كلمة فضيلة الشيخ موفق طريف لأبناء الطائفة التوحيدية الدرزية بمناسبة عيد زيارة مقام سيدنا الخضر عليه السلام

تاريخ النشر 23/01/2013 - 02:03:26 pm

إخواني أبناء الطائفة الدرزية الكرام,
يطل علينا، مع إطلالة كل سنة جديدة، عيد زيارة مقام سيدنا الخضر عليه السلام، الذي نتفاءل بقدومه، ونستبشر بوجوده، مُبتهلين طالبين من الله, سبحانه وتعالى، أن تكون السنة الجديدة، التي بدأنا بها مع حلول العيد، سنة خير وبركة وصحة ووفاق وسلام وعطاء واستقرار وهدوء، لجميع أبناء الطائفة الدرزية، ولكافة أبناء الطوائف الأخرى حولنا.  ها نحن نستقبل الزيارة  هذا العام مع بداية فصل الشتاء، والإيمان يغمر القلوب، يبعث الدفء في نفوس أهل التوحيد, الزائرين الكرام لهذا المكان الذين توافدوا إلى المقام الشريف في هذا اليوم ، خاشعين ضارعين مُستغفرين المولى, سبحانه وتعالى, مُعتمدين وساطةِ نبيه ووليه الشريف،سيدنا الخضر ع .
لقد أقيمت الزيارات للمقامات واتُخِذت, في الماضي والحاضر, لتقوي الصلة بين الإنسان وباريه، عن طريق أنبيائهِ وأوليائهِ الصالحين، أصحاب القداسة والكرامات.  وعندما نقف في رحاب أحد المقامات الشريفة، تمتلئ صدورنا بالفخر والاعتزاز بالمكان, وبالجماهير الغفيرة من المشايخ الأفاضل والشباب، الذين يُقبلون على زيارة المقام، بورعٍ وخشوعٍ وتقوه وإيمان، ناشدين الهداية والرعاية  والعناية مِن العلي القدير, طالبين العفو والمغفرة من رب العالمين, سالكين طريق الهدى والسراط المستقيم، وعن الرذائل والمنكرات وما يخالف شرع الله, عز وجل, مُبتعدين.
لقد خلق الباري تعالى الإنسان في أحست تقويم, وغرس بداخلهِ بذور الخير, وجعلهُ قابلاً أن يتقبّل ويعمل كل ما هو مرضيٌّ لجلالهِ, وكل ما جاء بهِ دين التوحيد الشريف. لا شك أن كل زيارة جماعية لمقامٍ ما  فيها دعم وتقوية من الواحد للآخر، ومن المجموعة إلى الفرد، حيث يستطيع كل إنسان أن يلتقي بأخيه الإنسان، فيتبادلا معاً الأحاديث، فيأخُذ  الواحد منهم عن الآخر، خاصة في ظروفٍ كالتي نحن بصددها, حيث لا يوجد فيها استقرار أو اطمئنان في كثيرٍ مِن البلدان.
نحن اليوم ننعم, والحمد لله, في بلادنا بأمان وهدوء واطمئنان,  لكن هذا لم يكن متوفرا دائما، وقد مر سكان هذه البلاد في الماضي في ظروف قاسية، وبأوقات عصيبة، وبحروب ومشاكل ومجابهات، وتحمّلوا الكثير من المشقة والعناء فجاء  لطف الله, وبعونه استطاعت القيادات الدينية والزمنية، أن تجنّبهم الأخطار، وأن تحميهم وتوصلهم إلى بر الأمان، بحيث لا تزال استمرارية تاريخية متواصلة قائمة للدروز في هذه البلاد منذ ألف عام وحتى اليوم. ومما لا شك فيه، أن ذلك تحقق بفضل العناية الإلهية، وتمسّكنا بمقدساتنا وعاداتنا وتقاليدنا والفضائل المُشرِّفة التي نملكها ونعتز بها.
