يحيى عطاالله في ديوان " صهيل " - بقلم نور عامر

تاريخ النشر 3/2/2010 20:13

يحيى عطاالله ينظم الشعر منذ اكثر من عشرين عاما ، لكنه لم يطلع سوى بديوان واحد  2009 .

مفردة صهيل الجميلة شغلتني عن السؤال لماذا تأخر الشاعر كل هذا الوقت ؟!

للصهيل ابعاد عميقة الأثر في التاريخ العربي والإسلامي ، وفي فن الرسم والنحت . فقد ترمز الى المجد والعنفوان ، الى التمرد والجموح ، والى الجواد العصي على الترويض . هذا ما توحي به الكلمة العنوان قبل ان نقرأ النص لنعرف

أن عطاالله أراد بالصهيل ما معناه أن الشعر يجب ان يحرك في داخلنا ردة فعل  معينة ، وإلا لا  لزوم له .

" ما الشعر إن لم يستفز وما القصيدة يا ترى / إن لم تكن مثل الصهيل يرن في سمع الورى " . 
هذان البيتان هما النقطة المركزية في هذه القصيدة التي كنت احبذ لو سارت كلها على نفس المنوال معنى

وتكريسا ، وذلك من منطلق حاجتنا لسماع المزيد عن ماهية الشعر وكيف يجب ان يكون . لكن الشاعر

خرج عن المحور الأساس الى الغموض في الشعر واصفا اياه بالطلاسم والهذر .

اذا كان يقصد غموض الخواء من التجربة ، وغموض النقل والتقليد فقد أصاب ، لكن في الشعر الجديد من  الغموض ما هو مستحب وعميق ، غموض الأحاسيس الإشراقية والتركيبات الصورية التي تتيح للمتلقي متعة التفكر والتأويل .

في قصيدة أخرى يدخل الشاعر عالم المرأة يتعابير شائقة ورؤية حضارية ، نوجزها بدعوته الى تحرر المرأة

من التقاليد التي تحد من انطلاقها وتحاصر أنوثتها :

" يا حرّة العشق من روح معبأة / بصرخة العصر تلغي سالف الحقب / ثوري على زمن يؤذي أنوثته / ويدفن النهد بين الجهل والترب " .

اللافت في هذا الديوان أن الشاعر يكتب بكل الأشكال الشعرية حتى في الشعر العامي ، فهذه قصيدة على الوزن القرادي ، اغنية الى محمود درويش  استهلها بهذين  البيتين :

" حد " البروة " يا محمود / زهر لوز البريه / وكل ما بيزهر بيعود / الشاعر يكتب غنيه "

واختتمت بهذه الطفرة :

" في مخيم لاجئين / بستنا نجمة سعدو / تطلع من ليل التكوين / وتضوي درب الحريه " . 
يقال أن  " القصيدة تعتمد في تأثيرها على الإستهلال والخاتمة " . الإستهلال والإقفال هما في رأيي بمثابة

الجذع والأفنان ، وما تبقى بينهما هي المسافة التي من المفترض أن تشعر المتلقي بأنه دخل غضارة اجواء لا يريد مغادرتها ..

اعتقد أن يحيى عطاالله قد وعي هذه التقنية أو ما يماثلها ، لذلك نجد أن معظم قصائده حيوية مؤثرة استهلالا خاتمة ومساحة . بيد أنني تذمرت قليلا من قصيدة " الى فؤاد السنيورة " ، وتحديدا في " منزلق " دموعه التي سلخت من أوراق الشعراء العرب رزمة دسمة ، كنت افضل لو استخدمت في أغراض ذات فائدة . كذلك استرعت هذه الدموع اهتمام الشاعر عطاالله :

" أنا يا فؤاد أمام عينك أنحني / وأجل دمعك من صميم فؤادي " . 
أنا شخصيا لم أعبأ بهذه الدموع لأن الظرف لم يكن ظرف دموع وعاطفة ، لا سيما القادة من المفترض ان يشحذوا عزيمة الشعب ؛ انما تأثرت جدا بدموع الثكالى  والأطفال .

أما ما تبقى من قصيدة "السنيورة" والذي هو اختزال للواقع العربي الآني بتداعياته وتناقضاته ، ألمه وحلمه ، فهو من الأهمية والقوة بمكان مما يدل أننا أمام شاعرية لا يستهان بها جمالا موهبة وأسلوبا .

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.ط·آ¸ط¸آ¾ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آµط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ± ط¸ظ¹ط·آ§ ط·آ­ط·آ¨ط·آ°ط·آ§ ط¸â€‍ط¸ث† ط·ع¾ط¸ث†ط·آ®ط¸â€° "ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€ ط·آ§ط¸â€ڑط·آ¯ " ط¸â€¦ط¸â€ ط¸â€،ط·آ¬ط·آ§ ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ¯ط¸ظ¹ط·آ§ ط¸ظ¾ط¸ظ¹ ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ¯ط¸â€، ط¸â€‍ط·آ¹ط·آ±ط¸ظ¾ط¸â€ ط·آ§ ط¸â€¦ط·آ§ ط·آ§ط·آ±ط·آ§ط·آ¯ 18/2/2010 12:47

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1853