وصايا , وعادات وتقاليد: بقلم رياض حمزة

موقع سبيل : بقلم رياض حمزة ,
تاريخ النشر 06/11/2014 - 03:17:56 pm


هذه الكلمة موجهة الى جميع الشباب والشابات , مِن ابناء الطائفة المعروفية , الذين يجهلون العادات والتقاليد لدى ابناء معروف الدروز , اتطرَّق اليها بعد أن وصلني على الموقع الاجتماعي استفساراً عن ما هي هذه العادات وهذه التقاليد التي نذكرها ونتغنى بها دائماً , مما دعاني الى أن اكتب لهؤلاء الأعزاء , شباب الغد ومستقبل هذه الطائفة الغراء , ذكوراً وإناثاً , هذه الرسالة لأقول :
قبل أن نخوض غمار الحديث عن العادات والتقاليد دعونا نتعرف اولاً على ما هي العادة أو التقليد , وبالله التوفيق .
العادة أو التقليد هي / هو سلوك جيد , أو سيّء , يتبناه الناس وينتهجونه بشكل دائم , ونحن بدورنا, رجال الدين والمسنين والمربين والمربيات , نشجع على استعمال الجيد منه , وننهي عن انتهاج السيئ منه .  وهذا السلوك أما ناتج (مُستنبط) من الوصايا الدينية , أو من أقوال الحكماء أو أو الحاكِم أو ناتج عن اتفاق جرى بين العامة من الناس .
نحن , بنو معروف , لنا عادات وتقاليد راسخة رسوخ جبال سوريا ولبنان والجليلين  والكرمل الأشم , ونحن على هديها نسير منذ ملايين السنين , وفيما يلي سأذكر بعضها لتذكير مَن نسيَ , ولتعليم مَن لا يعلم , وبالله المستعان .
 أول ما ابدأ به هو ما أوصانا بهِ ديننا الحنيف , ألا وهو صدق اللسان , وهذه الوصية تحولت الى عادة عند الموحد , وهي اهم ركيزة من ركائز دين التوحيد العظيم . وعندما نتحدث عن الصدق فإننا نقصد أن ينطق الواحد منا صِدقاً , وان يكون الى جانب الحق دائماً , قولاً وعملاً دون التواء او تبديل , ومَن تعود الكذب صار الكذب عنده عادة , وهي عادة من اسوأ العادات .
وفي المرتبة الثانية تأتي وصية مهمة أخرى أوصانا بها رب العالمين وتحولت الى عادة , وهي حفظ الاخوان , وحفظ الاخوان وإغاثة المستجير تعنيان صيانة أملاك اخوك في الدين والدنيا , والمحافظة على مالهِ وحالهِ وعرضهِ وأرضهِ , وأن لا تغتابهُ بالقول أو بالعمل , وأن تقف الى جانبهِ في السراء وفي الضراء , مهنئاً أو مواسياً , على حدٍ سواء . هذه كلها عادات والغالب من الناس يعمل بها .
ثم الايمان المطلق بالله سبحانهُ , وبقدرتهِ , وإعطائه حقه في كل ما نفعل , فنبدأ باسمه قبل كل عمل نقوم به , خاصة تناول الطعام , وهذه عادة , ونختم بذكرهِ وحمده على كل شيء ننجزهُ أو اعطانا اياه , وخاصة بعد الانتهاء من تناول الطعام , وهذه وصية اتخذناها عادة يجب أن نعتادها ونعمل بها .
ثم توصية الباري لنا بالعمل (الشغل) والكسب الحلال من اجل العيش بكرامة , ومَن لا يعمل وهو قادر على العمل فهو مُبغض من الله عز وعلا , وعلى العامل ان يعمل بإخلاص وصدق وأمانة في عملهِ , وأن يكون هذا العمل عملاً مُشرّفاً أحبه الله وبارك فيه .
ثم الوصية في معرفة الحلال والحرام , والتي تحولت الى عادة وتقليد , في المأكل والمشرب والمسلك .
- الآكل الحلال من اللحوم مثلاً , هو ما استُخرِجَ من الطيور آكلة الحبوب , ومن الحيوان الذي ليس له مخلب أو حافر , ومِن البقل (الأعشاب ) جميعها , باستثناء الملوخية والجرجير (لإثارتهما للغرائز الشهوانية الحيوانية فينا ) , وما كان منها مُسِمَّاً وضاراً بأجسادنا , وكذلك الفواكه على اختلافاتها , ومن البحر السمك المُغطى جسدهُ بالحراشف (القشر ) وما عداه حرام .
- أما بالنسبة للمشروب , فكل ما كان كثيرة مسكراً أو مضراً بالصحة فشربه حرام , وما عدا ذلك فهو حلال .
- أما المسلك الحلال فهو أن تعرف ربك , جل جلاله , وتعمل بوصاياه , فلا تعتدي على أحدٍ , كلامياً أو جسدياً , وأن تستر عوراتك ولا تُظهرها علانية , وأن تصون فرجك وفروج من لك بهن علاقة من النساء , أي لا تزنِ , فالزِنا مِن أعظم الكبائر التي نهى الله سبحانهُ عنها .
