برنامج عملي للسّنوات الخمس الآتية وإلى ما بعدها 
كيف نضع المغار في مستوى مُدن العالم المُتحضّر؟
كيف نجعل أهل المغار فخورين ببلدهم؟
ليضحك كلّ من شاء، وليشكّ كل من أراد. إنَّ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة صغيرة. وإنَّ كلّ تغيير يبدأ بمجرّد حلم بسيط.
حتّى نُباشر بالتّحرُّك قُدُمًا يجب أن تكون عندنا القُوَّة، الإرادة والقُدرة على رُؤية الطّريق، وحتّى نحلم يجب أن نُفكّر ونحب.
حتّى نصبو إلى مستوى العالم المُتحضّر علينا أن نُؤمن بقُدراتنا وحُقوقنا، أن نحترم حياتنا وأن نحب أولادنا.
إنَّ برنامج عملي يستند على وضع المغار المُحرِج وفقرها للمشاريع التَّطويريّة والمُؤسّسات الّتي من شأنها خلق أجواء مُريحة ومُشرِّفة للمُواطنين.
أعتقد أنَّ المغار في حالة طوارئ، وبحاجة إلى الإشفاء والإنعاش.
أجواء المغار مريضة، شوارعها مريضة، شبكة المياه والمجاري مريضة، الاقتصاد مريض، الخدمات مريضة، جهاز التّعليم مريض، نُفوسنا مريضة، مزاجنا مريض، وجُيوبنا مريضة جدًّا جدًّا.
جبل حزّور الشّامخ يبكي من الحزن والخجل.
خطّة العمل ستبدأ بعمليّة الإشفاء ومن ثمّ المشاريع التطويريّة.
برنامجي لعمليَّة الإشفاء سوف يشمل التَّدخُّل السّريع بهدف التّغيير أوَّلًا في الجهاز الإداري للسّلطة المحلّيّة وثانيًا في سوق العمل في القرية.
البداية ستكون في المجلس المحلّي، مركز الأعصاب لهذه البلدة، ستتم دراسة عميقة لكل أقسام السّلطة لتغيير ما يجب تغييره من طرق العمل، لتقليص أقسام معيّنة ولإضافة أقسام جديدة. وذلك حسب نماذج عمل حديثة ومدروسة:
1. فحص مهنيّ ودقيق لكلّ اتّفاقيّات التّعامُل والعمل داخل المجلس وخارجه، لتصحيح ما يجب ولتغيير وإلغاء ما يجب.
2. إعادة النّظر في ظروف المُوظّفين في شتّى المُستويات، لتقليص ما يجب وتحسين ما يجب تحسينه. بحيث لا تكون هناك فروق شاسعة في ظروف وأجور المُوظّفين ولا يكون هنالك أسياد وعبيد.
3. في إبرام اتّفاقيّات التّعامُل والعمل في شتّى المجالات مع مُؤسّسات خارجيّة سوف تكون الأولويَّة للتّعامُل مع أبناء المغار.
إنعاش سوق العمل في المغار
الهدف توفير إمكانات العمل والوظائف لكل من يريد العمل مهما كانت كفاءته ومُؤهّلاته من منطلق إيماني بأنّ توفير أماكن العمل داخل البلدة هو أحد واجبات السّلطة المحلّية تجاه المُواطِن وعلى السّلطة أن ترافق المُواطن وتُشجّعه في طريقه للاستقلال الاقتصادي.
هذه الخطوة سوف نشرع بإنجازها في شتّى الطّرق منها :
1. إقامة مصانع وورشات عمل عن طريق جذب مُموّلين ومُتبرّعين والعمل عند سلطات الدّولة على نقل بعض الصّناعات الحُكوميّة إلى المغار.
2. مُطالبة هيئات حُكوميّة مُختصّة بإقامة مُؤسّسات لخدمة المُواطنين في المغار :
- إقامة محطّة إطفاء وتدخّل سريع في حالات الطّوارئ.
- إقامة محطّة مُلائمة لنجمة داوود الحمراء لتفي باحتياجات البلدة.
- إقامة فُروع لمُؤسّسات حُكوميّة في البلدة: مكتب الدّاخليّة، مكتب المُواصلات، مكتب المُحافظة على البيئة وغيرها.
- إقامة معهد لترخيص المركبات (מכון רישוי).
- مُطالبة شركات الهواتف الخلويّة بإقامة مراكز صيانة وخدمات في المغار.
مُلاحظة: كل هذه المُؤسّسات يجب أن تُدار من قِبَل أبناء وبنات البلدة.
