لتبقى المغار مثلا يحتذى

بقلم رئيس المجلس المحامي فريد غانم,
تاريخ النشر 18/10/2013 - 02:02:28 pm

هنالك إجماع على أن المغار، في العملية الانتخابية الراهنة، تشكل مثلا يحتذى من حيث الهدوء والتعامل بالحسنى واحترام الناس والامتناع عن تعليق الصور والملصقات في الأماكن وعلى المرافق العامة. وندعو الجميع بدون استثناء إلى مواصلة السلوك السليم والابتعاد عن التجريح وعن أي مظهر من مظاهر الإزعاج أو الترهيب أو محاولة الضغط على الأفراد والمجموعات، بأي شكل من الأشكال.

وإن كان البعض، سواء في اللقاءات الخاصة أو بنشر التعليقات تحت أسماء مستعارة ومزيفة أو بتضخيم التوافه خدمة لهذا المرشح أو ذاك، يقوم ببعض الإساءات، صراحة أو تلميحا، فإن الطابع العام والسائد هو طابع الاحترام المتبادل بين المرشحين والاحترام تجاه جمهور المصوتين. والتجربة تؤكد أن من يحاول الإساءة والضغط على المصوتين، يحصل على نتيجة عكسية تماما. 

لا شك في أن أحد التكتيكات المعمول بها لدى المرشحين، عندنا وعند غيرنا، هو الظهور بمظهر المنافس القوي. وكما يحدث دائما، هنالك المنافس القوي فعلا وهنالك المنافس الذي يسعى لإظهار نفسه قويا. فالجميع يدعي أنه منافس قوي، وإلا لماذا يواصل المرشح ترشيح نفسه إن كان ضعيفا؟ البعض يدعي أنه المنافس الأول أو أنه قادر على حسم المنافسة من الجولة الأولى لصالحه، وهذا ادعاء مشروع حتى حين لا يكون صحيحا. وكلها تكتيكات مشروعة تماما ومفهوم ما هو الدافع لتبنيها.

ولتحقيق هذا الهدف، هدف الظهور بمظهر المنافس القوي أو الأقوى، يستخدم المرشحون أساليب مختلفة، وعلى رأسها الإكثار من الصور والملصقات على المواقع المطلة على الجمهور وفي المواقع الاستراتيجية، وتضخيم الصور والملصقات، ورفع الأعلام والملصقات والصور على أكبر عدد من السيارات والمشاركة في المناسبات بوفود كبيرة وغير ذلك.
وهي، أيضا أساليب معروفة ومشروعة تماما.

غير أن هنالك أساليب غير مشروعة وغير مقبولة وتتنافى مع البيان الصادر عن كل المرشحين للرئاسة وتتناقض مع القيم والأخلاق. وأتوقع أن سائر المرشحين يتفقون معنا على استنكار ورفض أي مظهر من المظاهر المسيئة والمعيبة، ونذكر منها مظهرين مرفوضين تماما:

الأول: الصولات والجولات التي تقوم بها سيارات، مزينة بالأعلام لهذا المرشح أو ذاك، في ساعات الليل المتأخرة، خصوصا في بعض الشوارع والأحياء. ففي هذه الساعات يكون الناس نياما، ولا أحد يستضيف أحدا.

إذا كان الوضع كذلك، وتجوال السيارات المزركشة في الشوارع في ساعات الليل المتأخرة، لا يهدف إلى القيام بواجبات الضيافة أو الحديث بالحسنى مع الناس، فمعناه الوحيد هو استعراض العضلات ليس إلا. مثل هذا التصرف، سواء صدر عن مبادرات فردية أو بترتيب وتنظيم، هو إزعاج للجمهور كله وانتهاك للوضع الهادئ والآمن في القرية. وعلى أية حال، فإن مثل هذه الصولات والجولات ستعود بالضرر على المرشح الذي يمثله سائقو هذه السيارات. وكل من يعز عليه مرشحه أن يمتنع عما يزعج الآخرين، كل الآخرين.

من المهم التمييز بين حالتين: الحالة الأولى التي يسعى فيها المرشح إلى إظهار قوته، بهدف اجتذاب المصوتين، عن طريق النشر وتعليق الصور الكبيرة وفي المواقع الاسترتيجية الخاصة والإكثار من السيارات المزينة بالأعلام والصور والملصقات وتضخيم الوفود المشاركة فياللقاءات والمناسبات. إلى هذا الحد يبقى الأمر مشروعا ومقبولا ومتوقعا، وليس في ذلك إزعاج أو ترهيب.

