القوى الوطنية الدرزية عاجزة عن مواجهة الرجعية الدرزية : بقلم مهدي سعد

بقلم مهدي سعد,
تاريخ النشر 05/08/2015 - 05:40:38 am

ينشط داخل الطائفة الدرزية في إسرائيل تياران مركزيان يلعبان دورًا محوريًا في الحياة السياسية الدرزية، التيار الأول يشمل القوى الوطنية الدرزية المناوئة لسياسة السلطة الإسرائيلية، أما التيار الثاني فيتشكل من قيادات تقليدية وشخصيات موالية للسلطة سأطلق عليهم تسمية الرجعية الدرزية.

التيار الوطني يعمل على تثبيت وتعزيز الهوية العربية الفلسطينية لدى الدروز في إسرائيل ويناهض الخدمة العسكرية المفروضة على الشباب الدروز، أما التيار الرجعي فيعمل على تنفيذ سياسية السلطة الرامية لسلخ الدروز عن انتمائهم الوطني والقومي ويؤيد التجنيد الإجباري ويشجع على الانخراط في صفوف الجيش الإسرائيلي.

لا شك أن التيار الرجعي هو صاحب الغلبة في الطائفة الدرزية وهو المسيطر على زمام الأمور سياسيًا واجتماعيًا، وذلك يعود إلى الدعم الكبير الذي يتلقاه من قبل المؤسسات الحكومية التي تستثمر موارد هائلة في إطار سعيها إلى تفريغ الدروز من وعيهم الوطني، وتجند في سبيل تحقيق هذا الهدف مجموعة من الشخصيات المنتفعة التي تقوم بتطبيق مشروع السلطة من خلال المواقع التي يتولون إدارتها كالمدارس والمراكز الثقافية والجمعيات وغيرها من المؤسسات.

في المقابل نلاحظ أن التيار الوطني لا يزال يراوح مكانه وغير قادر على توسيع رقعة قاعدته الشعبية، والسبب في ذلك هو ضعف الإمكانيات التي يمتلكها وعدم توفر الموارد المطلوبة من أجل تحقيق أهدافه، بالإضافة إلى ذلك يعاني هذا التيار من كثرة الانقسامات والانشقاقات في صفوفه والعداء المستفحل بين بعض قياداته، كل هذه العوامل جعلت منه تيارًا ضعيفًا غير قادر على طرح بديل حقيقي للوضع القائم في الطائفة الدرزية.

تكمن مشكلة القوى الوطنية الدرزية في عجزها عن خوض مواجهة حقيقية مع الرجعية الدرزية، ومن الملاحظ أن هذه القوى لا تقوم بدور جدي في مقارعة الرجعيين وعملاء السلطة ولا تتصدى لهم بشكل منهجي ومثابر، ويبرر البعض هذا السلوك بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي وعدم إشعال نار الفتنة في صفوف الطائفة، ويدعون أنهم يفعلون ذلك من منطلق المسؤولية الوطنية وحرصهم على وحدة الصف.

أعتقد أن هذا المنطق الانهزامي يعبر عن حالة خضوع مسبق للنهج القمعي الذي تتبناه وتمارسه القوى الرجعية في حق من يتجرأ على مواجهتها وفضح مخططاتها وألاعيبها الدنيئة، وهذا يدل على أن القوى الوطنية تخاف من سطوة عملاء السلطة وغير قادرة على الوقوف لهم بالمرصاد، لذلك نرى أن نشاط هذه القوى يقتصر على إصدار البيانات والتقاط الصور وإظهار "الصوت الوطني" لدى الطائفة الدرزية، بينما لا يوجد لها نشاط فعلي على أرض الواقع ولا تملك مشروعًا لإحداث تغيير سياسي واجتماعي جذري.  

ولقد خضت شخصيًا تجربة مثيرة في هذا السياق، حيث أخذت على عاتقي في إطار عملي الصحفي مهمة مواجهة إحدى القوى الرجعية المعروفة بتاريخها الحافل بالعمالة على المستويين المحلي والقطري، ولقد دفعت ثمن موقفي هذا من خلال اعتداء جسدي سافل ودعوى قذف وتشهير بقيمة 100 ألف شيكل على خلفية نشري لاسمي الشخصين اللذين قاما بالاعتداء علي، وفي هذه المرحلة أخوض معركة قضائية من أجل إظهار الحق وإزهاق الباطل سيكون النصر فيها حليفي إن شاء الله.

ويبدو أن ما يقود القوى الوطنية إلى الانكفاء على ذاتها وعدم مقارعة الرجعيين هو عدم استعداد قياداتها لدفع هذا الثمن، ومن هذا المنطلق يقومون بمسايرة القوى الرجعية خوفًا من بطشها وحرصًا على أمنهم الشخصي، ومن المؤسف أن نرى قيادات تعتبر نفسها وطنية ترتبط بعلاقات صداقة وثيقة مع شخصيات معروفة بعمالتها وموالاتها للسلطة، وهذا الأمر يلقي بظلال من الشك حول مصداقية هذه القيادات وحقيقة الدور الذي تلعبه.