3. إجراء تغييرات في جهاز التّعليم في البلدة ليستطيع خلال فترة معقولة استيعاب جميع بنات وأبناء المغار حاملي الشّهادات الأكاديميَّة للعمل في مجالات اختصاصهم.
هذه الخطوة سيتم إنجازها بمستويات مُختلفة:
- العمل عند المسؤولين في مكتب التّربية والتّعليم وبمُشاركة المُفتّشين المسؤولين على إجراء عمليّة تبديل فيها يُبدّل معظم طاقم التّعليم من خارج البلدة بطاقم من البلدة. حيث يتم نقل المعلمات والمُعلّمين من خارج البلدة كلّ إلى بلدته، إذ لا يُعقَل أن يحتل طاقم التّربية والتّعليم من خارج البلدة (ومنهم من يحتل أكثر من وظيفة واحدة) وظائف مُخصّصة لبناتنا وأبنائنا العاطلين عن العمل.
وفي مجال التّطوير سيتم التّخطيط للعمل على عدّة مشاريع في نفس الوقت خلال السّنوات الخمس الآتية والّتي من شأنها إيجاد حُلول لأزمات مُزمِنة ولخلق وسائل راحة وبيئة حضاريَّة لتشجيع المُواطنين على المُشاركة في رفع شأن قريتنا ولتنمية الشّعور بالانتماء لها.
ومن المشاريع المُلحّة :
1. الاستمرار بالبحث عن الحُلول لأزمة السَّكن من خلال تخطيط خارطة هيكليَّة جديدة لتوسيع مناطق البناء والعمل على خلق التّسهيلات للوُصول إلى سكن آمن ومُريح في نطاق الأحياء المُختلفة.
2. الاستمرار بتطوير شوارع المغار الدّاخليَّة للتّخلّص من الاختناقات المُروريَّة.
3. الشّروع بتنفيذ خطّة الشّارع الالتفافي الّذي سيضمن عدّة مداخل ومخارج للبلدة.
4. تصميم وتطوير مداخل البلدة لاستقبال كلّ زائر وتوديعه بما يليق به وبنا.
5. تطوير وتوسيع جهاز التّعليم.
- تحضير برامج عمل لكلّ مؤسسة تعليميّة في المغار لخلق البيئة التّعليميَّة المُريحة للطّالب، وتوفير وسائل راحة لتمكّنه من قضاء اليوم التّعليمي بسهولة، هدوء ومتعة. ستُبنى السّاحات المُريحة والحدائق ونقاط المياه الباردة والمنافع المُتطوّرة لتوفير الرّاحة القصوى.
- بناء مكتبات لمُلائمة مُتطلّبات مناهج التّعليم الحديثة.
- بناء المُختبرات الحديثة لإدخال الطّلاب إلى عالم الأبحاث العلميَّة ولتنمية حب العلم.
- تطوير العلاقات بين المدارس وبين مُؤسّسات التّعليم العالي لاستغلال برامج تعليميَّة لتنمية المُتعة في التّعليم وحب الاستطلاع.
- تقليص عدد الطّلاب في الصّفوف المُزدحمة وبناء صفوف جديدة.
- بناء مدرسة ابتدائيّة جديدة في الحي الجنوبي لتُلائم مُتطلّبات الحي.
- بناء عدد من الرّوضات الحديثة في مختلف الأحياء.
6. بناء مركز مهنيّ وحديث للمُسنّين.
7. بناء قرية رياضيّة حديثة لتضم ملاعب لمُختلف ألعاب الكُرة، مُدرّجات، قاعات، وبرك سباحة منها تعليميَّة وأخرى لمُمارسة الرّياضة.
بناء استاد لكُرة القدم.
هذه القرية ستُصمّم لتكون مركزًا أكاديميًّا للتّعليم وللأبحاث في المواضيع الرّياضيّة وستكون مركزًا لإجراء المُباريات والسّباقات في شتّى أنواع الرّياضة.
في هذه القرية ستُقام نوادٍ مهنيَّة لجميع المجالات الرّياضيَّة لتكوين وإنشاء فِرَق رياضيَّة في شتّى الأجيال لتهيئتها للمُنافسات في أعلى المُستويات.
إقامة ملاعب كرة قدم مُصغّرة في الأحياء المُختلفة لاستعمال الشّباب.
8. إقامة مركز فنون ليكون بيتًا لفنّانينا، متحفًا ومعهدًا تعليميًا ومركزًا لتكريم فنّانينا.
9. إقامة حدائق عامّة في الأحياء المُختلفة مُزوّدة بكلّ وسائل الرّاحة والألعاب لرفاهية الأطفال.
10. حث وتشجيع الشّباب على إقامة مصالح وأعمال صغيرة للوُصول للاستقلال الاقتصادي.
