حلقت بها عنقاء مغرب ، هذا مثل يطرق لامر بات ميؤوسًا منه ، أليس هذا هو حال الطائفه الدرزيه في هذه الآحيان ؟.
لقد كانت لي مداخلات بالسابق بخصوص امور تتعلق بالطائفه، فوقعت يدي على مقاله بعنوان ، "الطائفه الدرزيه الى اين "كنت قد كتبتها قبل اكثر من عشر سنوات، وبعد مراجعتها، الوضع ما زال على حاله بل بات اسوأ .
فمكانه الطائفه بالحضيض، القيادة السياسية غائبة أو مغيبة، التفريق والتشرذم مستشري، سلوكنا السياسي يكاد يكون مهزلة، القيادة الدينيه ، منهمكة على مدار الساعة بنفسها وبتعزيز مكانتها ، مضحية في سبيل ذلك بمصالح الطائفه ورصيدها ، في سبيل تعزيز مكانتها ومكانة المقربين . من أجل الاستمرار بترأس والهيمنة على كل شؤون الطائفة .
خير دليل على وضعنا المزري هو ، طريقة التعامل مع المسآله الخطيرة والمصيرية التي واجهتها الطائفه في السنة الآخيرة وتداعياتها ، ألا وهي قانون القومية .
فمنذ البداية ، وهذا برآيي الخاص وبتقديري ، القيادة الدينية ، واعضاء الكنيست الدروز ، وافقوا ، اما بشكل فعال ، واما عن طريق اعطاء الضوء الآخضر لآسيادهم ، بان لا معارضة على قانون القومية ، وأن هذا القانون قد لا يواجه اية معارضة في الشارع الدرزي، معتبريننا ، قطيعا ممكن ان يسأق لحتفه ، دون أي اعتراض ، وعيبهم انهم لم يقدروا ولم يتوقعوا ردة فعل الشارع الدرزي ، ولم يقدروا أننا لن نركع ولن نتعاون ولن نساوم على كرامتنا واننا لسنا رهن مصالحهم الضيقة والشخصية.
وعندما كان لا بد من النضال والتصدي لهذا القانون المجحف، تغيبت القيادة التقليدية، الزمنية والدينية، تاركة زمام الأمور لمبادرات شخصية، ولفئات انتفضت مشكورة ، وبادرت للشروع بالنضال ، ولهذه المجموعات منتدى الضباط ومنتدى المحامين ،وغيرهم، كل الآحترام والتقدير على ما فعلوه ، في حين تغيب المنتدى الآهم، منتدى الرؤساء عن الساحة ، متواطئآ مع من أعطى الضوء الأحمر للقانون ، حتى إن كان هذا التواطى ، هو تحصيل حاصل ودون تخطيط ، علمآ بأن أفراد من منتدى الرؤساء كان موقفهم مشرف ، وكانوا على استعداد للكفاح من أجل التصدي للقانون ، ولكن المنتدى كهيئة رسمية غاب عن الساحة.
وأكبر دليل على موقف القيادة الرسمية المتواطئ أنهم كانوا على وشك الموافقة على اقتراح رئيس الحكومه المخزي لحل الأزمة، عشية المظاهرة الكبرى، بتل أبيب، لولا موقف بعض الآفراد المشرف ، الذين منعوا تلك المهزلة.
لا ريب بأن هذه المواقف للقيادة، بل غياب مواقف صارمة من القانون ، آلَ الى نتائج الانتخابات الآخيرة ، وبموجبها، حصلت الآحزاب اللتي دعمت القانون على دعم ملحوظ من الطائفة .
وتستمر المهزلة بالتعامل مع هذا القانون وتداعياته حتى يوم أمس، عشيه يوم ذكرى الشهداء ، فنرى رؤساء مجالس الكرمل يعلنون عن مقاطعة الحدث فيما اذا مثل الحكومه الوزير القرا ، وبالمقابل يرحبون بآي وزير آخر، وكإن هنالك فرق بين قرا، وياريف ليفين ، أو ميري ريجف، ليغيروا رآيهم ويقرروا المقاطعة الحتمية كاحتجاج على قانون القومية ، وبعد ساعات نرى أن القيادة الدينية ، ورئيس مجلس عسفيا، ورئيس مؤسسة ياد لبنيم، يحضرون ، وكأنهم لم يهددوا بالمقاطعة قبل بضع ساعات .
المذكور أعلاه هو فقط للتوضيح حول كيفية تعاطي القيادة الدرزية مع الموضوع الأهم والآخطر الذي يواجه الطائفة منذ قيام الدولة ، وإن كان نمط التعامل والتعاطي مع سائر القضايا ليس بأفضل من ذلك.
فدعونا نستفيق من غفلتنا، ونعمل اقل الإيمان من أجل مستقبل أبنائنا، قبل فوات الأوان.
مالك بدر ، حرفيش