هذا  ويمكننا القول، إن الأخطار التي كنا نواجهها في الماضي، كانت أخطارا مصيرية هائلة مرعبة، لكنها كانت تواجهنا بوضوح، وكان بمقدورنا، بعونه تعالى، أن نتصدى لها، وأن نستعد لمجابهتها، وأن نتغلب عليها. أما الأخطار التي تواجهنا اليوم فهي أخطار لا تقل شراسة وضراوة عن الأخطار السابقة، لكنها مغلفة بثوب ناعم، وخطورتها أكبر بكثير من الأخطار المخيفة الهائلة تلك, فالخطر الكبير الذي يتحدانا ويُجابهنا اليوم، هو خطر الانجراف وراء المدنية الزائفة التي تغرينا بنعومتها وحلاوتها وزُخرفها, وتجرفنا إلى أماكن ومواضع ليست لنا، وتقودنا إلى أفعالٍ نهى عنها الدين والعرف والشرع .  إن من أكثر الأمور خطورة هي الانجراف وراء الملذات والشهوات، خاصة من قِبل الأجيال الصاعدة, التي أخذت تبتعد عن كل ما تمسّك به الآباء والأجداد، وسُحِرت بلطائف ونعائم ما يغري وما يغوي، بحجة الرقيّ والتقدم والمدنية، فوصل البعض منا إلى متاهات، وإلى أماكن لا يرضى الله لنا دخولها والسير في طرقاتها.  لا بأس أن نتعلم ونتقدم ونسافر ونختلط بالناس ونستمتع بالتقنيات الجديدة وبوسائل الاتصال الحديثة، لكن علينا أن نضع ضوابط لأنفسنا وكوابح لجموح رغباتنا، وأن نجعل لنا حدودا وروابط تشدّنا دائما إلى الداخل وإلى الصميم، الى ثوابت ورواسي الدين وإلى كل ما هو مقبول ومطلوب ومعمول بهِ عندنا منذ عهود.
الانسان الذي يتعلم ويتقدم ويتطور يكتسب مع الوقت ثقافة وحضارة يصل مِن خلالها إلى نتيجة حتمية في أن لذة الحياة ليست في الأمور الملموسة أو المحسوسةِ المادية، وأن كل هذه الأمور زائلة لا تدوم, وأن  لذة الحياة تكمن في الروحانيات, وفي الأمور القدسية والمسالك التوحيدية الخالدة، التي تكفل للمرء العيش الكريم,  واللذة الروحانية. هذه الأمور تتوفر بالتقرب من الله، سبحانه وتعالى، وبزيارة مقاماتِ وأضرحةِ الأنبياء الكرام، بحفظ الإخوان، وبالاجتماع على الدرس والصلاة وحب الناس وحب الخير للجميع.
وكما نتزود سنويا بماء المطر ليعيننا في أوقات المحل والجفاف، كذلك نتزود في زياراتنا للمقامات الشريفة، بالرطوبة الروحانية التي تغذي فينا الإيمان، والتي تُكسبنا الشعور بالعزة والكرامة والتسامي.
المطر يبعث في الأرض اخضرار الزرع والنبات، وزيارة المقامات تبعث في النفوس اخضرار الإيمان والتقوى والرُشد والمحبة والتآخي والصلاح والإصلاح .
هدانا الله وإياكم إلى سِراطه المستقيم, وأسعدنا وإياكم بفيض خيره المستديم  .
