لا للمفرقعات، نعم لهداة البال والبهجة

بقلم رئيس المجلس المحامي فريد غانم,
تاريخ النشر 10/10/2013 - 10:15:32 am

كما يحدث في كل عيد، وعشية كل عيد، تكثر المفرقعات التي يطلقها الأطفال والصبيان وفي بعض الأحيان الشبان والآباء.

إننا ندرك رغبة الناس، وخصوصا صغار السن، في البهجة والفرح والتفريغ في المناسبات السعيدة. غير أن المفرقعات بالذات، غير المرخصة أصلا، هي ظاهرة جديدة نسبيا وليس لها علاقة لا بالتراث ولا التقاليد العريقة، وهي فوق كل ذلك ظاهرة سيئة ومسيئة ومضرة في أكثر من جانب..

حصلت في المغار وفي غير المغار حوادث مؤسفة جدا، بسبب هذا الاستخدام الفوضوي لمفرقعات مهربة وخطيرة. ففقد البعض أصابعه وحصلت تشوهات للبعض الآخر. وإذا اعتقد أحد أن مثل هذه الحوادث لن تحصل لابنه أو حفيده فهو مخطىء تماما. لذلك، فكل من يحرص على ذريته، وعلى الأطفال عموما، عليه أن يعمل المستحيل لمنع أبناء أسرته من اللعب بالنار، نار المفرقعات، وأن يثقفهم على الابتعاد عن هذه الآفة.

وحصل في السنوات الفائتة أن الشرطة داهمت بعض تجار المفرقعات المهربة، واتخذت ضدهم إجراءات قانونية، ومن المتوقع أن تقوم الشرطة بحملات مشابهة في كل حين. لكن لا يقل أهمية عن ذلك، هو أن يدرك تجار المفرقعات أن كل إصابة لأي طفل أو صبي هي في أعناقهم وعلى ضمائرهم. وعليهم أن يدركوا أنهم سيكونون عرضة لقضايا قضائية بمبالغ كبيرة في مثل هذه الحالات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المفرقعات تضر بالصحة، لأنها تنتج ضجيجا غير عادي، مما يتسبب مع التكرار في الإضرار بحاسة السمع. 

كذلك، تسبب الانفجارات الناجمة عن المفرقعات في إزعاج الناس جميعا، والتسبب في حالات هلع عند الأطفال، خاصة الرضع، وتضر ببعض المهنيين وأصحاب الأستديوهات، الذين يعملون في مجال التسجيل الصوتي.

في المحصلة، فإن المفرقعات آفة متعددة الأضرار، فضلا عن التبذير بدون طائل على توافه الأمور. وهي، أولا وأخيرا، مسيئة للفرد والأسرة والمجتمع وتمس في الصميم بما نسميه "جودة الحياة". 

كل واحد منا مطالب بأن يمارس تأثيره، من موقعه، لأن المشاركة الجماعية، من كل فرد، في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة والمسيئة ستقود إلى انحسارها وصولا إلى محوها من أجوائنا. فالعيد للفرح، ولا مكان لمثل هذه الإزعاجات. 

وكل عام وأطفالنا وجميعنا بخير وهداة بال وبهجة وفرح حقيقي.

ملاحظة: بِطَلب من المحامي فريد غانم لن يتم نشر تعقيبات على المقال.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1807