ألموقد - بقلم : كميل شحادة - الرّامة

تاريخ النشر 21/04/2012 - 01:43:39 pm

من نحن في هذا العالم ، ومن نحن أصلا .. ماذا نحن ولماذا ..؟  ليس فقط أريد تجديد السؤال وإحياء التفكير فيما يجب من عمق وتحقيق ، وقد انكشف بعض سر الكلمة فيما يقتضي من هاجس استثنائي أمام مهماز الشوق لسلام حقيقي أكثر ولوجود حقيقي أكثر ، ولمفهوم أصدق عن الحياة .. رغم الانسحاق اليومي تحت عجلات الزمن ، بكل ما يطوي من قضايا ومسائل وهموم وواجبات وحاجات وأوهام وأحلام ..  بل بسبب ذلك يعود السؤال ينبثق من جديد ، من حين لآخر كقلق  يشغل كل من استيقظ على سقوطه في شِباك وأشراك من لحم ودم وأعصاب ، في عالم من حجارة وتراب وحديد وبلاستك وزجاج ، وأشياء كثيرة لا تحصى ، صماء عمياء  .. لا أستطيع ان أعبُر هذه المدينة الصاخبة الضاجة بشتى الصراعات وأنا معصوب العينين كأسير تقوده آلاف الأفكار والتطلعات والمخاوف ، دون يقين باهر كعين الشمس .. من أنا ومن أين وإلى أين ولماذا ..؟ 
لا أستطيع المرور في هذه الغابة التي إسمها الدنيا وأنا مثقل بالتفكير والخوف والطمع في أشياء ومن أشياء وبأشياء بعضها يفح بشذا عطر وهو يخفي سم قاتل ، وبعضها يضيء كقمر تائه في عتمة مستحيل ساحق  .. وبعضها يضحك وبعضها يبكي وبعضها لا تدري إن هو ضاحك أم باك .. بعضها ساكن وهو في القلب متفجر ، وبعضها  ثائر كالبحار وسره أهدأ من الصخور .. في كل الأحوال لا أسأل لنفسي فقط ، ولا أقلق لنفسي فقط ، ولا أتوق للحقيقة  وللسلام لنفسي فقط .. ولأنني لست  فقط  فضولي متورط  في عالم من الأشياء والقيود والفضاءات والأسئلة .. ولأنني لست فقط مجرد متفلسف ، بل مشتعل بتلك الأسئلة منذ طفولتي حتى شيخوختي .. مشتعل في عزلتي ومشتعل بين أترابي وبين أهلي وجيراني في صمتي وفي جهري ، بين زملاء وأصدقاء، لا أكشف لهم عن معظم هواجسي ونيراني ، مشتعل تحت شجر الزيتون وبين السنديان والبطم والقندول والزعتر والجعساس والشوح ، فوق الأعشاب والصخور ، مشتعل بين الكتب والنجوم ، وتحت ماء البحر.. مشتعل بتلك الأسئلة والأشواق والمخاوف والتطلعات بنار خفية ، أحيانا ً هادئة ، أحيانا ً ثائرة مستعرة .. نعم وأخطط اليوم لإشعال قلوب ووجدانات وعقول أخرى ، أريد لخوفي ولشوقي ولفرحي ، وأنا ساع ٍ بخطىً حثيثة في طريق التلاشي المؤمل في لقاء الحق والحقيقة ،أن يكون هذا الخوف والشوق والفرح ، عرسًا  دائمًا يشترك فيه الجميع .. دون تكلف وتكليف ، ودون مؤونة .. تعالوا  لا تحملوا متاع ولا هدايا ولا مال لأنكم لن تجدوا أيد ٍ تحمل شيء من أغراض العالم .. تعالوا خفاف واجلسوا بهدوء مفتوحي العقول والقلوب ، تاركين كل شيء وراء ظهوركم ،لأن الذي ستأخذوه سينسيكم الكثير من تلك الأحمال ، ولأن الذي ستأخذوه هو الذي سيحملكم ويأخذكم إلى ما لا تدرون له بداية ولا نهاية ، ومن أين وإلى أين ..

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1808