أعاد الله علينا العيد كل عام وأنتم بألف ألف  بخير . 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.مغاريواجهنا المصاعب لأننا كان لدينا كرامة . لم نرضخ ولم نبيع صوتنا ولم ننافق لغيرنا. المغار اليوم بلد الراف عوفاديا يوسف مع احترامنا لك يا شيخ ومنذ اليوم وعلى ضؤ نتائج الانتخابات فإننا سنعيد عيد بورم وعيد شفوعوت ونعطل أيام السبت وتحتفل ونقيم الصلوات في الكنيس.23/01/2013 - 02:40:48 pm
2.שאדיاحترام كل انسان واجب وكل انسان بقدرو عارف زياره مقبوله للزوار23/01/2013 - 02:48:32 pm
3.برانيشيخ موفق. أنا لا اعرف كيف تطلب منً الجيل الصاعد التمسك بالدين والعدات والتقاليد لمن ممنوع انً يعرفو دينهم. ليش دينا بعدو سري علينا. أنا لا أسطيع الإيمان في دين بعرفش. عل شانً هيك البتحكيه مش رائح يغير أشي. وفرً عل حالك هاي الدعوات الفاضية. انتوً اللي مضوعين الجيل الصاعد. أبو نزار תפרסם בבקשה. זה נושא חשוב וכדאי לעשות דו שיח. תודה24/01/2013 - 05:08:35 am
4.رد على برانييا اخونا ليس هناك اي عيب في ان يطلب من الشباب التمسك بالفضائل والقيم والتقاليد الحسنه بل بالعكس العيب ان لا يطلب ذلك - ويبدو انك لا تميز بين العادات والتقاليد والدين - كما انه لا يمنعك احد من الاستفسار عن امور الدين ومعرفتها لكن المشكله ان الشباب اصبحوا ليكودنيكيم شاسنيكيم ومعراخنيكم اكثر مما هم مؤمنون ومحافظون - وهناك الكثير من العلماء والمشايخ الذين يقومون بوعظ الشباب وهدايتهم في الاجتماعات والندوات والاجورات وكتابة المقالات مثل الشيخ من دار الستاوي والشيخ الفرو الله يحسن اليهم ويجازيهم الخير25/01/2013 - 02:09:08 am
5.עמאדלכבוד השייח' מואפק טריף. דת זה נושא חשוב מאד, אך אין דת בלי תרבות ואין תרבות מנותקת מהעם. העדה עוברת שני תהליכים מקבילים שבכוחם לפלג אותה לבלי הכר, תפקידך ותפקיד השייח'ים הוא למנוע את זה. העדה הולכת מחד להקצנה, הקצנה דתית , הקצנה בחוקים חברתיים שאני לא ממש משוכנע שהבורא בעצמו התכוון אליהם. גל החזרה בתשובה של צעירים בעדה והוליד שכבה לא מבוטלת של שייח'ים קיצוניים בראיתם החברתית ובחוקים שהם מנסים להנחיל לעדה, והמבוגרים בין השייח'ים לא עמדו בפרץ, לא ניסו לשמר מצב של מתינות בדת ובחוקים ונסחפו אחרי פופוליזם לא מועיל. מאידך, ההתנהגות הזו של השייח'ים הולידה אנטיגוניזם חריף אצל החילוניים מהדתיים, מהחוקים "המתחדשים" ומהקיצוניות שהם מנסים להנחיל. זה מצב הרה אסון כבוד השייח', אם לא תדע אתה והשייח'ים להתמודד איתו בעוד עשרים שנה מהיום נהיה עדה עם שתי תרבותיות ונתק גדול ביניהן. לא לזה היתה כוונת הדת, לא לזה התכוונה העדה. מקווה שאתה מבין את גודל השעה ותפעל לצמצום הפערים בין שתי האוכלוסיות, הדתית והחילונית ולא "תיסחף" אחרי פופוליזם .25/01/2013 - 10:08:03 am
6.رد على جوانيأخونا أنا عمري ٤٠ سنه وممنوع أقراء في اللدين. إلا إذا تتدينت. أنا لا أريد التدين. من شان هيك. أنا لا اعرف ديني. فكيف انتم المشايخ. -أخرى مرة - تطلبون أن نتمسك. بالدين ؟ وأخرى. أن العدات. والتقاليد. من دون. دين. لن يزال. وهاذا اللي ما يحدث. لا دين ولا عادات ولا تقاليد. الي بهم مشايخنا انو الله راظي عنهن. الشيخ موفق ما جدد أشي27/01/2013 - 03:27:54 pm
7.ما شاء اللهالى الاخ براني بتقول عمرك 40 سنه وبتعرفش دينك ليش وين عايش خيو انا شاب غير متدين عمري عشرين سنه بس امور ديني بعرفها بعرف الأمر والنهي يأمكانك التوجه لأحد مشايخ الدين وهم كثر وتسأل وما رح يبخلو عليك فضيلة الشيخ موفق كلامو موعظه لمن يتعظ وانتي اخونا الثاني تبع شاس واليكود وغيرو التصويت دموقراطيه وكل واحد حر ليش بتقلش 62% مصوتوش29/01/2013 - 01:12:35 am

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1845