لقد آن الاوان لان نتحد في كل قضايانا: نقطة!!

بقلم منير فرو,
تاريخ النشر 19/04/2014 - 09:28:06 pm

قال يسوع المسيح في الانجيل المقدس: " كل شجرة طيبة تثمر ثمارا طيبة، ... فليس للشجرة الطيبة أن تثمر ثمارا خبيثة... فمن ثمارهم تعرفونهم ".
 هكذا نحن ابناء العشيرة المعروفية والحمد لله، عرفتنا الناس من ثمارنا الطيبة ومعروفنا الذي قل مثيله، الذي وصل الى كل ارجاء المعمورة وتسامعت به الناس، فدائما وأبدا كنا شجرا طيبا نثمر ثمارا طيبة لأنه كما قال يسوع في تمام القول: " وكل شجرة لا تثمر ثمرا طيبا تقطع وتلقى في النار".
 ان طائفتنا الدرزية، العربية، الموحدة، المسلمة، المعروفية، الكريمة بفضل من الله وطاعة اوامره المنزلة على رسله صلاته عليهم اجمعين، سطرت اسمى بصمات التفاني والإخلاص والوفاء في التاريخ منذ ان خرجت الى النور وقبل، فهي طائفة لا تعرف الخيانة ولا الهزيمة ولا التعديات ولا الاساءة ولا التكليف ولا القهر ولا الظلم ولا الجور ولا الهيمنة وبذل السلطة واستغلال الاخرين، بل تعمل وتجتهد وتحترم الاخرين على اختلاف اديانهم، مذاهبهم واعتقاداتهم دون تمييز ولا عنصرية، وتقدم الخير والاطمئنان للآخرين ولو على حسابها الخاص تماما كما النحل، تعمل باجتهاد، متحملة كل المخاطر التي تواجهها  لتعط عسلا  شرابا شافيا نافعا للناس.
لقد كتب القدر لطائفتنا الدرزية ان تعيش في اكناف الشعوب كطائفة قليلة العدد، دون ان يكون امامها هدف اقامة دولة لنفسها ترعاها، بل اثبتت لأولئك الدول المهيمنة انه لا حاجة لكل هذه الهيمنة وبذل السلطة على الاخرين والتحكم بمقدراتهم، بل يمكن لكل جماعة وأمة كثيرة او قليلة ان تعيش باحترام متبادل ومع استمرارية البقاء دون حكومة او سلطان، يملك جندا وعبيدا، بل بالنوايا السليمة والصادقة يمكن لكل فرد ان يعيش بحرية واحترام.
لقد اختارت الطائفة الدرزية العيش في الجبال لنقاوة هوائها وشموخها، ولأنها مأوى للمنقطعين  المتبتلين من النساك طالبين الاخرة، السائحين في ملكوت القدوس، الهاربين من شظف العيش وليونته الى خشونته، قساوته ومرارته، متحملين المشاق والنصب والتعب، من اجل الراحة في الاخرة، والابتعاد عن زينة الدنيا الغرورة الفاخرة، فالطائفة المعروفية في جبلتها الزهد في الدنيا ومتاعها الفاني، وأيضا لان الجبال مأوى لكل ضال عن الطريق يطلب الطعام وسد الرمق، فكانوا الدروز قراة الضيف، ومأوى لكل عابر ضاقت عليه السبل، فيجد الدروز كأنهم رحمة نزلت عليه من السماء عند انقطاعه في البرية، وولادة جديدة بعد ان ادرك ان الموت قد ادركه ونال منه، لذلك يتطابق قوله تعالى للنحل في سورة النحل مع طائفة الدروز : " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون . ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب فيه شفاء للناس"، لذلك نرى ونسمع القصص الكثيرة عن طائفتنا فيها اغاثة الملهوف ونجدة المظلوم، والاغاثة ليس فقط للعوام من الناس، بل ومن خواصهم، كالأمراء والملوك والسلاطين والقادة العسكريين، الذين احتموا بالدروز فوجدوهم مأوى وملاذا تعجز عنهم الدول، ذات الجيوش الجرارة والعتاد المدرعة.
ان من يقرأ ويسمع قصص الدروز في اغاثة الملهوف وحماية الجار، والدفاع عن الارض والعرض والدين، يظن انها خرافات وأساطير، وقصص الغابرين من الاولين، ولكن كلما تقرب منهم الشخص يجد ان ما سمعه لم يكن مجردا سرابا لامعا، بل يجده حقيقة ساطعة تبهر بشعاعها العيون . 
