عن الذي - بيته من زجاج -

بقلم رئيس المجلس المحامي فريد غانم,
تاريخ النشر 29/10/2013 - 11:04:09 pm

يقول المثل، وبحق، إن الذي بيته من زجاج لا يقذف بيوت الجيران بالحجارة.

بما أن المرشح المنافس يصفني ب ״الرئيس الفاشل" ويصف إدارتي ب "الإدارة الفاشلة"، فلا بد من الرد. لكنني، وعلى الرغم من أن البادئ أظلم، ومن منطلق المسؤولية وحرصي على سلامة المغار والحفاظ على الأجواء الطيبة، سيظل كلامي مسؤولا إلى الحد الأقصى الممكن. قلنا ونعود ونقول، إن المغار وأهلها وأجواءها ومستقبلها أهم من الانتخابات ومن كل المرشحين.

فأولا، نسي المرشح المنافس أنه إلى الآن جزء من الإدارة التي يصفها ب "الفاشلة". فإذا كان يلصق بنفسه صفة الفشل، فهذا شأنه.

ثانيا، الإدارة التي يصفها المرشح المنافس ب "الفاشلة" تضم أعضاء محترمين، ومن بينهم جابر عساقلة ويوسف قيصر وعبد الرؤوف مهرة وأمين أبو نمر (وجمال فواز إلى أن استقال وقبله سلامة سلامة) ونديم خوري (وقبله الياس سليمان) ومفيد غانم (إلى حين انسحابه) وسمير مصالحة ( وقبله حسيب سعد ) ووفيق الياس (إلى أن استقال وقبله عيسى بشارة) ومهنا هزيمة وقاسم أبو زيدان.

ثالثا، المرشح المنافس كان قائما بالأعمال لمدة سنتين ونصف السنة، وحاول بكل وسيلة أن يستمر حتى نهاية الولاية الحالية. ولكن، عندما لم يتسن له ذلك، واصل الجلوس في الإدارة "الفاشلة"، حسب وصفه. فكيف يجوز ذلك؟ وهل كان سيصفني وسيصف الإدارة الحالية، التي هو جزء منها، ب "الفاشلة" لو نجح في البقاء قائما بالأعمال؟ 

 رابعا، أما الحديث عن "الإدارة الفاشلة" و"الرئيس الفاشل" فهو دعاية انتخابية رخيصة، تتنافى مع الواقع تماما ومهينة ليس لي فقط وإنما لسائر أعضاء الإدارة الحالية ولذكاء الجمهور. فكيف يسمح لنفسه رئيس سابق، قاد المغار إلى أصعب فترة في تاريخها، بأن يمارس ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون، إلى هذا الحد؟

 خامسا، حاولت على مدى خمس سنوات أن لا أتهم وأن لا أسيء إلى الرئيس السابق الذي هو المرشح المنافس حاليا، على الرغم من أطنان الانتقادات التي يستحق أن توجه إليه. غير أن وصفي ب "الرئيس الفاشل" يحتم تذكير الجميع وكل من نسي، بالأزمات العميقة والانهيارات في فترة رئاسة المنافس الحالي. 

سادسا، دخلت إلى مجلس لم ينفذ مشروعا واحدا يذكر على مدار خمس سنوات سبقت دخولي، وكان مأزوما في كل المجالات بدون استثناء، وكان المجلس في فترة المرشح المنافس مهيئا بامتيز للحل والتفكيك من وزارة الداخلية في مناسبتين، بسبب العجز عن تسيير أبسط الأمور، ولكن تدخل المنتدى أنقذه. أرجو مراجعة الأخبار الصارخة عن تلك الفترة في مواقع الإنترنت التي نشطت حينئذ، مثل موقع بانيت. 

سابعا، لم ننس اعتصامات الموظفين، المرة تلو الأخرى، ومظاهراتهم بسبب عدم تلقي الرواتب لفترات وصلت حتى تسعة شهور. وكان المرشح المنافس الرئيس في تلك المرحلة القاسية. ونشرت أنباء وصور صارخة، في المواقع المذكورة.

بالمقابل، سددنا حوالي خمسة وعشرين مليون شيكل ديونا للمستخدمين (رواتب وصناديق توفير وضريبة دخل وتأمين وطني وغيره)، ونجحنا في الوقت نفسه في دفع المرتبات الجارية وتوابعها. 

فكيف نكون الإدارة الفاشلة، وكيف أكون الرئيس الفاشل، وقد نهضنا من الانهيار شبه الكامل الذي ورثناه من المرشح المنافس؟

 ثامنا، ويمكننا التذكير بأطنان النفايات الملقاة على الشوارع وقطع المياه المرة تلو الأخرى والنواقص في البساتين ورياض الأطفال والمدارس وسلسلة طويلة من النواقص الأساس. وكان المرشح المنافس رئيسا في تلك الفترة الأقسى في تاريخ المغار.

