ما بين الصداقة والقرابة

تاريخ النشر 23/1/2011 11:42

بقلم الكاتب فواز حسين - حرفيش

نعم...لا خير في أي احتلال. والحديث هنا عن مظالم الاحتلال الفرنسي في سوريا ولبنان أيام الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة المرحوم سلطان باشا الاطرش.
الطائرات الفرنسية تقصف تجمعات الثوار في الجبل, ولا ترحم المسنين, الأمهات والاطفال. الاهالي يتركون منازلهم ويفتشون عن ملجأ لهم في المغر والأودية. تشاء الاقدار ان تصيب قذيفة الطائرة امرأه مرضعه كانت تحمل رضيعها على صدرها. الام تصاب وتقع على الارض,ابنها يصرخ على صدرها ,الام تنزف الى ان تفارق الحياه. ابنها يبقى لوحده يحاول ايقاظها بصراخه, ولكن دون جدوى.
يمر بعض الوقت ويمر بالقرب من الجثة راعي مع ما بقي من قطيعه الذي تعرض للقصف أيضا, وعند ساعات المساء يسمع صوت طفل يأن ويأن...يقترب الراعي من الصوت وتقع عيناه على مشهد رهيب, امرأه ملقاه على الارض... جثه هامده وبين ذراعيها طفل رضيع...يبكي احيانا, يتنهد ويهدأ اخرى.
الراعي يعتني بدفن الجثة في المكان ويأخذ الرضيع على ذراعيه ليصل الى خيمته ويخبر زوجته بما حدث وبما رآه ويعطيها الطفل لترضعه اسوة بابنها الرضيع.
الراعي وزوجته يعتنيان بالطفل ويعطفان عليه, من جهة اخرى قطيعه يكثر ويدر عليه بالخيرات.
الراعي المذكور من عشيرة السارديه, قبيله مجاوره لجبل الدروز وتربطهم علاقات صداقه وحسن جوار.
تمر الايام والسنين الطفل يكبر ليغدو شابا يافعا وفي سن ال 19 مثله مثل شبان القبيلة عليه ان يختار قرينه له. يخجل من (والديه) ويذهب عند عمه ليطلب يد ابنته...
العم الذي يعرف قصة هذا الشاب يحتار في الامر لأنه يعرف الحقيقة بأن هذا الشاب بالأصل ليس ابن اخيه ولا يعجل في اعطاء الجواب.
العم يذهب لإخبار اخيه بالذي حدث وتأتي ساعة الحسم...
علي ان اصارحه بالحقيقة!
بدون شك انها لحظات مؤثره لجميع الاطراف...نعم يا بني ما قمت به اتجاهك كان واجبا علي والحمد لله فان الله تعالى وفقني انا وعائلتي وقطيعي...
لك عندي نصف قطيعي وانت مخير: أما ان تبقى معنا وبيننا واما ان ترجع الى بلدك علك تتعرف على اقاربك.
الشاب يستأذن ليرحل على امل ان يلتقي بمن بقي من ذويه معاهدا الراعي وعشيرته المحافظة على العلاقة والمعروف.
وبالفعل يرجع الشاب الى احدى قرى الجبل ويحل ضيفا على مختارها ويعرف عن نفسه انه من عرب السارديه. المختار يعتني بالضيف ويكرمه ويدعو على شرفه اعيان القرية ومسنيها. كالعادة يسردون حكايا ايام زمان ويطلب المختار من احد المعمرين ان يحكي ما عنده.
بعد سرد قصص الثورة والثوار, مظالم الفرنسيين وقتلهم للنساء والاطفال,لا تلوموني وان سالت دموعي فقد فقدت ابنة عمي وابني الرضيع ولم اعرف عنهم أي خبر...
الشاب الضيف يتابع سرد القصة ويمعن في ذلك المسن ويقول لنفسه:انه ابي...ا ن ه ا ب ي...تكاد الكلمات تتعصر ومن ثم يتمالك اعصابه ويقف في الوسط ويقول للراوي وعلى مسمع من الحضور: أنا ابنك وانت ابي... يتعانقان مقبلين بعضهم البعض ومن حولهم صمت رهيب وحناجر تختنق ودموع تسيل. نعم انه مشهد مؤثر تدمع له حجارة البازلت.
دهش الحضور مما رأوا وما سمعوا وشاعت القصة عند اهل القرية والجوار وعاد الشاب الى حضن اهله وبلده.حيث قرر المختار واعيان القرية تشكيل وفد لزيارة الراعي وعربه تقديرا وعرفانا لما قاموا به اتجاه طفل الثورة وغلام اليوم.
وقالوا اعرب السارديه: نعم كانت بيننا صداقه حاميه وطويله (ابا عن جد) والان تحولت هذه العلاقة الى قرابه.
نعم انها عبره ال من يعتبر وغاية في العمل الانساني والجيرة الحسنة.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.شاهد ما شفش حاجةقصتك حقا غريبة عجيبة! ولكن طريقة كتابنك اغرب!! هل هذا اسلوب كاتب؟ ارثي للكتابة!!!!!!! ولا فاصلة؟! من اين لك هذه اللغة؟!8/2/2011 1:44

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2359
//echo 111; ?>