إن ما يجري هذه الأيام على الساحة السياسية في اسرائيل مما استوجب انشغال وسائل الاعلام العبرية المسموعة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي هو الموقف الصاخب والبطولي الذي تنتهجه الطائفة الدرزية احتجاجا على قانون القومية العنصري ، هذا الاحتجاج الذي ستبلغ ذروته غدا مساءً في المظاهرة الكبرى في ساحة رابين في تل أبيب والتي من المتوقع ان يتعدى عدد المشاركين فيها المائة الف من ابناء الطائفة الدرزية ومؤيديهم من الوسط اليهودي ويتوقع المراقبون ان تمتلئ ساحة رابين لينتشر المتظاهرون في الشوارع القريبة من الساحة ايضًا .
إن ما تسطره الطائفة الدرزية بحملة الاحتجاج هذه تعتبر انتفاضة درزية كانت المحرك الأكبر والأهم في مناهضة قانون القومية الذي سنه بيبي نتانياهو بإيعاز وبصياغة من آفي ديختر رئيس الشاباك سابقا وآخرين وهم الذين خططوا للمس بكل من ليس يهوديًا في هذه الدولة ونزع حق المواطنة المتساوية في الحقوق بين كافة مواطني الدولة من أجل التضييق على ابناء الشعب العربي وبضمنهم الدروز والبدو وحتى الشركس الذين ليسوا عربا على الرغم من خدمة هؤلاء في الجيش الاسرائيلي ويقدمون أرواحهم من اجل الدفاع عن الدولة .
كلمة حق يجب أن تقال في هذا السياق وهي أن الطائفة الدرزية تسجل اليوم انتفاضة سيكون حليفها النصر تكسر شوكة اليمين المتطرف في اسرائيل الذي لم يكن يتوقع هذه الهبَّة من قبل الدروز وأن بكونوا أول من سينتفض ضد هذا القانون العنصري الذي لا يقبله من يحترم حقوق الإنسان والحرية والكرامة .
انكم يا أبناء جلدتي يا أحفاد سلطان باشا الأطرش الذي علمنا " أن الدين لله والوطن للجميع " انكم تسطرون اليوم ملحمة خالدة ضد هذا القانون العنصري الذي يحرمنا حقنا بالعيش في هذه الدولة وفي هذا الوطن الذي ليس لنا وطن سواه.
انكم السباقون في اعتراض هذا القانون المجحف وكنتم أول من قدم التماسا لمحكمة العدل العليا لإلغائه وغدا مظاهرتكم التي تعد كبرى المظاهرات وأولها سينضم اليها عشرات الآلاف من المواطنين اليهود المتضامنين مع انتفاضتكم ومع موقفكم العادل .
لقد استطعتم يا أبناء معروف زج بيبي نتانياهو وأتباعه المتطرفين في بوتقة لن يعرف التخلص منها .وليس من المستبعد أن تؤدي هذه الانتفاضة الى اسقاط هذه الحكومة أو ابعاد بيبي نتانياهو عن رئاسة الحكومة . فقد اخذت تتصاعد الآلاف من الأصوات في الوسط اليهودي المطالبة باستقالة بيبي متنبئين له بسبب غلطته التي ارتكبها بسن هذا القانون أن تكون نهايته في الحكم هذا في الوقت الذي يخضع فيه بيبي نتانياهو لملاحقات قانونية بشبهة الفساد التي قد توصله للسجن .ومن بين آلاف الاصوات المنددة برئيس الحكومة لسنه هذا القانون اقتبسُ ما صدر عن الصحفي الكبير دان مرجليت بقوله : " إن بيبي نتانياهو كان دائما يعتقد ان الكلاب تنبح والقافلة تسير " وكان ينجح في ذلك غير أن هذه المرة جاءت المفاجأة عكس ذلك وغير متوقعة لم يأخذها بالحسبان أنزلت عليه ضربة سياسية مخيفة اذ تبين ان الدروز ليسوا كلابًا تنبح بل أقوياء منتصبي القامة وفجأة القافلة لا تسير واضاف دان مرجليت : " لوكنتُ في حزب الليكود وأريد الاستمرار في الحكم لهذا الحزب لكنت اريد من بيبي نتانياهو ان يستقيل على الفور من رئاسة الحكومة والحزب ".
