السّابعةُ والسِّتون (سنّ الشّيخوخة الرّسمي)

للشاعر حسين مهنّا,
تاريخ النشر 18/08/2012 - 11:55:21 am

صباحٌ جديدٌ يَنِثُّ لُجَينًا على شُرْفَتي
ويُلقي الهدوءَ عليها وِشاحا.
صباحٌ جميلٌ..
ويَنقُصُ عمري صَباحا.
اُحسُّ بِثِقْلِ السّنينَ - بدأْتُ اُحسُّ -
وتلكَ عصا والدي أيقظَتْها خُطايَ الثَّقيلةُ،
صارَتْ تُحدِّقُ فِيَّ طَويلا.
وذاكرتي فَتَحَتْ بابَها الخارِجِيَّ،
فصارَ الخروجُ مُباحَاً
وأمّا الدُّخولُ فَصارَ ضَئيلا.
وعينايَ لا تُبصرانِ البعيدَ
وأُذْنايَ لا تَسمعانِ القريبَ
وقلبي يُعاني القُصورَ
ولكنْ
يظلُّ علي العَهدِ
لا يَتَنَكَّرُ لِلْأوفياءِ
ولا يَسْتَريبُ خَليلا.
كأَنّي أرى مَلَكَ الموتِ يَفْتَحُ إضبارَتي،
كي يُعَبِّئَ بعضَ التّفاصيلِ قَبْلَ الِّلقاءِ
وقَبْلَ حُلولِ الظَّلامِ ثَقيلا.
كأَنّيَ أسمَعُ طَرْقَ المساميرِ بِالنّعْشِ-
تحملُ نَعيي القريبَ ،
وقدْ قَرَّبَتْهُ النُّعاةُ،
بِنَعْيِ الأحِبَّةِ حولي – شبابًا وشيبًا -
وليسَ غريبًا
إذا ما شَدَدْتُ الرَّحيلا.
فَبِاللهِ يا مَنْ جَعَلْتِ حياتي أقَلَّ صَقيعَاً
وأكثرَ دِفْئًا..
ضًعي فَوقَ نَعشي قَرَنْفُلَةً من رياضِ الجليلِ
وخَلِّي الوداعَ ابتِسامًا
فَوَجْهُكِ حينَ ابتِسامِكِ
يَجْعَلُ موتي جميلا.
                  *****
تقولُ(مُنيرَةُ) أينَ وَصَلْتَ؟!
تَبَسَّمْتُ..
قُلْتُ: خَلَوتُ بِنَفسي قليلا.
- وماذا وَجَدْتَ
- وَجَدْتُ بِأَنّا نُحِبُّ الحياةَ
وحُبُّ الحياةِ يصيرُ بِفَقْدِ الحياةِ ذُهولا!!

حسين مهنا- شاعر فلسطيني من قرية البقيعة في الجليل
[email protected]

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.مي سلمانأدام الله بعمرك خالي الغالي....18/08/2012 - 08:46:29 pm
2.نهاد فارساطال الله عمرك لتبقى لنا منارة وحماك من الظلام وخفافيشه19/08/2012 - 07:56:54 am
3.محمد عامر ابو اميرانت المردد والواعظ فى احلك المناسبات كن جميلا ترى الوجود جميلا معك حق ان الحياه صراع والقييم والاخلاق ايله الى الهبوط والعمر غفله ولكن ما زلت فى اوج الشباب والعطاء وانشالله بعد 30 سنه بدك تحكى نفس القصه وتقول قربنا انختيير (يله لفها يا ابا راشد بغدك شب )باول عمرك عقبال ال 12019/08/2012 - 05:02:15 pm
4.نور عامررأيتُ من غريب الشعر ألحطيئة وقد هجا نفسه وأمّه ! وفي الكبر النابغة : كليني لهم , يا أميمةُ ناصب - وليل أقاسيه بطيء الكواكب . قديما قيّموا هذا البيت " لم يبتدئ أحد من المتقدمين بأحسن منه ولا أغرب " لكن الأغرب من ذالك والخارج عن المألوف , ان يرثي الشاعر نفسه حيا يرزق , كما فعل الشاعر حسين مهنا . مفاجأة لم أتوقعها ؟ !21/08/2012 - 07:27:50 pm
5.كمال ابراهيملا عليك يا أبا راشد ، أطال الله في عمرك . اني ألومك على هذه القصيدة بأمرين : الأول كونك تستبق مشيئة الباري الذي هو وحده من يعرف خفاياها وبهذا خرجت عن المألوف روحانيا على الأقل عند شريحة المؤمنين الذين هم أيضا يحبونك ويتمنون لك العمر المديد . والأمر الثاني عندما تقول "ان حبك للحياة يجعل فقدانها ذهولا " ، لا بأس ولكن أليس في هذا ما يتناقض مع موقف زميلك ورفيق دربك الشاعر ، سميح القاسم أطال الله في عمره ،هو أيضا، والذي يردد مقولته " اني لا أحب الموت ولكني لا أخافه " . مع تمنياتي لكما الاثنين بحياة طويلة ملؤها السعادة والأمل تواصلان فيها سبر أغوار الشعر والفكر . دمت لنا يا أبا راشد شاعرا مبدعا متفائلا لا يغوص في سواد الدنيا وانما محلقا في زرقة سمائها .22/08/2012 - 04:06:22 am
6.الحاج عبداللهالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فإن حق الوالدين عظيم، ومنزلتهما عالية في الدين؛ فبرهما قرين التوحيد، وشكرهما مقرون بشكر الله - عز وجل - والإحسان إليهما من أجل الأعمال، وأحبها إلى الكبير المتعال. قال الله - عز وجل -: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [ النساء: 36 ]. وقال الله - عز وجل -: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [ الأنعام: 151 ]. وقال الله - تبارك وتعالى -: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [ الإسراء: 23، 24 ].12/09/2012 - 07:15:24 pm

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1815