الرجل المستقيم، رجل الموقف والبطولة، رجل الإصلاح والخير، رجل كلمة الحق، رجل خفيف الظل، لين المعشر، إنه المرحوم الحاج جمال طربية شخصية يوم الارض ورئيس لمجلس سخنين لثلاث سنوات متتالية سابقا . مساء امس السبت، وفي قاعة المركز الثقافي كان اللقاء، حيث أتى كل المحبين، وجاء الصغير والكبير والرجل والمرأة للمشاركة في حفل تابينه حيث توافد حشد غفير من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والثقافية وكافة اطياف المجتمع العربي في البلاد ممّن عرف المرحوم من قريب او بعيد .
التقت كل الأطياف والألوان تحت راية هذا الرجل الطيب، هذا الرجل الذي حفظ الأرض، الذي حفظ الوطن، وحفظ السهل والوعرة، حفظ التراب والصخر، حفظ الزعتر والزيتون والصنوبر، حفظ الطير والعصفورة، حفظ الحجر والشجر.
وخلال حفل التأبين الذي افتتح بوقفة دقيقة حداد وقراءة الفاتحة وتلاها عشرات الكلمات، حبًّا وإكراما لهذا الرجل الذي اتسم بكلامه العذب وكل متحدث ساهم في تقديم ما لديه من شرح عن سيرة حياة المرحوم جمال طربيه .
المرحوم الحاج جمال طربية، صنع يوم الأرض، دافع عن مواقف المجتمع، وكان دفاعه كمن يدافع عن نفسه وعرضه وأرضه، لم يثنيه عن رأيه كان من كان، اقتنع بأن هذه الأرض لها أصحاب، وأن أصحابها في الأرض مزروعون، كالزعتر كالزيتون، لا وطن له ولا دين له من فرط بذرة تراب، أو حبة قمح قد زرعت في المل أو السهل والبطوف.
بكى عليه الصغير قبل الكبير، ناحت عليه الحرائر، دمعت لفراقه دموع الرجال والشيوخ والمحبين، قائدا في محياه، وعزيزا في مماته، أتى القاصي والداني لوداعه، كما أتوا اليوم لتأبينه.
