باتت الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية على بعد ساعات منا. فصباح الخير ومساء الخير ونهار سعيد لأهلنا، أهل المغار الكرام جميعا.
الحملة الانتخابية جرت، بصورة عامة، بهدوء نسبي. وندعو الجميع إلى مواصلة التعامل بالحسنى والتحية الطيبة، بدون نعرات لا طائفية ولا عائلية ولا حاراتية. فكل المغار، بمن فيهم مؤيدو المرشح المنافس، هم أهلنا، أولا وأخيرا.
بناء عليه نعود ونؤكد ضرورة احترام الجميع، وعلى رأسهم المرشح المنافس، والامتناع منعا قاطعا عن أي إزعاج أو ترهيب أو مس بالأفراد والمجموعات وعدم ممارسة الغطرسة والاستعلاء على أية عائلة أو طائفة أو حارة. فكل العائلات والطوائف والأحياء عيوننا. وندعو كل واحدة وواحد إلى تحكيم ضميره والمشاركة الحرة في العملية الانتخابية.
أدعو الجميع، بدون استثناء، إلى احترام نتيجة الانتخابات مهما تكن وعدم القيام بأي مشكل، لأن المشاكل لا تغير النتيجة، وإنما تعود بالضرر والسمعة السيئة ليس فقط لمن يقوم بالمشكلة، وإنما للمرشح الذي يمثله. فالمغار، بكل أهلها، فوق الجميع والحفاظ على أمنها وأمن أهلها جميعا أهم من سائر الأمور.
نعم، تعرضت لإشاعات وافتراءات وفبركات وإساءات شخصية، سواء عبر الأفلام الصبيانية أو في الغرف المغلقة. قلنا ونقول: سامح الله من أساء إلينا، وانتهجنا أسلوب التفاؤل وبث الأمل بأننا قادرون وقادرون وقادرون، عن طريق توسيع الشراكات مع الشبان والشابات والمثقفين والمثقفات وأصحاب الكفاءات والخبرات والمواهب، على رفع شأن المغار في كل المجالات. وذلك، لأننا قادرون فعلا على إحداث ذلك، بمشاركة القيادات المجربة والطاقات الشبابية، التي آن الأوان لإشراكها أضعاف أضعاف.
نحن ننطلق اليوم من قاعدة تختلف تماما عن القاعدة التي انطلقنا منها قبل خمس سنوات. وفيما نتفهم تحفظ جيل الشباب من وتيرة التقدم، فإننا نلفت انتباههم إلى أمرين: الأول أننا جزء منهم ولدينا آفاق مشتركة، مما يعني أن لدينا الهمة والنوايا والطموحات التي يتمسك بها هذا الجيل. فنحن جزء من هذا الجيل الطموح. والثاني، أن الوضع المتأزم والقاسي الذي كان سائدا في الماضي أعاق عملنا، واليوم أصبحنا في وضع آخر تماما، ونريد للجيل الشاب بمثقفيه وذوي الكفاءات والخبرات والمواهب، أن يأخذوا دورا مركزيا.
فالمغار بحاجة إليكم أخواتي وإخوتي، لتكونوا بناة المغار العصرية والحضارية والمتآخية. ولا تيأسوا، لأن مستقبلنا في أيدينا. مارسوا تأثيركم، عبر التصويت، فالتصويت حق وواجب.
نحن أنصار التغيير والتطوير والتقدم، وبكم نستطيع تنفيذ المعجزات. نريد تغييرا في النهج، في الأسلوب، في الاستراتيجيات في كل مجال ومجال. بكم ومعكم، بدعم هذه المسيرة، سنكون قادرين على دفع المغار ورفع شأنها، في مجالات العمران والبنى التحتية وقسائم البناء وترخيص البيوت غير المرخصة والصناعة والتجارة والسياحة والتربية والتعليم والفنون وسائر المجالات.
وسوف نواصل ما شرعنا فيه، من عمليات تثبيت الاستقرار المالي والاجتماعي، بخطى حثيثة. وسنعمل على بناء مدينة المغار الحضارية، بزنودكم وإصراركم وعقولكم وطموحاتكم واندفاعات السيل الجارف من الشباب. ولا تخافوا: لن تكون زيادة لا في الضرائب ولا يحزنون، عكس ما يدعيه البعض. سنعمل على تطوير طرق الجباية، بمرونة وتعامل حسن إلى أقصى حد ممكن. وقد رفضنا إدخال شركة جباية، كانت وزارة الداخلية تنوي استئجارها، وذلك لمنع المس بحرمات البيوت وإحراجهم وبهدف تخفيف الأعباء عن المواطنين. عملنا وسنعمل على جباية الحد الأدنى المسموح ، ومنح الحد الأقصى من التنزيلات. وكل كلام آخر هو مجرد إشاعات.