ثم علينا أن نحافظ على اجسادنا , وقد حوَّل سلفنا الصالح هذه الوصية الى عادة وتقليد يعملون على مر العصور بهِ, فالجسد عطية من الباري اعطاهُ  لنا لنحفظ بداخله النفس البشرية (الروح) التي هي اساس حياتنا , وهي مُلكٌ لله سبحانهُ وتعالى وحدهُ , فإذا تأذى هذا الجسم فان ذلك يُغضب الله سبحانهُ وتعالى , ونحن كثيراً ما نؤذي اجسادنا بتعريضها للخطر دون أن تكون هنالك حاجة الى ذلك , بمغامرات نقوم بها أو بإدخال موادٍ ضارة الى داخلها كالكحول والمخدرات ودخان السجاير والنرجيلة وغيرها .
 ثم علينا حفظ انفسنا والمحافظة عليها وصيانتها وتهذيبها , وذلك عن طريق ترويضها وإبعادها عن الموبقات والشرور ومغريات الدنيا , وحثها على معرفة الخالق وتقريبها من الدين ورجال الدين , وتسييرها في مسالك النور في هذه الحياة الغريبة العجيبة التي تشدنا الى الانزلاق فيها بكل قوتها .
ثم علينا بحفظ العقل والمحافظة عليه مِن التلف . أبق عقلك واعياً صاحياً ولا تتلفهُ بالمسكِر والمُخدِّر , واملأهُ بالعلوم النافعةِ , واشغلهُ بالأعمال المفيدة التي تعود عليك وعلى المجتمع بالخير والفائدة والمنفعة .
ثم المحافظة على العرض الذي هو مِن أغلى واهم ركائز التوحيد , فالمحافظة على العرض تحفظ وتصون نقاوة وطهارة النسل (الخلف) , وعليه فعلينا اجتناب الزنى ,  ذكوراً وإناثا دون استثناء , والذي هو من المحرمات في كل الأديان .
ثم حفظ الدين وصيانته والدفاع المستميت عنه , فهذا الدين الشريف حافظ على بقائناً ملايين السنين وأكثر .
ثم علينا حفظ اموالنا والمحافظة عليها , وهذا لا يعني أن نخزنها ونكنزها في خزائن من حديد , ولا أن نبذرها على بناء القصور , نفاخر بها , أو السيارات الفخمة أو غيرها , فالمال مال الله وقد أعطانا اياه لننفقه في اشياء احبها الله سبحانه , وهي كثيرة , وأهمها التصدُّق على المحتاج وإعالته .
 ثم احترام الوالدين وتقديرهما وإطاعتهما , على ما فعلاه من أجلنا صغاراً من رعاية وعناية وتربية وحماية , الى غير ذلك .
ثم احترام الكبير في السن وإجلالهِ , وإطاعة المسئول عنا , في العمل والبيت والدين والسلطة .
ثم التعامل والتعاطي مع الآخرين بالتي هي أحسن , وهذا يعني احترام الغير ومساعدته حين يحتاج المساعدة , والتحدث اليه بلغة اهل اتقوى والصلاح , واجتناب البذيء من الكلام والسيئ من السلوك والعمل .
 ثم بالجار أوصانا الله , ومن عاداتنا حفظ الجيرة والمحافظة على املاك الجار كما لو كان من اهل البيت , وقد قيل في الأمثال كثيراً عن العلاقة بالجار .
ثم , ومن أهم عاداتنا استضافة الغير اذا نزل ضيفاً علينا , وإكرامه وتقديم الواجب له بصدر رحب وغبطة وسرور .
ثم إغاثة المستجير  (مَن يطاب الحماية) , وتقديم العون له .
ثم مواجهة مصائب ومصاعب الزمن ببسالة وبأس وشجاعة , فالمؤمن لا يهاب الموت في سبيل ايمانه .
ثم تَقَبُّل المصائب والنوائب بصبر , فالصبر مطية المؤمن الى الجنة , والصابر يجزيه الله سبحانه وتعالى  خير الجزاء .
ثم اجتناب الرذائل والموبقات والكبائر .
ثم اجتناب ذم الناس والقدح فيهم . ثم اجتناب شهادة الزور . ثم اجتناب الغيبة والنميمة والحسد . ثم غض الطرف . ثم اجتناب الخيانة . ثم اجتناب الرشوة . ثم اجتناب الرياء والمخادعة . ثم اجتناب القتل بغير حق . ثم اجتناب الانتحار .
هذه جميعها وصايا حولناها الى عادات واتخذنا منها تقليداً مُباركاً , وعمل بها سلفنا الصالح حتى وصلتنا لنعمل بها ونورثها لمن بعدنا , وهذا غيض مِن فيض مِن الوصايا التي تحولت الى عادات وتقاليد ننتهجها ونعمل بها لم نذكرها هنا للاختصار وعدم الاطالة ,  منها العادات التي نتخذها ونعمل بها في الأفراح والأتراح وفي الملبس وإثناء العمل , وهي كثيرة , وللأسف بدّلها (استبدلها) بعضنا بعادات غربية مُكتسبة لا تناسبنا , ولو اردنا اضافتها لطال بنا الشرح واتسعت رقعة الكتابة والكلام  .

رياض م . حمزة – 27/10/2014

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1730