امك وابوك بتغضب ربك)05/01/2013 - 01:22:37 am

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1730