يقلقنا جدّاً ما يحدث في اْرجاء المعمورة ، من اعتداءات وانتهاكات للمقدّسات وللرموز الدينيّة ، انبياء ورُسُل ودعاة كرام يُهانون وَيُحَقّرون،بداْوا في بلادنا هنا بيسوع المسيح،وانتقلت العدوى الى :اُْمّ الهمجيّة اْمريكا والاعتداء على الرسول العربي النّبي محمّد / صلعم/ ،ناهيك عن تدنيس الكُتُب السّماويّة لمختلف الاْديان ، علانية وفي وضح النّهار ،دون خشية الله ، اْو احترام مشاعر الآخر، حتى لو كان يختلف عنّا : دينيّاً ،مذهبيّاً ،روحيّا ، عقائديّاً وقوميّاً .
نحن مع حرّيّة التّعبير وابداء الرّاْي الصريح ، مع التّعدّديّة الفكريّة واحترام الآخر ،حتى لو كان مختلفاً اْو مغايراً ، وكما قال طيّب الذِّكْر الرئيس جمال عبد النّاصر : انّ حُرّيّة الكلمة هي المقدّمة الاْولى للديموقراطيّة ! لسنا مع الرقابة العسكريّة وَكَمّ الاْفواه ،لسنا مع السّير وراء القطيع ، ولا مع اْمْرَكْ يا سيدي اْمرك!
ولكن بين هذه المُسَلّمات والبديهيّات والطروحات وبين الاعتداءات ، السّبّ ، الاساءة ، التحقير ، الاهانة ، تمزيق الكتب الدينيّة ،كتابة الشعارات البذيئة ، السّطْو على رموز الآخرين ،نبش القبور واثارة المشاعر والحسّاسيّات الدينيّة والمذهبيّة .....انّ البون شاسع ،حيث تنتهي حرّيّة الفرد اْو المجموعة بانتهاك حرّيّة ومشاعر الغير .
الكاتب المصري الكبير خالد محمد خالد كتب قائلاً :الاْنبياء اْخوة اْمهاتهم شتّى ودينهم واحد !
فما بال بعض المُنتجين ،المُخرجين ،المُصوّرين ،المُمثّلين ،الكتّاب ،كاتبي السيناريو وبقيّةالطّواقم الفنّيّة ،تُقدِمون على انتاج مثل هذه الاْعمال الغير فنّيّة والغير ادبيّة ،ولا اخلاقيّة ، سيّان اأكانت عن الرسول العربي الكريم ، اْبي القاسم ،الذي يشهد له ملايين البشر خمس مرات يوميّاً في كافّة اْصقاع وارجاء وانحاء المعمورة ، اْو عن غيره.
ما اْروع ما قاله النّبيّ العدنان في حديثه العَطِر :النّاس اثنان عالِم ومُتَعَلّم ، وما عدا ذلك همج رعاع ، لا يَعْبَاُْ بهم الله ! وفي حديث آخر قال :المسيحي المُعتدل اْقرب اليّمن المُسلم المُتطرّف .
في كتاب : حضارة الحكمة والحكماء ، ورد حديث نبوي عطر آخر :جئتُ بعد ثمانية آلاف نبي، منهم اربعة آلاف من بني اسرائيل !
وحين سُئلَ الرّسول العربي :كم كتاباً اْنزل الله ؟
-اْجاب : مئة واْربعين كتاباً، شُعيب /ع /تسلّم خمسين كتاباً،ادريس ثلاثين كتاباً ،ابراهيم عشرين كتاباً، كما نزل العهد القديم ، العهد الجديد والزّبور والفرقآن .
ما نشاهده، نقراْه ونسمعه من موبقات وافتراءات الغرب ، طفح به الكيل ، اْمريكا وزعانفها واْطرافها ومجروراتها دمّرتْ :افغانستان ، العراق ، ليبيا ، وتحاول تدمير سوريّة العصيّة بادّعاء مكافحة الارهاب ، وهي اكبر دولة ارهابيّة في العالم ،ولم يتّهِم المسلمون والعرب لا المسيح ، ولا السّيدة العذراء ، ولا التلاميذ الحوّا ريين ! امّا اذا دافع مسلم اْو اخطاْ ، فالاسلام والمسلمون والعرب يوضعون على لائحة الاجرام . وقادة اسرائيل يصولون ويجولون في ارجاء المعمورة للهدم والخراب والدّمار /كما تقول وكالات الاْنباء العالمية ! واسرائيل كالعادة تصمت ولا تنكر ! ويبقى الكلام /على ذمّة الرّاوي !!!!!
