في ذكرى ميلاد المعلم كمال جنبلاط

تاريخ النشر 7/12/2010 14:11

 بقلم : امجد المن

6.12.2010

ثلاثة وتسعون سنة مرت ، ومع كل فجر جديد تزداد طلته بهاءً، وكبرياؤه شموخاً، ومبادئه تتحول نبراسحياة فكر وقيم.
احاول ان اكتب عن تجربة المعلم كمال جنبلاط, في ذكرى ميلادهوالتي تحل اليومفي السادس من كانون اول الذي يستبق  بحلته أيسنة جديدة , رغم خلعه "القميص الشحماني" على حد وصفهللجسد, منذ ثلاثة وثلاثون عاماً, الا ان  روح بذوره الطيبات لا زالت تنتقل من جيل  جديد لأخر  يأتي بعده, تاركا بذلك إرثاً لمناصريه هوعبارة عن حزمة أحلام عليهم ان يحققوها.
 
 
ادرك انه ليس بإمكاني كتابة التجربة الروحية للمعلم كمال جنبلاط , ذلك لأن  التجربة الروحية للحكماء  تكتب عن ذاتها بذاتها , حيث تبقى الى الأبد من خلال ترسخها في النفوس والعقول النيرة. خصوصاً عندما تكون هذه التجربة فريدة النضج والغنى من أجل التغيير، تغيير الذات والواقع بالمعرفة والحكمة والفكروالسياسة الخلاقة غير المنفصلة عن الأخلاق.
فلا يزال الحنين يشوقنا الىصاحب هذه التجربة الفريدة التي تحاول ان تحاك في روحيتها بصياغة مختلفة, روحية الجوهر في شروط بيئية مختلفة وفي شوق وليد متجد مستقبلياً كما رنا  اليه حلمه , فما علينا الا ان نحاول قدر الإمكان جاهدين في نقل ولو الجزء اليسير من ارثه الى الأجيال القادمة والحالمة في يزوغ مستقبل وأفق مشرقة, فيكون لهم نبراساً يستعينون ويحملونه في رسم معالم مجتمعنا التوحيدي.
 
كان كمال جنبلاط يدرك ان تراجيديا الزمن لا مسرح لها غير حلبة الحاضر , هذا الحاضر الذييتنازعه اثنان في اللحظة ذاتها: الماضي بالركون الى مسلماته وحتى تقديسها والمستقبلبالقلق عليه فيما هو يتكون جنيناً رخصاً كتباشير الحلم, فاذا كانت محاولة الجديدامراً صعباً فأن التخلص من القديم امر اشد صعوبة، ومع ذلك، فاذا شئنا ان نتفاءل بالذيسوف يأتي يتعين علينا ان نتذكر الذي جرى، ولا سيما في هذا الوقت الذي بات فيه تدميرالذاكرة المنهجي، على ما يبدو، المدخل الأنجع لتدمير الشعوب, ففي الأمس القريب مثلاً طل علينا الوصي في الحكومة الإسرائيلية والمنحدر من العقلية الرجعية في كسب المصالح الشخصية الضيقة حاضراً ومستقبلاً , على حساب ابناء جلدته فحاول ان ينسبنا في تاريخنا المتجذر لليهود ضارباً بعرض الحائط ذاكرتنا التوحيدية القيمة في سريتها ,  والقضاء على   هذا الذاكرة الذي ينطوي في الوقت نفسه، القضاء على الخيال وعلى الطوباوية وعلى الحلم, ايعلى أكثر العوامل حفزاً على التغييرفي عالمنا التوحيدي.
كم تنقصنا هذه الأيام ايها المفكر الغائر , الشاعر , الصوفي , المربي والموسوعي ,السياسي المثقف منالنوعية نادرة، التي لا يجادل فيها ممن عاصروك سواء أحبوك أو كرهوك, الذين حتماً احترموك بسبب علمك ومعرفتك التي تبدأ بالطلب الجدي والرغبة الغالبة على كل الرغبات في الارتقاء من مرتبة الفكر قائد الحواس والشهوات التي تشدنا الى الغريزة الحيوانية منها الى مرتبة العقل , والتي علمتنا انه من خلالها فقط نستطيع تحقيق الوعي الذي يحررنا من متاحات الأيديولوجيات والمعتقدات التقليدية والتصورات السابقة البالية, التي عفى عليها الزمن وفرضتها البيئة التي ولدنا فيها وترعرعنا على تقديس اصنامها من قيادات حمائلية , مصالح شخصية ضيقة وتقاليد رجعية لا تعرف الا تثبيت الظلم والاستبداد مانعة بذلك العقل النير من عطاء وأبداع مما يفيد المجتمع ويدفعه قدماً.
 
فنحن الموحدون الدروز، كفئة سائرة الىالذوبان ديموغرافيا لم يعد لها من مستقبل الا بالانتماء الى فكر كمال جنبلاط التقدمي والحضاري وتعميمه بالإضافة الى قيمنا المعروفيَّة وعقيدتنا التوحيدية, اي ان حضورنا الانساني ، من باب الفكر التقدمي والعقيدة التوحيدية هو حضور نوعي , اذا اخذنا بالحسبان بأن وجودنا كميا أي عددياً ومادياً هوفي حالة ذوبان في البحر الديمغرافي الشرق اوسطي, العرقي والأثني والعقائدي من نزاعات هذه البقعة فليكن قوله شعراً :
 
"انت انا يا اخي ,
انت هذا الكون في حقيقته ,
انت الأنسان ,
بل انت وجه للرحمن "
 
طريقا ومسلكاً منيراً لخطانا المستقبلية ,عسى ان نبقى اكثر انسانية واكثر انفتاحاً لما نحمله من قيم ومعاني تقدمية.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1...........8/12/2010 19:41
2.דרוזיתלילה שקט אפילה ודמותך אלינו עולה....מבקשים משאלה שתשמור עלינו מלמעלה9/12/2010 13:41

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1815