المطر
شعر كمال ابراهيم
يؤسِفُني أنْ أرى الحِقدَ
في وطنِ الحُبِّ
يعمِي البَصَرْ .
يؤلِمُنِي أنْ أرى القرْدَ
يسْخَرُ منْ بنِي البَشَرْ .
لا عَطْفَ بيْنَ الأهْلِ
لا إحساسَ
وقُلوبُ الناسِ أمسَتْ كالحَجرْ .
الطِّفلُ فاقِدٌ حُلْمَهُ
والأبُ يندُبُ حظَّهُ
والشيْخُ يأمَلُ حتْفَهُ
وفي الشتا يمرُّ شهْرٌ وشَهرانِ
بلا مطَرْ .
في الربيعِ أصبحَ الزَّرْعُ يابِسًا أصْفَرْ
تساقطتْ أوراقُ الشَّجَرْ ،
البُحيرَةُ اضمَحلَّتْ
ماؤها الأزْرَقُ الصَّافي تلوَّث
قلَّتِ الأسماكُ فيها
فمِنْ أينَ يأتي القوتُ ؟
ومِنْ أينَ يأتي المَطَرْ ؟
أيها الناسُ
أيها البشّرْ
صحِّحُوا أخطاءَكمْ
حاسبوا أنفُسَكمْ
أمْعِنوا النَّظرْ
اهجُرُوا الحِقدَ
وانْشُدُوا السِّلمَ
في الصُّبْحِ والليلِ وَوَقتِ السَّحَرْ ...
عِندَها سيأتي الحُبُّ
ويحلو السَّهَرْ
وفي الشتا ينزِلُ المَطَرْ .