المقاطعة اليهودية والخطوات الايجابية : بقلم زياد شليوط - شفاعمرو

موقع سبيل,
تاريخ النشر 17/07/2014 - 01:58:33 pm

" لا نستحق كل ذلك. نحن لسنا سياسيين،  لا نهتم بكل ذلك، نحن نؤمن بالتعايش، لم تكن لنا مشاكل مع اليهود أبدا، عندنا "طريق السلام"، كشك "السلام"، ولافتة شارع ملونة "سلام" اذن لماذا لا يأتون، لماذا يعاقبوننا؟"
هذه بعض أقوال متأوهة وشاكية أطلقها أصحاب محال في قرية أبو غوش المجاورة للقدس.. في تقرير نشر في ملحق "هآرتس" الاقتصادي في نهاية الأسبوع المنصرم، بعد المقاطعة التي فرضت عليهم من قبل الزبائن اليهود الذين اختفوا ولم يظهروا في محلاتهم منذ بداية العدوان الأخير على غزة، الذي جاء بذريعة اختطاف وقتل ثلاثة شبان يهود في منطقة الخليل.
والمقاطعة لم تنفذ بحق أبو غوش فقط بل يافا والناصرة، وكذلك مناطق مشتركة مثل الناصرة عيليت وعكا وغيرها، وسمعنا أن نسبة الزبائن اليهود الوافدين الى شفاعمرو انخفضت بشكل بارز. في بعض البلدات كان الادعاء أن اليهود لا يحضرون بسبب ما فعله بعض الشباب من حرق اطارات واغلاق لمداخل بعض البلدات، متجاهلين أن ذلك تم في ساعات الليل المتأخرة، حيث لا حركة تجارية ولا زيارات متبادلة، كما أنها نتجت عن مواجهات مع الشرطة التي حضرت لاستفزاز الشباب بينما كان بالامكان حل تلك الاشكالات بأسلوب آخر مثلما يتعاملون مع تلك الحالات في أماكن أخرى، مثلا تعامل الشرطة مع احتجاجات المتدينين اليهود المتشددين في القدس، والتي أحرقوا خلالها الاطارات وأغلقوا الشوارع ورشقوا الشرطة بالحجارة!!
وأهالي أبو غوش بعيدون عن تلك المظاهر ورغم ذلك عاقبهم اليهود، ورغم تباكيهم بأن لا علاقة لهم بالسياسة وعلاقتهم الجيدة مع اليهود، إلا أن الاعتداءات التي حصلت على سياراتهم وممتلكاتهم قبل عام تقريبا من قبل مجموعات "تدفيع الثمن"، يدل على أن لليهود مشاكل معهم لأنهم عربا. وكل أسماء "السلام" لم تسعف حالهم.
إن تصرف الزبائن اليهود انما يدل على كراهية كامنة داخلهم نحو العرب، وفي أقل تجربة تظهر تلك المشاعر على حقيقتها. لم يحضروا الى البلدات العربية الاّ لمصلحتهم ولأنهم يجدون أيادي عاملة رخيصة، وليس من منطلق محبتهم لنا أو تعاطفهم معنا. ويشهد أحد أصحاب المحال في الناصرة على أن كراهية اليهود هذه المرة فاقت أي مرة سابقة ومنها هبة أكتوبر 2000، حيث يقول بأننا لم نشعر بهذه الكراهية من قبل، هذه المرة الأمر جدي وهذا لا يتعلق بالمناطق (المحتلة ز.ش)، انما هنا، بيننا هنا. ويضيف صاحب محل في أبو غوش بأن المقاطة ليست نابعة عن خوف من الدخول لبلداتنا كما يشاع، انما لأنهم لا يريدون دعم معيشة أهالي قرية عربية.  
طبعا وكي لا أعمم في مثل هذه الحالة يبقى أن أذكر أن هناك أشخاصا ومجموعات يهودية تحرص على العلاقات الطبيعية مع العرب، لكن تلك المجموعات قليلة ونادرة ورغم ذلك علينا تشجيعها على مواصلة طريقها. واثبات على ذلك المجموعة الكبيرة من البلدات المجاورة لشفاعمرو التي حضرت مساء الاثنين الماضي لمنزل المربي مازن أيوب، ملبية الدعوة لافطار رمضاني مشترك شارك فيه العرب واليهود على انتماءاتهم الدينية والقومية. ورغم التخوف من قبل الطرفين حضروا بأعداد كبيرة وفي ساعات المساء وعادوا الى بلداتهم دون أن يمسهم أحد بسوء، بل على العكس استقبلوا أجمل استقبال، ولهذا لم يكن غريبا أن يوجهوا كلمات الشكر والتقدير للمضيف وأهل بيته ولأهل شفاعمرو عامة.
تلك خطوة تحتذى وليس اللجوء للمقاطعة ومعاقبة العرب كلهم بحجة القاء حجارة وتظاهرات تخيفهم، وهي لا تتعدى ردود فعل احتجاجية على عدوان على الشعب الفلسطيني يحصد أرواح أبرياء من أطفال ونساء وكبار ومرضى ومحدودي حركة، وليست موجهة ضد اليهود الوافدين الى البلدات العربية للزيارة أو التسوق.
(شفاعمرو)

 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1809