بسم الله الرحمن الرحيم
مع حلول الزيارة السنوية لمقام سيدنا الخضر , عليه السلام , يُسعدني أن أتوجه الى عموم أبناء طائفتي التوحيدية , في البلاد وخارجها , بأجملِ التحياتِ المُباركاتِ , وخالص التهاني القلبية الممزوجةِ بروح المحبةِ والإيمان المُطلق بقدسية سيدنا الخضر , عليه السلام , وأنبياء الله , سلام الله عليهم , أجمعين , متمنياً على الله , سبحانهُ وتعالى , أن تكون هذه الزيارة فاتحةُ خيرٍ وسلامٍ وهدوء للجميع , وأن ينعم أبناء الطائفة , وكافة المواطنين في هذه الديار وخارجها , بالاستقرار والرخاء والسعادةِ والعيش الرغيد .
لقد جاءت الأعيادُ لِتُذكرنا بوجود الله , سُبحانه وتعالى , وأنبيائهِ المُكرمين , ولحثنا على التوبةِ والارتداد عن المعاصي , والسعيِ لنشر المحبة بين الناس , والإكثارِ من عملِ الخير.
ان حلولُ الأعيادِ هي فرصةٌ طيبةٌ لنسيانِ الضغائن والأحقاد , ومحاسبةِ النفسِ والتجاوزِ عن سيئاتِ الآخرين , ولتقريبِ القلوب , والعمل من أجل العيشِ في سلمٍ وسلام , وأمنٍ واستقرار , وطُمَأنينةٍ وازدهارٍ وأمان .
نحن كرجال دين , مسئولون أمام الله ورعايانا , ومن هذا المنطلق يجب علينا بذْلِ قصارى جُهْدِنا , لكي نكونَ قدوةً ومٍثالا وأُنموذجاً , للذين ينظرون إلينا ويراقبون حركاتِنا , ليأخذوا عنها ومنها ويقلّدوها , فَيَتّخِذوها دليلًا ومرشدًا ومنارًا في حياتِهم اليوميةِ وشؤونِهِم الحياتية العادية , وعليه فإنني أتوجُّه إلى جميعِ إخواني رجالِ الدينِ , من مختلفِ الطوائفِ والأديانِ , أن يضعوا نصْب أعينِهِم دائمًا , صلاحَ المجتمعِ وإصلاحهِ , والدعوة للمحبة والتآخي والسلام ونبذ العنف , على اختلاف انواعهِ وإشكاله .
يُقلقُني , بشكل شخصي , ويقلقنا جميعاً , بشكلٍ عام , ما يجري وما يدور في بلادنا وفي الدول العربية المجاورة , من إزهاقٍ لأرواح الأبرياء , مِن الأطفال والنساء والكهلة , وخاصة ما يدور على الساحة الاسرائلية الفلسطينية , والساحتين , السوريةِ واللبنانية , مِن صِداماتٍ دمويةٍ ومشاكل تستدعي قادة الأطراف المتنازعةِ الى تحكيم العقل واتخاذ جانب الروية في اتخاذ القرار , ويتطلب وقف القتال بين الاطراف دون تأخير . في مثل هذا الوضع لا يسعني سوى أن اتوجه الى العلي القدير سائلاً ايّاه أن يفض هذه الخلافات بالطرق السلمية , وأن يضع , بإرادته , حداً لتلك المآسي المؤلمة إنسانياً وأخلاقياً ,على حدٍ سواء .
وأخيراً , لا يسعُني إلا التوجُّه والابتهالُ إلى عُزة اللهِ العليِّ القدير , مُتمنياً عليه , طالباً منهُ , أن يسدّدَ خطى قادةِ وزعماءِ المنطقةِ , وأن يلهمهم العمل على تكثيف جهودَهُم بُغية بلوغ السلامِ المنشود , طَلَبَاً للسكينة والطمأنينة والهدوءِ , وتسويةِ الأمورِ والمشاكلِ بالتفاوض والتفاهُم والمُصالحة .
أعاد الله الأعياد علينا وايّاكُم بالخير واليُمن والبركات وكل عام وأنتم بخير .