أما الحالة الثانية، المرفوضة والتي تعتبر تعديا على الرأي العام وإزعاجا وحاشا وكلا استعراضا للعضلات، فهي تتمثل في الصولات والجولات بالسيارات في بعض الشوارع والأحياء أو رفع صوت المسجلات، خصوصا التي يتبناها هذا المرشح أو ذاك.

بهذه المناسبة، ومن منطلق ثقتنا بأن سائر المرشحين يرفضون هذا الأسلوب، فإنني أدعو الجميع إلى إصدار التعليمات إلى المؤيدين والمشجعين والنشيطين بالامتناع عن التحركات الليلية المذكورة. نعم لزيارة المعارف والأصدقاء في كل حي وشارع، في الساعات المعقولة. لكن، لا وألف لا للجولات في ساعات الليل المتأخرة أو رفع أصوات المسجلات أو أي نوع من أنواع استفزاز الآخرين أو مضايقتهم.

وفي هذا السياق أدعو كل المؤيدين والمشجعين والنشيطين في قائمتنا، للعضوية والرئاسة، أن يواصلوا احترام الجميع وعدم الطواف بالسيارات في الأحياء المختلفة في ساعات الليل المتأخرة وعدم استفزاز أي كان. الزيارات والحديث بالحسنى وباحترام هو أسلوبنا. أما الطواف في الشوارع والأحياء، لمجرد الطواف أو لأي هدف آخر، فهو سلوك مرفوض وغير مقبول من أي طرف. 

والمظهر المسيء والمعيب الثاني يتمثل في عمليات إلقاء القاذررات على جوانب الطرق الرئيسية ًالفرعية والأماكن العامة وحتى الاملاك الخاصة مثل كروم الزيتون، كما حدث في أكثر من مناسبة وفي أكثر من موقع في الفترة الأخيرة. فبعد إلقاء مئات الأطنان من النفايات في المنطقة الصناعية، حيث تجري أعمال ترميم، في الأسابيع الأخيرة (في حين كان من السهل إيصال النفايات إلى محطة جمع النفايات القريبة)، قام مجهولون الليلة الماضية بإلقاء القاذورت على جانب الطريق الموصل بين حي المنصورة الجديد وبين حي البص. وكان بالإمكان إيصال هذه النفايات بسهولة إلى محطة تجميع النفايات، المفتوحة على مدار الساعة.
وقد تم تصوير هذا المنظر المقرف ونعرضه أمام الجمهور بعرض الصور المرافقة لهذه النشرة. ونشير أنه لدينا معلومات أولية نرجو أن تقودنا إلى الجهة المسؤولة، لكي ينال المجرمون عقابهم وفقا للقانون. وهنالك متطوعون يعملون لتصوير المخالفين، علما بأن الغرامات والعقوبات التي تفرض على من يضبط متلبسا، هي غرامات باهظة وعقوبات قاسية.

إن السكوت على سلسلة من المظاهر المسيئة للمغار كلها، مثل المظاهر المذكورة ومظاهر تكسير مصابيح الإنارة وقطع الأسلاك على مولد رئيسي بهدف التعتيم على حي المنصورة وتحطيم المرايا على المفترقات وإلقاء أكياس النفايات ليلا، لتصويرها وبثها على وسائل الاتصال الحديثة، وغيرها من المظاهر المشينة، هو سكوت غير مقبول.

ومن يعتقد أن هذا التخريب المتعمد يسيئ إلى المجلس المحلي، وإلي بصفتي رئيسا للمجلس ومرشحا للرئاسة، فهو مخطئ تماما. فالناس أذكى مما يعتقد منفذو هذه الجرائم.

أيضا في هذه المسألة أعتقد أنه من الأنسب أن يستنكر الجميع هذه الظاهرة، سواء كانت متعمدة أو غير متعمدة، لأن المغار لكل أهل المغار وعلينا صونها وحمايتها من كل شر.
بطلب من رئيس مجلس المغار المحلي المحامي فريد غانم لن يتم نشر التعقيبات.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1787