هذه ليست حرّية راْي ، ولا حرّيّة تعبير ، ولا حرّيّة ابداع ! هذه هي الوقاحة ،قلّة الاْدب ، التّطاول على الانبياء والرّسل الكرام،ثمّ السّقوط الى الدّرك الاسفل والحضيض الاْحقر .لا نبوح سرّاً اذا قلنا اْنّ الاسلام ،المُسلمين وقرآنهم المُنزَل اْصبح هدفاً لرماية المُنْحَطّين ،السّافلين ، الحقودين والاْصوليين الغربيين ومن يسير في ركبهم اعتباطاً وعشوائيّاً.
الكتب السّماويّة للدّيانات الثلاث تزخر بفيض من الاْمثال والحِكَم والمواعظ التي تدعو للاْلفة والمحبّة والتّآخي بين الجميع ، مشكلة البشريّة ليست مع هذه الكُتَب ، بل مع فئة ضالّة مُضَلّلة ، تنضح بالقاذورات والاْوساخ،لتعكير الاْجواء والاحتراب والقتل والدّمار ،وكثيراً ما يدفع الاْبرياء ثمن هذا التّحريض الاْرعن .
دعونا نُطِلّ سريعاً على بعض مكنون الكُتب ، طبقاً لترتيبها الزّمني :جاء في العهد القديم:
*لاْنّ الله على صورته عَمِلَ الانسان/ التكوين 9/6
*وقال الله نَعْمَلُ الانسان على صورتنا كَشبهنا / التّكوين 1 /26
*فخلق الله الانسان على صورته،على صورة الله خلقه ،ذَكَر واْنثى خلقهم /تكوين 1/27
ثمّ نُعَرّج على العهد الجديد فنقراْ سويّاً :
• وان اْخطاْ اليك اْخوك فاذهب وعاتبه ، بينك وبينه وحدكما / متّى 18 .
• لا تحكموا حسب الظّاهر ، بل احكموا حكماً عادلاً/ يوحنّا /7 .
• وَلْيَتَعَلّمْ مَن لنا اْيضاً اْن يمارسوا اْعمالاً حسنة للحاجات الضّروريّة .....سلّم على الذين يحبّوننا في الايمان ، النّعمة مع جميعكم . آمين /رسالة بولس الرسول الى تيطوس/3 .
وجاء في القرآن الكريم :
• ويُعلّمه الكتاب والحكمة و التّوراة والانجيل / آل عمران.
• فاصبر كما صبر اْولو العزم من الرّسُل ولا تستعجلْ لهم /الاْحقاف .
• ولو شاء ربّكَ لَجَعَلَ النّاس اْمّة واحدة /هود /صدق الله العظيم !
تحضرنا في هذا المقام قصيدة :طلب بسيط/ للشاعر المعطاء الرقيق : حسين مهنّا، من ديوانه :وطني ينزف حُبّاً، الاْسوار ، عكّا ،1978 ،جاء فيها :
كُنْ ما شِشتْ/شيعيّاً..سُنّيّاً ..دُرزيّاً / كُنْ نصرانيّاً/ شرقيّاً اْو غربيّاً /كُنْ من اتباع يهوذا /اْو من اْنصار القائد بوذا/ اعبُدْ ما شئت ْ/من هذي الاْديان /اعبُد حتّى الاْوثان /لكن معذرة / لا تنسَ/
واذكُرْ اْنّكَ انسان /...
يا وارث آدم يا انسان / يا اْبيض يا اْسْوَد/ يا اْصفر يا اْحمر/ ارفع وجهكَ نحو الشّمس/ وانزع من قلبكَ اْشواك الياْس /واضحكْ من اْعماق الاْعماق هيّا..../ ولنرفع اْيدينا البيضاء/ اْنّى كان / وَلْنًحْمِ الانسان / من ظلم اْخيه الانسان !
لسنا بحاجة الى برنابة وتناقضاته ،ولا الى شبتاي تصفي ونبوآته ، ولا لمُسيلمة الكذّاب ،لاْنّ
موسى وعيسى واْحمد هم انبياء البشريّة والرسالات السّماويّة.
جاء في اْدبيّات المعروفيين الدّروز : ايّاكُمْ واللعنة في الدِّين ، فاللّعنة لا تُقَدّم ولا تُؤخّر !
جاء في آيات الله البيّنات عبرة للحقودين الماكرين :
* يا اْيّها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة /النساء
*وما كان النّاس الاّ اْمّة واحدة فاختلفوا / يونس
* ولو شاء الله لجعلكم اْمّة واحدة /الشورى .صدق الله العظيم !
ويبقى الاسلام الحقيقي والمسلمون الاْبرار مثالاً في التّسامح ،بعيداّ عن البطش والقتل .
والسّلام على من اتّبع الهدى !