لقد عاش الدروز منذ ان خرجوا الى النور، تحت الكثير من الحكومات والسلطات والامبراطوريات، وكان شعارهم الاخلاص والوفاء للدولة التي تحكمهم،  ولكن ما تلبث حتى تزول الدول وحكامها، ويبقى الدروز في بلدانهم وكرامتهم دون ان يتهمهم احد بالخيانة، فيأتمنهم الحاكم الجديد، ويثق بهم لوفائهم للسلطة مع تغيرها.
 هكذا عاش الدروز مرفوعي الراس، لم يتذللوا لأحد غير الله، بل كانوا لينيين عند اللين، وقساة على القساة المتجبرين، فلم تتنكس لهم هامة، ولم ينال منهم عدو ولا سهامه، بل كانوا اعزة منتصرين لوفائهم ورضاهم وطاعتهم لرب العالمين، واتخذوا لهم شعارا " الارض والعرض والدين"، فلا احد ينازعهم في هذه الثلاثة ولا يقدر ان يجاريهم .
لقد اعترفت السلاطين والأمراء والحكومات، بفضل وشجاعة ومروءة ووفاء الدروز، حتى احترموهم ولبوا لهم حاجاتهم، ليس لسود اعينهم، بل تقديرا واكراما لهم لإخلاصهم وولائهم وصفاتهم النادرة، فكانوا يلبون طلباتهم لمجرد كلمة من زعيم لهم،  دون القاء المسؤولية على المؤسسة هذه او تلك كما تفعل حكومتنا الموقرة، في زمن الحضارة وذروة رقيها، وقوانينها الدولية والشرعية في حقوق الانسان ومواطنته، وحرية معتقده، حتى باتت مشاكلنا جبالا طامية متراكمة، تتراكم سنويا دون ان نعرف عنوانا يدلنا الى الحل لكثرة المؤسسات واستقلالها عن الاخرى، ولهروبها من تلبية طلباتنا بالحجج والتحججات، حتى بات الوصول الى الشمس اسهل وارجا من حلول مشاكلنا في دولة الديمقراطية وحقوق المواطن !!!
من هنا ومن بعد سرد حديثي عن القليل من سيرة طائفتنا وخلود ذكرها وكرامتها، اطلب من كل فرد منا تابعا او متبوعا، قياديا ام عاديا، روحانيا او زمنيا، ان يعرف ان لطائفتنا تاريخا مجيدا وعريقا، مبنيا على اسس ومباديء وركائز متينة، لن نسمح لأحد ان يزحزحنا ويخرجنا من دائرتها، ولا حتى الزمان والمكان أيضا، وعلينا  بتوحيد الكلمة والصف ورصه دون ان يأخذنا في الحق لومة لائم، من اجل حل كل قضايانا الاجتماعية،الاخلاقية، الاقتصادية، السياسية، البيئية الثقافية والرياضية التي بات من الصعب تحملها بسبب اهمال المؤسسات الحكومية التي وثقنا بها ثقة الامين المؤتمن الذي يحفظ الودائع والامانات فالقينا بكل امورنا اليها ولكن لقينا كما لقي "مجير ام عامر"، وعلينا الإخلاص في ذلك، وعلى رأسها قضية محاكمة المشايخ الـ 16 الاجلاء الذين ترأسوا وفودا لزيارة الاهل في سوريا ولبنان، والدولة تشكك في نواياهم الصادقة،  وأيضا ما تعانيه السلطات المحلية من عجز في الميزانيات، والصعوبات في الخرائط الهيكلية، وخطوط الكهرباء، وباقي الخدمات التي من حق أي مواطن ان يحصل عليها في ظل نظام دولة تدعي حقوق المواطن، وذلك من اجل عيش كريم لكل فرد في طائفتنا فقد "بلغ السيل الزبى وطفح الكيل " والله الموفق للصواب .

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.חילא ואחדאלא ירחמק יא שיך אמין, אשיך ג׳בר אדאהיש, אשיך סאליח חניפס... סק׳לא עאיאם קונא פיהא טאייפה מואחדה תחת סק׳יף ואחד ובד׳יל ק׳יאדייה אבטאל אסחאב מואק׳יף וק׳ייאם... יא רית תרג׳ע הלאיאם...19/04/2014 - 09:40:59 pm
2.عمش اجا الوقت نفك "اخوة الدم" مع الدوله اليهوديه ؟!؟! زهقنا كذب ومحكمة المشايخ اذا بتمرق فسلام منحكم على حالنا فالاعدام فهاي الدوله20/04/2014 - 01:43:08 pm

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1787