تاسعا، ولا نسوق شيئا من جيبنا بل إن ما سقناه هو ألطف بكثير مما نشرته وسائل الإعلام عن فترة رئاسة المرشح المنافس. فكل هذه الأزمات، وغيرها ما هو أمر وأقسى، عصفت بالمغار على مدى فترة رئاسة المرشح المنافس. ونشرت عنها وسائل الإعلام أخبارا مصورة وعناوين صارخة، يستطيع كل مواطن وكل شاب وشابة أن يراجعها في مواقع "بانيت" وغيرها. فنرجو أن تدخلوا المواقع المذكورة وتقرأوا بأنفسكم..

فهل ينتبه المرشح المنافس بنفسه إلى الفارق الشاسع بين الولاية الحالية وبين الفترة الأكثر تأزما في تاريخ المغار، تحت قيادته؟ أما المواطنون، فقادرون على التذكر والاطلاع على الأخبار والعناوين بكبسة زر ولن تضللهم الشعارات المنافية للواقع والمناقضة لكل الحقائق.

عاشرا، إن حديث المرشح المنافس عن ترقبه لفوز ساحق أو أغلبية ساحقة، فينم عن ضغائن لا مبرر لها. نحن لا نرى في أحد عدوا، بمن في ذلك المرشح المنافس، وليست لدينا أحقاد ضد أحد. نريد ونتوقع فوزا وفوزا كبيرا، ولكن بكل نزاهة واحترام وبدون شماتة بأحد، لنواصل مسيرة النهوض والتقدم. فما الحاجة إلى السحق؟ هل نحن في حرب ليسحق الواحد منافسه. أين الكلام المعسول عن المنافسة النزيهة والصداقة والمحبة والألفة، لخدمة المغار؟ ولماذا نتخلى عن المسؤولية، فنتحدث بلغة السحق والمحق؟ نحن نتوقع الفوز الكبير، ليس لسحق أحد، وإنما لأن المغار تريد وتستحق الإعمار وليس العودة إلى الانهيار.

أما الحديث عن التغيير، باسم الذين صوتوا للمرشحين الآخرين من الجولة الأولى وباسم الذين لم يصوتوا، فهو محاولة للاستهتار بذكاء الجمهور. من يجلس في المجلس المحلي منذ عقود، بما في ذلك بمناصب رئيس وقائم بالأعمال لعشر سنوات متواصلة، لا يحق له الحديث عن التغيير.

نحن الذين نهضنا بالمغار من انهيارها شبه الكامل. ونحن، بهمة الشبان والشابات والمثقفين وذوي الكفاءات والخبرات ومشاركة مع قوى التغيير، قادرون على التغيير نحو الأفضل. نحن جميعا، غالبية أهل المغار، نريد تغييرا على أرض الواقع نحو الأفضل، بمشاركة من يحق لهم الحديث عن التغيير، وليس تغيير الأشخاص. فالقضية ليست ولن تكون شخصية.

والإحصاءات التي يسوقها المرشح المنافس والتلاعب بها على هواه، هي أيضا تضليل مفضوح ومحاولة للاستهتار بذكاء الناس وعقولهم. وهذا التلاعب بالأرقام يدل على قلق من يمارسه. ولو انتبه المرشح المنافس إلى كلامه بالنسبة للجولة الأولى وكأنها حسمت لصالحه، وهو كلام يثير الاستهجان ويشكل استخفافا بذكاء الناس، لوجد أنه كلام غير دمقراطي وفيه استهتار برأي أكثر من عشرة آلاف ناخبة وناخبة، فضلا عن جزء كبير ممن صوتوا له في الجولة الأولى وليسوا في جيب أحد.

مرة أخرى: من يتحدث عن تغيير الأشخاص، ليحل محلهم، فهو يمارس التضليل ويشوه حقيقة ما يصبو إليه أنصار التغيير الحقيقي. نحن القادرون على مواصلة نهج الإعمار والنهوض بالمغار من أزماتها الخانقة، ونحن القادرون على شبك أيدينا مع كل من يسعى، بشراكة حقيقية وكاملة، إلى تغيير حقيقي على أرض الواقع.

وأما توقيع المرشح المنافس بصفة "الرئيس"، فهو تجاوز لكل الأعراف والناس والناخبين أجمعين. الناس هي صاحبة القرار، ويجب احترام قرارها، ولا يقبل أحد بهذا الأسلوب وبهذه الحروب النفسية المفضوحة. 

نحن نثق بجمهورنا وقدرته على التمييز بين نهجين، واحد مسؤول عن أزمات وانهيارات، وواحد نجح في النهوض والاستقرار وقادر، بإشراك قوى التغيير وروح الشباب، على دفع المغار قدما إلى الأمام.

كل يوم وكل جولة وكل المغار، بمن فيهم المرشح المنافس ومؤيدوه، بألف خير.

بقرار من موقع سبيل لن يتم نشر التعقيبات.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1783