يرون فيلنسكي: في البداية وحول ما تشهده الساحة السورية، استمرار سفك الدماء واطلاق النيران من قبل القوات السورية ازاء المواطنين، نستضيف عضو الكنيست مجلي وهبة من حزب كاديما، تحياتي للنائب وهبة.
النائب وهبة: تحياتي لك وللمستمعين الكرام
يرون فيلنسكي: حدثنا في بادئ الامر، عن اخر التطورات السورية ، من اين تستقي المعلومات، هل هي من وسائل الاعلام ام ان لديك اتصالات خاصة مع شخصيات سورية؟
النائب وهبة : افضل ابقاء الموضوع كما هو، والمعلومات التي استقيها هي معلومات موثوقة وتصف الاحداث السورية بدقة متناهية.
يرون فيلنسكي: ما هي اخر المعلومات التي لديك؟
النائب وهبة: لاشك ان الذراع الامني- وهو الجيش المسلح من راسه الى اخمص قدميه، استعمل القوة المفرطة لدى اقتحامه مدن درعا، بانياس ودوما، وهي مدن تقطنها اغلبية سنية، كذلك الحال ايضا في منطقة حماة، فالجيش متواجد في كل مكان خوفا من حدوث تمرد او عصيان مدني او تظاهرات شعبية غاضبة، فالجيش اقتحم بقوة ووحشية والدبابات تطلق النيران على المواطنين وهنالك العديد من القتلى والجرحى في الميدان، الامر الذي يرغم السنة في سوريا حسم المعركة، فنسبة السنة في سوريا تصل الى 75% ، كما ونلاحظ بوادر تمرد وعصيان مدني، بمستويات متفاوتة، كذلك الامر في صفوف الجيش والذين يعارضون اطلاق النيران على المواطنين العزل.
يرون فيلنسكي: لنحاول تحليل تصرفات بشار الاسد لغاية الان: حيث يقول"اناضل من اجل الحفاظ على السلطة، فانا في نضال من اجل الحفاظ على حياتي ولا يهمني ما يقوله العالم عني، ولا يهمني أي عقوبات ستفرض- انا في نضال على الحياة والموت!"
النائب وهبة:هذا صحيح، ولكنه تناسى انه يعيش في القرن الحادي والعشرين في عام 2011، ونلاحظ مدى تاثير الامور على الدول الاخرى، الشعب يريد الحرية، فالشعب لا يمكنه السكوت على انظمة دكتاتورية كهذه تحكم منذ عشرات السنين والشعب يضحي باغلى ما عنده ليغير الاوضاع . الشعب ياخذ بالحسبان هذا النضال، واذا نظرنا الى المعارضة المدنية والتي جزء منها في الداخل السوري والاخر خارج سوريا، كلهم متحدين حول امر واحد- الشعب سينال حريته ولا يمكن للاسد ان يختبئ، كما فعل والده عام 1982 لان الامر سيؤدي الى رد فعل مغاير ينتهي بتغيير الحكم.
تصرفات الاسد، عل فكرة، وهذا الامر يتعلق اكثر بافراد الجيش والضباط الكبار في الجيش السوري، هم تحت ضغوطات اكبر وهذا يثبت انهم مدركين تماما ان الارض تهتز من تحت اقدامهم.
يرون فيلنسكي: كنا شاهدين على تجربة مبارك، ونشهد ما يحدث للقذافي والذي على ما يبدو يحافظ عل مكانته لغاية الان فاين الاسد من هذا وذاك؟
النائب وهبة:هو بين هذا وذاك، فمن جهة بشار الاسد مدرك تماما ان لا مفر له فنحن نتحدث عن طائفة تحكم سوريا وهي لا تتعدى 13% من مجمل عدد سكان الدولة والاغلبية المهيمنة موجودة في ضائقة كبيرة- بين "الحياة والموت".هو ليس بمقدوره استغلال الاوضاع كغيره، فالامر يعني وقوع فوضى داخل الجيش سرعان ما يتحول الى تمرد مدني لينتهي الامر بالقضاء على الحكم.
يرون فيلنسكي:من سيخلفه في الحكم؟ من المرشحين؟
النائب وهبة:هذا سؤال مهم جدا، فاليوم هنالك زعماء المعارضة والذين توحدوا، في حينه، حول "اعلان دمشق، وجزء منهم من طوائف السنة والجزء الاخر من الطوائف الاخرى، اضف الى ذلك الاخوان المسلمين وهم غير فعالين في سوريا بخلاف الدول العربية الاخرى، وهم سيكونون بمثابة جزء ليس اكثر، ولكن الاهم بان من سيتولى زمام الامور هم الزعامات المدنية غير المتدينة . انا اعرف ان هنالك قيادات كهذه بدات بالتجمع والتوحد وهنالك اسماء تشمل معظم اطياف الحركات السورية وهم في نهاية الامر سيتولون قيادة الحكم في سوريا.
يرون فيلنسكي:الان لا نتحدث عن سوريا فقط وانما سوريا مقابل اسرائيل، سوريا بمعنى "لبنان"، سوريا مقابل ايران، فالجبهات متعددة وكثيرة وهنا تتضخم وتكبر الامور .
النائب وهبة: لا شك في ذلك، عليك ان تتذكر ان ما سمح لنفسه هذا الحكم من تصرف في سنوات الـ 70 و80 من قتل شعوب ، اليوم هذا الشعب لن يسمح بمثل هذه التصرفات و"الدول الحليفة" تلك ستفشل في مساعدة سوريا لان الدول المتحضرة لن تسمح بقتل الشعوب وما نشهده اليوم في شوارع درعا وبانياس واماكن اخرى فهناك يضحي الشعب باغلى ما عنده من اجل الحرية.
يرون فيلنسكي:من ناحية الاستقرار، هنالك اصوات اسرائيلية تفضل الاسد، هل هذا صحيح؟
النائب وهبة: قلت هذا في السابق واعيده، العديد من قياداتنا منحوا الدعم لتلك الانظمة في تصريحاتهم.ولكنني اعتقد وعلى المدى البعيد علينا ان نتذكر، وهذا يعيدنا الى ما قلته في بداية حديثي، انتبه اننا لا نشهد حرق الاعلام الامريكية ولا الاعلام الاسرائيلية لدى المتظاهرين، وهذا يثبت ان ما يريده الشعب هي الحرية، وهذا الامر سيستمر اذا خلقت انظمة ديمقراطية الامر الذي سيجعلنا نتحدث الى قيادات ديمقراطية وليست دكتاتورية.
يرون فيلنسكي: ماذا بشان الطائفة الدرزية، فانت مدرك تماما لما يحدث لهم في سوريا؟
النائب وهبة: الطائفة الدرزية، اريد ان اقول لك، انها تعتبر اصغر طائفة هناك 4% وهم يسيطرون على جبل الدروز، وهم مدركين تماما، وكذلك العلويين مدركين انه وفي حال اتخذ الدروز موقفا معينا فان الامر سيؤدي الى تغيير جذري في كل مجال النضال ضد الحكم .ولكن حاليا القيادات الدرزية السورية، وعلى الرغم من وجود براعم نضال داخل بعض القرى ووقوع قتيل درزي ، ولكن القيادات الدرزية تلك ما زالت تحافظ على "الحيادية" وهم لا يريدون ان يكونوا كبش الفداء بين السنة والعلويين.
يرون فيلنسكي: عضو الكنيست مجلي وهبة سنبقى على اتصال، شكرا جزيلا لحضرتك.
