بقلم أصالة سعد - المغار
ليتني كنت شمعة تضيء العالم بنورها , ليتني كنت عصفورًا أملك جناحين , أحلق في الفضاء , أطير بين السحاب والغيوم ..
ليتني كنت نجمة متلألئة تسطع في السماء ويشّع بريقها الدنيا..
ليتني كنت شجرة أقدم ثمري وأخفي على العالم بظلي ..
ليتني كنت حبرًا على ورق أخط على أوراق الزمان ..
ليتني كنت سمكة أبحر في البحر , أملك سبعة بحارٍ وملايين الأصدقاء ..
ليتني كنت زهرة أنشر عبيري في كل مكان ..
ليتني فراشة أتنقل في البساتين وأستريح بأحضان الأزهار ..
" ليتني كنت شجرة لا زهر لها ولا ثمر , فإنّ عناء الخصب أمر من القحط, وعذاب الموسر الذي لا يجد من يأخذ منه أكبر من عذاب المتسول الذي لا يجد من يعطيه ".. ليتني كنت بئرا جافة والناس يلقون بي الأحجار , فان ذلك أجدى وأخف حملاُ من أن أكون ينبوع ماء حي يمر به الناس ولا يشربون !!
ليتني كنت قصبة يدوسها المارة بأقدامهم , فان ذلك خير من أن أكون عودا ذا أوتارٍ فضية في بيتٍ ليس لصاحبه أنامل وأولاده صّم !!
ليتني كنت عصاً سحرية أحرك العالم بيدي , أعطي ذا وأحرم ذا , أحقق أمنيات كثيرة معلقة بخيوط الشّمس الذهبية , تتردد كل يوم على ألسنةِ عدة , ليتني كنت لأستطيع تحقيق الأمنيات قبل أن تحرقها الشّمس ..
ليتني كنت قطرة ماء , أروي العطشان وأعطي القوة لكل انسان ..
ليتني كنت صفحة بيضاء يخط عليها المتعب آلامه , والعاشق شوقه وحنانه . يطعمونني كلماتهم المؤلمة وحروفهم المبعثرة , ويسقونني من دمع عيونهم !
ليتني كنت بحراً كبيراً يلقون بي آلامهم وأحزانهم , أشاركهم حزنهم وأخفف من عذابهم ...
ليتني كنت الظلمة .. " ففي سكون الليل بحرٌ موجه في مسمعك
وبصدر الليل قلبٌ خافقُ في مضجعك"
ليتني كنت ,.. ولم أكن !! فعندما يصبح الحلم مستحيلاً يجب أن نرضى بالواقع ...