الغيبة - بقلم الشيخ رياض حمزة

بقلم رياض حمزة ,
تاريخ النشر 07/09/2015 - 10:53:26 am

                                         الغيبة
هذه رسالتي ومقالتي المتعلقة بموضوع الغيبة – اغتياب الناس – والتي أوجهها الى بعض الشباب المتزيين بزي رجال الدين الذين نشروا لي بعض الصور على الواتس اب , والتي ابدوا فيها وكأنني أشرب النبيذ , في احدى المناسبات , مُتجنين على , متناسين أن الغيبة والنميمة مِن الكبائر التي يحاسب عليها مَن يفعلهاا رب العالمين , خاصة وأن الكوب الذي كان بيدي كان يحتوي عصير العنب وليس كما بدا لهم , وهم بظنهم خائبون , والله عليَّ وعليهم رقيب شهيد . سامحهم يا رب , فأنت السمحُ الغفورُ الرحيم .

الغيبة , وما ادراك ما الغيبة ! إنها من الكبائر  التي حذر الله سبحانهُ منها , وهي مِن أكثر ما يكره الله سبحانهُ وتعالى , وأن قِصاص المُغتاب عند الله ما بعدهُ قصاص ؟ ,أنها هي التي لا يكفرها (يمحوها ) كفارة المجلس (الصلاة) ولا تُكَفَّرُ الا بالتوبة النصوح ؟
 
كلنا (رجال الدين ) نعرف خطر الغيبة وشديد عذابها ولكننا , وللأسف , لا نجاهد أنفسنا جهاداً كافياً يكون لنا شفيعا لنا عند رب العالمين .
 
كثير من الناس اذا نهيتهم عن الغيبة يردون عليك بقولهم , شو يعني , بدك ايانا (اتريدنا) نقعد ساكتين ؟  شو يعني , ما نحكي شو عمبنشوف , وكان الله سبحانه , عيَّنهم أوصياء على خلقه !!
 
سبحان الله وكأن الأحاديث لا تحلو الا في القدح والذم في عباد الله , والانتقاص منهم أو حسدهم أو تشويه سمعتهم أو أو أو ....  !!! حسبنا الله وبه المستعان على القوم الظالمين .
 
 *للغيبة , ايها الأخوة والأخوات , صفات ومزايا وإخطار جمة , أهمها :
 
1 - تُحبط الاعمال والعاملين وتاكل الحسـنات (حسنات المُغتاب) . ( قال أحدهم لو كنت سأغتاب أحدا لاغتبت أمي وابي فهم أحق الناس بحسناتي ) .
2 - تفسـد المجالس (اماكن الصلاة وأماكن اللقاء) وتقضي على الاخضر واليابس  .
3 - صاحبها يهوي الى الدرك الاسـفل  من السفالة ومصيرهُ الدرك الأسفل من نار جهنم وبئس المصير  .
4 - رذيلة الغيبة لاتقل عن النميمة خطرا بل أشد منها ضررا  (سأكتب لكم عن النميمة لاحقاً , بإذن الله)  .
5 - صـفتها من الصـفات الذميمة وخلة من الخلال الوضيعة , وصاحبها مِن أوضع ما خلق الله مِن البشر .
ولئلا يقع منها المرء موقعاً ,  وهو لايدري , حذرت منها الديانات ايما تحذير .
 
عن أبى هريرة رضى الله عنة , أن رسول الله , صلى الله علية وسلم , قال : أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسولة اعلم , قال : ذِكْرَكَ أخاك بما يكرة . قيل لهُ : أفرأيت إن كان فى اخى ما اقول ؟ (أي , حتى ولو كان في أخي ما أقول ) قال : إن كان فية ماتقول فقد إغتبتهُ , وإن لم يكن فية ماتقول فقد بهتهُ ) اي ظلمته بالباطل وأفتريت علية الكذب .
 
 ما أبشعها من صورة وما أبشع ما يفعله أهل الغيبة وما يقوله بعضنا , في مجالسنا واجتماعاتنا , مُغتابين بعض ! .
 
