حسين مهنّا : أَنا الشّاةُ..!!

بقلم حسبن مهنا,
تاريخ النشر 08/08/2017 - 06:07:23 pm

جئْتُ..

وأَعلمُ مِنْ أَينَ..

فإِنّي مِنْ رجلٍ،

أَنْزلَ في رَحِمِ امرأَةٍ نُطفتَهُ.

حملتْني أُمّي ثِقْلًا

والقلقُ اللّامرئيُّ  يطلُّ خجولاً مِن عينيها...

- ذكرٌ... أُنثى !؟

- أُنثى.. ذكرٌ!؟

- بل ذكرٌ.....

.....همسَتْ رافعةً لِلهِ ذراعيها!

.... لكنّي أُنثى جئْتُ

فسالَتْ دمعةُ أُمّي ملحًا فوقَ جبيني

تُعلِنُ للعالَمِ أَنْ وُلِدَتْ

في هذا الوطنِ العربيِّ المُقعدِ أُنثى!!

وأَبي

راحَ يُواسيها بالبسمةِ

بِالأَمثالِ الشّعبيّةِ

بالفرحِ القادمِ حتمًا بولادةِ ذكرٍ يُطفئُ حَسرَتَها.

وأَبي بالبِذلةِ

والأَفترشيف

وبالشّوكةِ والسّكّينِ حضاريٌّ جدًّا

ورزينٌ في العُسرِ

فَيعرِفُ كيفَ يُواري خيبتَهُ.

.... وأَخيرًا..

وأَنا ما بينِ الممنوعِ

وما بينَ المسموحِ كَبِرْتُ

فإنْ قلتُ "نعمْ"

قالوا أَنتِ الشَّهدْ.

أَمّا إِنْ خالفْتُ اللّامنطقَ في أَعْرافِهِمِ العُرفيّةِ قالوا:

ربَّيناكِ وعلَّمناكِ .... وماذا بَعْدْ!!

قلتُ:  دعوني أَعرفْ ذاتي

كي أَكتبَ سيرَتيَ الذّاتيَّةَ

لا بالحِبْرِ السّرّيِّ

ولكنْ بالشُّهبِ النّاريَّةِ

أُهديها لِفتاةٍ تفتحُ عينيها حينَ تشاءُ

وتُغمضُ عينيها حينَ تشاءْ.

لِتقولَ لِقاضيها: يا هذا؟!

ما نفعُ الحُرِّيَّةِ لِلشّاةِ

وراعيها

يَعلفُها كَيفَ تَشاءُ

ولكنْ...

يَذبَحُها حينَ يَشاءْ !                              البقيعة الجليل 22/6/2017 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1730