وسوف نعمل، بالتفاهم الكامل مع رجال الدين ولجان الوقف، من كل الطوائف والحارات، على توفير كل ما يلزم من خدمات دينية، تصون حرمة الموتى والمؤمنين والأحياء والمقدسات. فليس هنالك أحرص منا على احترام المقدسات لكل مذاهبنا ودياناتنا وطوائفنا وأطيافنا.
نحن في الطريق الصحيح، لكننا أيضا قادرون على التغيير الذي يصبو إليه الجميع، قلبا وقالبا، جوهرا وأسلوبا. ليست لدينا قضية شخصية ضد أحد. لا يهمنا تغيير الأشخاص، وإنما المهم هو تطوير النهج وإحداث التغيير الحقيقي، مفهوما وواقعا.
وفيما قلصنا الديون والعجز بعشرات ملايين الشواقل، خلال خمس سنوات، فنحن قادرون على تعميق الاستقرار وتقليص حجم الديون والعجز، مما يعني رفع مستوى الخدمات في كل مجال ومجال. وهنا أيضا، لا تصدقوا الشائعات.
سنواصل البناء، بما في ذلك الشوارع وعشرات الأبنية، بما فيها الأبنية التي فاز فيها مقاولون وسيشرعون فيها في القريب، أو تلك التي حصلنا على ميزانيات لتنفيذها، والحبل على الجرار. وسنقوم بثورة في مجال النظافة والبيئة ومشاكل أنارة الشوارع، لتصبح المغار لؤلؤة نظيفة ومتألقة.
سندعم قضايا الرياضة والشباب والفنون بألوانها والثقافة بكل تجلياتها، والأكاديميين والأكاديميات، وبناء الأطر لتنظيم ودعم كل النشاطات الثقافية والحضارية، وسنسعى إلى استيعاب بنات المغار وأبناءها في كل موقع ووظيفة شاغرة، وفقا للمعايير القانونية.
ولكل الذين بدر منا أي قصور تجاههم، بما في ذلك عدم قدرتي على زيارتهم، أرجو المعذرة. أنتم كرماء، وأتوقع من كل واحد منكم أن يضع سوء الفهم وراء ظهره وأن يحكم ضميره وأن يضع مستقبل المغار نصب عينيه، وأن يمارس حقه وواجبه في التصويت، وإن شاء الله نزور كل واحد منكم بالأفراح.
وإن سألتمونا عن الوضع الانتخابي، نقول لكم: الهمة قوية وقوية جدا. ونحن قادرون، بكم ومعكم، على الفوز وواثقون من ذلك تمام الثقة. ومن يختار تجاهل التغيرات الهائلة لصالح نهجنا بين الجولتين، فهذا شأنه.
وإن كان أحدهم يلقب نفسه رئيسا رغما عن أهل المغار، فهذا غير لائق ويمس الناس في الصميم، ويندرج في إطار الحروب النفسية المفضوحة. أما الحسابات بالجمع والطرح الابتدائي، فهي ضحك على الذقون. وأما من يتحدث عن التغيير الشخصي، وبعض الذين يدعمونه في ذلك، فهو كمن يأخذ جنرالا بدون جيش، لأنهما فقدا الغالبية الساحقة من الذين صوتوا لهما، وخصوصا الشبان والشابات، وعملوا بعكس إرادة جمهورهما وبعد أن تحولت شعارات التغيير البراقة إلى تغيير شخصي ليس إلا.
أما نحن، فتقف إلى جانبنا بكل قوتها قائمة الوفاق، بقيادة الشيخ قاسم أبو زيدان والشاب علي عرايدي وكنج حرب وتيمور أبو غوش ومهند جرادات والفنان نهد بشير وغيرهم. ونحتفظ، باتفاق بيننا وبرحابة صدر، بمكان واسع لاحتضان ممثلي الحي الشمالي والحي الجنوبي ولحلفائنا التاريخيين، لإشراكهم مشاركة شاملة وكاملة وعميقة في التغيير الحقيقي نحو مغار أرقى وأفضل..
نحن، بالتغييرات الهائلة الحاصلة في كل بيت وحي بين الجولتين، وبدعم هائل من الذين صوتوا لمن انضما بدون جمهور للمرشح المنافس، وبدعم جارف من شباب الحاضر والمستقبل، واثقون بالفوز، فوز المغار من أجل المغار.
والهمة قوية قوية.
بفائق الاحترام والمودة
المحامي فريد قاسم غانم
رئيس المجلس المحلي
ومرشحكم للرئاسة
* بقرار من موقع سبيل لن يتم نشر التعقيبات.
