منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي - (قلوبنا على مغارنا وأهلها)

بقلم المحامي فريد غانم,
تاريخ النشر 06/11/2013 - 01:41:26 pm

تمخضت الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة، عندنا هنا في مغارنا، عن خسارتنا لمنصب رئيس المجلس المحلي، ولكننا نشعر بالانتصار والفخر والثقة الكاملة بأنه، أولا وآخرا، لم يصح ولا يصح إلا الصحيح.

ففي حين زاد عدد الأصوات التي حصلنا عليها ب 1800 صوت مقارنة بالجولة الأولى، فإن التحالف الثلاثي (السادة زياد دغش وزياد بلعوس وزياد هزيمة)، انخفض ب 2,400 صوت مقارنة بما حصل عليه ثلاثتهم في الجولة الأولى. وهذا مؤشر هام أرجو الانتباه إليه.

فهذا يعني، بين ما يعنيه:

أولا، أن الفوز الساحق الذي تنبأ به السيد زياد دغش تمخض عن فارق هامشي، لا يتعدى نصف بالمئة. وكان من الممكن، بسهولة ما بعدها سهولة، أن يكون الفارق لصالحنا. 

ثانيا، وهذا هو الأهم، أن الغالبية الساحقة من مؤيدي السيدين زياد بلعوس وزياد هزيمة في الجولة الأولى، وخصوصا الشبان والشابات، لم يتبعوهما وصوتوا لنا باعتبارنا العنوان الحقيقي للتغيير الذي يصبو إليه الجيل الشاب. ونحن نعتز بهذا الجيل وطموحاته، وانفتاح عيونه بين الجولتين.

وانتصارنا الكبير، وإن خسرنا منصب الرئاسة، هو على نسق مقولة السيد المسيح: "وما نفعي إذا كسبت العالم وخسرت نفسي". انتصارنا، رغم خسارة عجلة القيادة، هو في اصطفاف خمسة آلاف ناخبة وناخب في الطريق الصحيح، في الطريق نحو تعميق الأمان والاستقرار والعصرنة وتمهيد السبيل السوي لأبنائنا وبناتنا.

وأؤكد لكم أنه، على الرغم من الفترة القصيرة لحملتنا الانتخابية التي لم تتعد شهرين، فإن كل صوت حصلنا عليه جاء على أساس الثقة التامة بنا وباستقامتنا وبرنامجنا وإنجازاتنا وبطريقة الإقناع بالحسنى. فلم نوزع وعدا ولا ارتكبنا مخالفة أخلاقية أو قانونية على الإطلاق، وإنما سرنا وسوف نسير على درب القيم السامية والأخلاق الحميدة واحترام الفرد، كل فرد، وكل الأطياف والمجموعات. هذا هو سر قوتنا.

أكثر من ثلث أهل المغار بقليل صوتوا للثلاثي، السادة زياد وزياد وزياد، وأكثر من ثلثهم بقليل صوتوا لنا. وأقل من الثلث بقليل لم يصوت بالمرة. والنتيجة أن ثلثي أهل المغار لم يصوتوا للثلاثي المذكور. لذلك، أرجو أن لا يرثي أحد منا أهل المغار أو أن يصل إلى استنتاجات متسرعة بأن أهل المغار حادوا عن درب الصواب. فما زال في بلدنا خير كثير وخيرون كثيرون، وخصوصا من جيل الشباب، وستكون لهذه الأكثرية الحقيقية كلمتها ودورها المركزي في أقرب وقت. 

قد نعود لتحليل نتائج الانتخابات في وقت لاحق. ولكن لا بد من أن نتوجه إلى الرئيس المنتخب، السيد زياد دغش بالتهنئة، آملين أن ينجح في هذا الموقع المليء بالمسؤوليات الجسام.

أما أبطال وبطلات هذه المعركة الانتخابية وأسودها ولبؤاتها فهم مئات النشيطين والنشيطات، الذين يستحقون كل كلام الشكر والامتنان والتقدير على وصلهم ليلهم بنهارهم، تطوعا وتبرعا. ويستحق منا أصدق تحيات الشكر والامتنان والتقدير أيضا آلاف الشبان والشابات الذين انتبهوا إلى أننا الممثل الحقيقي لطموحاتهم في التغيير الحقيقي، في العصرنة إلى جانب التمسك بالتراث والقيم، في أهمية تحويل المغار إلى مجتمع حضاري بكل ما تعنيه الكلمة.