* واذا جِئنا نبحث عن الأسباب التي بسببها يغتاب المغتاب أخاه المُستغاب نجدها كثيرة , ومن أهمها :
 
1 -  تشفي غيظ المغتاظ مِن مُغيظهُ إذْ يذمهُ لسبب أنه غاضب منه أو عليه , أو في قلبه حسداً وبغض له أو عليه , فيروح به ذاماً قادِحا بما فيه وما ليس فيه  .
2 -  موافقة الأقران (الرفاق)  ومجاملة الرفقاء المغتابين , عندما يكون مُجالساً لهم في مجلس فيه غيبه , ويكره أن ينصحهم لكي لا ينفروا منه ولا يكرهونه .
3 - إرادة المغتاب رفع قيمته (مكانتهُ)  بتنقيص قيمة الغير .
4 - يغتاب المغتاب غيره لكي يضحك والناس , وهذا ما يسمى المزاح حتى يكسب حب الناس له  .
 
* وعلى المُغتاب أن يتذكر وان يعلم وان يعمل :
 
1 – أن المغتاب يتنكر ويخالف أهم ركنين من اركان دين التوحيد , حفظ الاخوان وصدق اللسان .
2 - أنه يتعرض لسخط الله , وأن حسناته تنتقل إلى الذي اغتابه وأن لم تكن له حسنات أخذ من سيئاته  (سيئات المُستغاب) , وأضيفت الى سيئات المُغتاب .
3 - إذا اراد المُغتاب ان يغتاب أحدهم , يجب أن يتذكر نفسه وعيوبها ويشتغل في اصلاحها وعليه أن يخجل ان يعيب وهو المُعَاب  .
4 - وأن ظن أنه سالم من العيوب , وقد يكون , فعليه أن يشتغل بشكر الله وحمده وليس في استغياب الغير  .
5 -  ليحاول  المُغتاب ان يضع نفسه مكان الذي أُغتيب وحينها سيجد نفسه  لن يرضى لنفسه تلك الحالة   .
6 – عليه ان يبتعد عن البواعث التي تسبب الغيبة ليحمي نفسه منها  .

والغيبة قد تأتي من المغتاب شفاهةً أو كتابةً أو بالصورة , وقد تأتي بشكل مباشر أو بالانتقال من احدهم الى الآخر والى الآخر وهكذا دواليك , وفي هذه الحالة يكون حاكيها وناقلها وناشرها في نفس الخانة , خانة المُغتاب الواقع تحت الخظيئة وتحت رقابة الله رب العالمين وغضبهِ وسخطهِ وعقابه يوم الدين .

 بعد كل هذا الذي ذكرناه , دعونا نتعاهد أن لا ننطق الا بما يرضي الله سبحانه وتعالى ,  فنحن نتحدث كثيرا وننسي أن الله سبحانه , حاضرٌ ناضرٌ يرقبُ حركات عبده ويحسبها له أو عليه , وهو العليم البصير , وهو على كل شيء قدير ولنتذكر قوله تعالي (وما يُلفظ ُ مِن قولٍ الا لديه رقيب عتيد) , فملائكة الرحمن لا تنسى , فماذا نفعل عند عرضنا علي رب العزة والجلال , ويقال لنا (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق , انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) .
 
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن علينا وعليكُم بتوبة نصوح , وأن يغفر لنا ذنوبنا وزلاتنا وإسرافنا في أمرنا , وأن لا يُطلق ألسنتنا الا بما يرضيه عنا , انه ولي ذلك , وهو الغفور الرحيم .
 لذا فينبغي على الواحد منا أن يجاهد نفسه على تَجَنُّب الغيبة والابتعاد عنها , وأن يحاول أيضاً أن يعفو ويصفح عن كل من اغتابه وتكلم فيه , فإن في ذلك أجراً عظيماً , قال تعالى :           ( ‏وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا , فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ,  إِنَّهُ َلا يُحِب ُّالظَّالِمِينَ )  سورة الشورى : 40  , ولعل ذلك أيضاً يكون سبباً في أن يُسَخِّر الله للمُستغاب قلبَ كل من اغتابه هو فيعفو عنه ويسامحه جزاء ما فعل هو مع غيره , ولن يخسر الإنسان شيئاً إذا عفى وسامح , بل إنه سيتضاعف له الأجر بهذا العفو .
تم بعون الله وحمده .
الموضوع للنشر والحذر من هذه الكبيرة من كبائر الذنوب فلنحذر من أن نحبط اعمالنا بأيدينا في وقت لا ينفع فيه الندم ولات حين مناص أو ساعة ندم .

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.يوسف عامرنيال المتهوم وعند ربه بريئ07/09/2015 - 01:21:19 pm

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1808