أسوق هذا الكلام من منطلق حرصي على طهارة العمل الوطني في صفوف الطائفة الدرزية، ورغبة مني في الحفاظ على البيت الوطني نقيًا من براثن الرجعيين والعملاء، فلا يعقل أن تكون وطنيًا حقيقيًا مقاومًا لسياسة السلطة بدون أن تتسلح بموقف شجاع وجريء مواجه لأذناب السلطة الذين يعملون على تحطيم الجيل الصاعد وتدمير بنية مجتمعنا من الداخل.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.الاسدحضرة الكاتب المحترم، اسالك، على ماذا تبحث؟وما هدفك من هذه المناوره!ولماذا تتدخل في امور سياسيه وهذا لا يليق بمكانك الجتماعي!؟. ان لعماله خلقة هناك خلف السياج، ان الطائفه الدرزيه اكبر من ان تكون مقسمه على حد قولك واستناتجك خاطئ وخيالي .نعم يوجد تخبطات في الرئي،ولكن القلب واحد واخيرا"وليس اخرا"،لا يجوز خلط الزيت بلماء فسياسه لها طريقها ، والديانات لها طريقها . كيف تريد ان تحافظ الطائفه على ارضها وعرضها!!! ولغير لا دين ولا عرض ولا حتى ارض!!؟05/08/2015 - 10:16:12 am
2.سناءنسمع الكثير عن تبادل التهم بين الأحزاب السياسية الموالية للدولة والوطن وبين أحزاب تنادي بالقضية الفلسطنية والوطنية وغير ذالك من العناوين, اريد ان اسأل هل حقيقة هناك مشروع انقاذي قائم عند هذه الأحزاب التي تنادي بالوطنية العربية وهل عندكم حقيقة بدائل اقتصادية معيشية لأبناء الطائفة ومستقبلهم أم ان كل صراخكم نابع من مكتسبات مادية شخصية وهي في حقيقتها تجارية لا أكثر, أعتقد أنكم فريق تجاري لا يستطيع تقديم بدائل عملية ومشاريع إنقاذية لأبناء الطائفة , نداءتكم فاشلة وهي تعبر عن عجز في تقديم حلول واقعية وفقط تغردون على أوتار الإنتقاد والتشويه...روحو خيطو بغير هلمسلة...اليوم في الخدمة العسكرية هناك تواجد لمجندين من جميع طوائف إسرائيل وباتت اعدادهم تفوق اعداد ابناء الطائفة الدرزية جميعهم..فكفاكم تخاذل وضرب وفاق طائفتنا لأنكم حقيقة استفزازيين ليس عندكم أي مشروع انقاذي06/08/2015 - 01:37:30 am
3.jnsksks@678+.netvعلى ما اعتقده انك صاحب قلم وانسان جريء تشكر على هذه المقاله المستقاة من واقع الموحدين في فلسطين وبالاخص في مدينتك ايها الشيخ الكريم اتمنى ان يستمر الاخرين وفقا لمسيرتك المبجله وكلمتك الصادقه06/08/2015 - 01:56:22 am
4.طالب أبن 14 سنةعندما تكون القضية الفلسطينية وقادتها وحكامها سلعة أو وسيلة لتحسين شروط ومصالح الدول ويتركون أبناء الشعب الفلسطيني مهجرين مشردين عاجزين يشحدون رغيف خبزهم من المؤسسات الصهيونية ومنظمات حقوق الإنسان وعندما تكون السلطة الفلسطينية تابعة لسياسات الإمبريالية والصهيونية وقادة احزابها يعيشون خارج أرضهم ويوالون حكومات ديكتاتورية وأنظمة وحكام كل همهم الحفاظ على عروشهم ويتاجرون بالدماء الفلسطينية والشعوب العربية ...هذه هي الامة العربية مسرحية هزلية حكام وأنظمة فاسدة وشعوب مسجونة مضطهدة مقهورة.فمن أنتم وعلى أي قوة وطنية تتكلمون وأي وطن هذا؟... نفاق ومخادعة ومتاجرة بدون خجل06/08/2015 - 09:02:23 pm
5.سلمانشو يعني عاجزة؟ يعني بدكم مصاري؟ يعني الشغلة تجارة؟ يعني كله بيع وشراء؟ يعني أنتم مرتزقة؟ يعني فيش مبادئ ولا معايير؟ يعني غابة والدنيا للشاطر؟ فهمونا نورونا؟..... 140 الف فلسطيني من سكان الضفة والقطاع يعيشون داخل الكيان الصهيوني وينالون مخصصات شهرية من التأمين الوطني عبارة عن مكافآت لخدمتهم وتعاونهم وعمالتهم للدولة اليهودية ويعيشون داخل القرى والمدن العربية ويندسون باعمال الوشاية والتجسس على تحركات سكان عرب 48 وهم يعيشون بيننا في كل قرية ومدينة.... ومع كل هذا نعطف عليهم لأن مشاعرنا عربية وإسلامية ونقوم بمساعدتهم وتقديم المساندة والدعم لهم , عن أي فلسطين تتكلم..هؤلاء هم الفلسطينيون شعب ضايع مشرد مهجر ليس له هوية؟ ...نحن ليس بضائعين ولا مشردين ولا مهجرين وهوينتنا أرضنا وبيوتنا وأهلنا ..فبركم أرحمونا من سياستكم الفاشلة..هذا قدرنا ولا هروب منه...يجب الإقتناع وكفى07/08/2015 - 08:36:15 am
6.فلاح في أرضهيا سيد مهدي سعد لنراك تصب حملاتك وغضبك على حكام العرب وملوك العرب الظالمين , لنراكم تشنون هجامتكم على الزمرة الضالة الحقيقية في أمتنا08/08/2015 - 02:04:45 am

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1763