أقول لجميعكم: على الرغم من خسارة الموقع القيادي، لا تيأسوا. فأنتم أنتم مستقبل هذا البلد الكريم.

تحياتنا إلى كل هؤلاء، الذين اكتشفنا فيهم الكريم والكريمة والشجاعة والشجاع والفنان والفنانة والمثقفة والمثقف والتقي والتقية والسائرين جميعا على الصراط المستقيم. تحية إلى إخوتي وأخواتي، من كل العائلات والأحياء والطوائف، الذين أدركوا حقيقة الإشاعات الكاذبة وعرفوا أننا أصدق من يذود ويدافع عن أهل المغار، بكل أطيافهم، وأشجع من يصون المقدسات والأنبياء، من منطلق الإيمان بحق كل فرد ومجموعة وطيف في الحياة الحرة والكريمة.

أرجو أن لا يتهم أحد منا فردا أو مجموعة أو فئة بأي اتهام، مثل التفريط بنا وما شابه. نحن، نحترم خيار كل فرد، حتى وإن كان خياره خاطئا. لكننا نعبر عن اشمئزازنا من محاولات زرع الفتن الطائفية والتحريض الطائفي ضدي، على أساس من الأكاذيب والافتراءات. وبالتالي، فإن شكرنا وامتناننا موجه ليس فقط لقائمة الوفاق وأقطابها ومؤيديها فحسب، وإنما أيضا إلى آلاف المصوتين من المسلمين والمسيحيين والدروز على حد سواء. وإن كانت هنالك محاولات للاستعلاء على أحد الأحياء، فإننا رفضنا ونرفض ذلك، لأن كل الأحياء في قلوبنا وكل الطوائف طوائفنا وكل العائلات عائلاتنا. فلن نقبل ولن يقبل أهل المغار بالعودة إلى النعرات القبلية المقيتة.

وللشبان والشابات الذين يتعاطون مع وسائل الاتصال الاجتماعي، أرجوكم وأدعوكم إلى الامتناع عن التجريح والإساءة. فأي إساءة شخصية وأي تجريح شخصي يسيء إلينا وإلى دربنا وطريقنا. أعرف تماما حجم وعمق المحبة والاحترام والثقة بيننا. فباسم كل ذلك أرجوكم عدم التجريح بأي شخص. وأرجو الجميع، كل الرجاء، أن لا يشتموا ولا يسيئوا لأحد بأية وسيلة.

نحن نحب المغار، بكل أطيافها. فقلبنا عليها. وبما أنني سجلت هذا الكلام في ساعات الليل المتأخرة، فإنني أسمح لنفسي بتحية: تصبحين على خير يا قريتي الحييبة. 

وبما أن كلامنا سينشر صباح اليوم، أقول لمغارنا: حين تفركين عينيك، على خيوط الضوء الأولى، أقول لك: صباح الخير يا بلدي.

وحين يحين المساء، أقول: مساء الخير يا أهل بلدي.

فقلبي وقلوبنا عليك وعلى أهلك يا مغار.

أما الأصدقاء والصديقات والأخوة والأخوات، الذين تشرفت بمعرفتهم وتعلمت منهم كل خصال النبل والدماثة والأخلاق والبطولة الحقيقية، فأقول لهم، من أغنية الفنان مارسيل خليفة:

شدوا الهمة، فالهمة قوية مل ساعة وكل يوم.

وأنهي ببيت شعر لشاعرنا الكبير سميح القاسم، أدامه الله، ومن غناء الفنان مارسيل خليفة، متحدثا باسم كل واحدة وواحد منكم:

منتصب القامة أمشي
 مرفوع الهامة أمشي

 هكذا أنتم، هكذا نحن، وقلوبنا على بيتنا الكبير، مغارنا الحبيبة.

وتذكروا، ولا تنسوا، أنه لا يصح إلا الصحيح

 بفائق الاحترام والتقدير والمحبة
 أخوكم وابنكم وصديقكم
 المحامي فريد قاسم غانم

ملاحظة: بطلب من المُحامي فريد غانم لن يتم نشر التعقيبات على هذا المقال.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1808