11. تخطيط مشاريع سياحيّة لجعل البلدة أثرًا يزوره السّيّاح من كل الأقطار.
12. إقامة مركز لمُعالجة أمور المرأة، لتشجيعها وتوجيهها إلى التّطوّر الشّخصي، وسيكون المركز مسؤولًا عن دورات تثقيفيّة ومهنيَّة، وسيُدار بأيدي طاقم مهنيّ ومُختصّين من جميع المجالات العلميّة.
13. إقامة كليّة أكاديميّة في المغار لتكون تحت مظلّة إحدى الجامعات الإسرئيليّة ولتكون عنوانًا لكل من يقصد العلم من المغار والمنطقة.
14. تجهيز ساحات لتكون مواقف للسّيّارات في أماكن مُختلفة في البلدة.
15. مطالبة جميع صناديق المرضى بإدخال جميع فروع الطب المهنيّ في نطاق البلدة والمقصود بالأطباء المُختصّين وجميع الفحوصات الطّبيّة المطلوبة.
مُطالبة صناديق المرضى بالعمل المُكثّف مع معهد الأشعّة في البلدة، مساندته ومُساعدته على القيام بجميع أنواع فُحوصات التّشخيص الطّبّي في مجالات الأشعّة المُختلفة.
ملاحظة: كل هذه المطالبات لتسهيل الأمور على المواطنين والتّخفيف من معاناتهم المُرتبطة بالقيام بهذه الفُحوصات خارج البلدة.
16. المنطقة الصّناعيَّة : إقامة لجنة مُختصّة لإعادة النّظر في التّقسيم، والتّطوير للمنطقة الصّناعيَّة وتخفيض الأسعار الخياليّة المطلوبة من المواطنين.
العمل على إتمام وتطوير البُنية التّحتيّة في المنطقة لإدخال جميع التّسهيلات والخدمات المطلوبة. كما سيتم العمل على تزويد هذه المنطقة بجميع وسائل المُراقبة، الحراسة، الأمن والأمان الحديثة. وذلك لمنع كلّ الظّواهر السّلبيّة الّتي تحدث هناك.
17. إقامة خطّة وبرنامج عمل لبناء، تطوير ومعالجة الأماكن المُقدّسة والمقابر.
تشكيل لجان لكل طائفة وطائفة لبناء الخطط للتّغييرات في الأماكن المُقدّسة وبيئتها لإعطائها الكيان والقُدسيّة اللائقة ولجعلها مُريحة أكثر.
مُعالجة جميع المقابر في البلدة لإعطائها الأجواء والبيئة المُحترَمة والمُقدّسة وتزويدها بجميع وسائل الرّاحة المطلوبة كما هو في العالم المُتحضّر.
إقامة لجنة خاصّة للبت في أوضاع المقبرة المسيحيَّة داخل البلدة، تنظيفها وترميمها وبناء جدار على حدودها لإعطائها البيئة اللائقة وللحفاظ على حرمتها.
18. توسيع قدرات وصلاحيّات مؤسّسة "المفتان" (מפתן)، وهو مؤسّسة تربويّة ثقافيّة، تعليميَّة، عمليّة وعلاجيّة من أهم المؤسّسات في كل مجتمع حضاري ومسؤول. وبدون هذه المُؤسّسة سوف يضيع الكثير من أبنائنا وبناتنا.
إقامة لجنة مُختصّة لتوسيع مجالات التّعليم والعلاج لتضم مجالات مهنيَّة وتكنولوجيَّة اخرى في هذه المُؤسّسة. ويجب تزويدها بأحدث التقنيّات والوسائل التّعليميّة.
19. ومن منطلق كون المغار تسير نحو الاعتراف بها كمدينة يجب العمل على تنفيذ كل ما ذكرناه سابقًا والتّخطيط لإقامة بناية مركزيّة حديثة لتكون مقرًّا لجميع المُؤسّسات المُهمّة في المغار منها : المجلس المحلّي على كلّ أقسامه، صناديق المرضى المُختلفة، بنك البريد، والتّأمين الوطني ومُؤسّسات أخرى مع التّخطيط لتزويد هذه البناية بموقف كبير للسّيارات مع كل وسائل الأمن والوقاية.
لنتذكّر أنَّ هنالك أحياء في هذه البلدة تمّ تهميشها في السّنوات العشر الأخيرة وواجبنا تكثيف مشاريع التّطوير فيها وتوجيه اهتمام خاصّ إليها كي نستقبل المغار مدينة حديثة ومُتطوّرة.
المغار لنا جميعًا، لنرفع من شأنها ونعيد البسمة لجبل حزّور ولمستقبل أفضل لنا جميعًا.
