مرة أخرى عفيف مخول ، هجاني وأهداني نسخة !

بقلم نور عامر,
تاريخ النشر 02/07/2011 - 12:11:54 pm

كنتُ في صحيفة " كل العرب " قد تناولت ديوان عفيف مخول " من حديقة الشعر العامي " نقدا متواضعا شكرت له محاولته تقويم اعوجاج المجتمع ، كذلك بينت سقطاته وهفواته الشعرية . وما أن قرأ المقال حتى نزل عليه كابوس الغضب المنكر ، إلا في مكانه الصحيح .. عن أحد العقلاء : إياكم والغضب فإنه مدمر كالطاعون .

ولماذا نغضب من النقد ونتخذ موقفا سلبيا من الناقد ؟! نحن قادرون أن نتخطى هذه " المشكلة " فقط إذا تنازلنا قليلا عن هوس الألقاب وتقديس الذات !

فوجئت بمخول يقف بسيارته أمام منزلي ، فدعوته لنشرب القهوة ، رفض بحجة أنه مشغول ، وبكلمات مختصرة أبدى امتعاضه وعدم رضاه من مقالي زاعما إن ما كتبته عيب ! ثم أهداني نسخة من ديوانه الجديد جدا " صحوة شعب وخريف حكام " ، أعقبه بقصيدة بخط يده وقال اقرأها ، ثم انصرف . علمتُ فيما بعد انه وزعها على اصدقائه ومعارفه ..

القصيدة بعنوان " ضفدع في حديقة " هجاني فيها هجاء ، ولا هجاء الفرزدق لجرير ، أو الحُطيئة للزَبرقان ! . بديهي أن الهجاء هو فن ، لكن ليس كل هجاء . ومن شروط الهجاء ــ كما أفدنا من الكتب ــ يتوجب على الهجّاء في دوره الخاص النزق أن يستهوي القارئ ببراعة فنه ، لأن القارئ لا يمكن أن يعتمد على الضغينة المحض . وهناك من الهجّائين الأجانب من يطالب بتوافر الطبيعة الخيّرة لأنها صفة أساسية للهجّاء . وأعتقد أن على الهجّاء أن يكون متجردا متوازنا متعقلا ، لا أن يتحامل في ثورة غضب !. وإن وضعنا هجاء مخول على محك الهجاء الفني الراقي ، نطلع بنتيجة أن ما فعله ليس أكثر من نهش واستخفاف ، وهذا يدل على شعور عميق بالخيبة !

ومع ذلك فأنا لم أتذمر ولم يضق صدري من هجائه ، فقد اعتدت الكتابات الخشنة استهدفتني زمنا طويلا ولا تزال ! وانني اعتبر بعضها من زلات اللسان . لذلك أميل الى قول أحد الشعراء الحكماء : إذا ما بدت من صاحب لك زلة / فكن أنت محتالا لزلته عذرا .

وعن علي بن ابي طالب ( ك ) : أعقل الناس أعذرهم للناس .

أعذرك وأسامحك أيها الصديق عفيف مخول . أمّا بخصوص ديوانك الجديد القسم الثاني منه " رباعيات خريف حكام " . والحق يقال في كل الحالات .. إن هذا الشعر قفزة ملموسة  بالمقارنة مع ديوانك الذي انتقدناه . أين كنتَ تخبئ هذه القريحة في طور المران الطموح ؟ أم أنها تفجرت مع ثورات الشعوب :

" من المغرب للعراق / شعب غافي فجأه فاق / وثار بقوة وشجاعه / ثورة كانت عموميه " .

وفي مكان آخر يقول " في الأقطار العربيه / الرئاسه وراثيه / بالكرسي الحاكم متمسك / ولو لحقت عمرو الميّه " . أو قوله الصائب " الناس عافت هالحياه / من حكام وحكومات / اضطرت تبدا بالثوره / وتطوي ملف العبوديه "

ويولي تونس اهتماما خاصا " للشعب ارتفعت حراره / من تونس طلعت شراره / كانت اول رساله / لزعامه دكتاتوريه " .            

ويعرج في حماسه وتأثره على قطر آخر " الشعب بغلي من قهره / السلطه كسرتلو ظهره / بالميه بتوخذ تسعين / وبتعطي الناس البقيه " .

ويستمر هكذا عبر ثلاثين صفحة لاحتواء معظم ما يحدث على الساحة العربية ، وكأنه يعيش الأحداث روحا وفكرا . يصوّر الثورات وأسبابها وتداعياتها تصويرا جيدا ، ودقيقا في بعض المقاطع . 

في هذا القسم من الديوان يبرهن عفيف مخول أنه يسلك الطريق الصحيح نحو الشاعرية . أظنه سيصل ! . 

أتمنى أن ينعم بديوانه الجديد ، بدون ضفادع وبدون كوابيس .

 

 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.زكريا ابراهيم العمريانت ناقد مبدع اخي الحبيب نور عامر لك كل الاحترام وتحياتي الصادقة.07/07/2011 - 10:40:24 am
2.وهابنور عامر انت افضل ناقد في بلادنا لانك لاتجامل احسدك على قلبك الكبير13/07/2011 - 10:16:38 am
3.هاديما رايك يا نور عامر بشاعر يفطر مع الليكود ويتعشى مع الحركة الاسلامية13/07/2011 - 05:27:44 pm

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1808