شفيق حبيب في عامه السبعين .

نور عامر - قصيدة للترشيح,
تاريخ النشر 24/02/2011 - 12:29:09 pm

                   

كنت في وقت مضى قد تناولت بإعجاب بعض نتاج الشاعر المبدع شفيق حبيب ، وها انا التقي معه مجددا في قصيدة جديدة عنوانها " على شاطئ السبعين " نشرها بمناسبة بلوغه العقد السابع .

يسعدنا أن تمتد به الأيام حتى يرى ما تمناه في قصيدته " أسائل عمري هل سيمتد كي أرى / زغاريد ارضي في خواء الخرائب " .

ستة وعشرون بيتا من البحر الطويل قصيدة موزونة تماما يمتاز مطلعها بما يسمّى "التصريع "

المستحسن في الشعر العمودي ، دأبنا على قراءته عند الشعراء الكبار " على شاطئ السبعين حطت مراكبي / وناءت بأعباء الرزايا مناكبي " .

استهلال رائع يليه موقف أروع في التعبير عن الصمود وحب الوطن " مخرتُ عباب الليل والويل شاعرا / ولم يثنني قهر وأحقاد غاصب / أحب فلسطيني وأهلي وارضها / إذا مسّهم ضرّ ، تنادت كتائبي " .

يتابع شاعرنا ، ولعل في ذهنه قول محمود درويش : وطني ليس حقيبة ، وانا  لست مسافر .

" وتترى عقود والليالي ثقيلة / وما زال شعبي نازلا في الحقائب " .

هذا البيت لشفيق حبيب يعاني من الضعف بالقياس عمّا سبقه من أبيات قوية ثائرة . وكذلك البيت السابع " أرادوك سقّاء وطفلك حاطبا / واصبحت فأرا عندهم للتجارب " .

لو افترضنا ان هذا البيت مدماك  لتصدّع وأضرّ بكل البناء . لم أفاجأ بصدر البيت ، ولم استسغ " أصبحت فأرا " !

وأين هذا البيت من البيت الحادي عشر والذي اعتبره البيت المحور بالنسبة للموضوع الأساس .

" تمرّ بي الأيّام والعمر نازف / وما زلت في السبعين غضّ الرغائب " .

يتجلّى حب الشاعر للحياة وتمجيده لها ، ثم شعوره بالشباب والعنفوان . ولعل هذا الاحساس هو ما فجّر قريحته  لفتح صفحة المرأة التي تحظى عنده بمكانة كبيرة .

" عيون الغواني كم يعذبن خافقي / ويصرعني عمدا صدود الكواعب " .

صورة شعرية مثيرة ، الرغبة والصد ، الإندفاع والإخفاق ، التناقض في التشكيل وفي ملامح الزمن : الإمتداد النضوج والكم ( الشاعر ) ، والزهور البكر ( الكواعب ) مفرد : الجارية نهد ثديها .

ويستهويه هذا العشق حتى نراه يتعالى على سليمان " نشيد الإنشاد " ويتعالى على قيس !

" نشيد سليمان صدى في محابري / وأمطار قيس قطرة في سحائبي " .

ويزداد حماسه فلا يترك في الحي حسناء ، يعشق بالجملة !!

"عشقت حسان الحي عشقا مراوغا / وقاتلت حتى قيل : خير محارب " .
ولا يرى غضاضة في الخلط بين العشق الصوفي  ، وعشق المرأة ، خاصة الفتاة  اللعوب .

" تغنيت بالعشق الإلهي مدنفا / وعدت قتيلا في سيوف اللواعب " .

هذه المفارقة تحتاج الى التفكّر لتفسير ما قصده الشاعر . الصواب في نظري أن ندع المسألة مفتوحة .. وأن نلتفت الى براعة الشاعر في التمهيد قبل دخوله عالم الأنثى ؛ ربما ليحصّن نفسه من الظنون  ...

" وإني جمبل النفس حرّ ، عفيفها / ولكنها تزداد شهدا تجاربي "  .

من خلال  معرفتنا به نقرّ له بهذه الصفة النبيلة ، ولا تفوتنا الإشارة أنه شاعر من أجل قضية يجسدها بموهبته المشبعة بالتجربة والمعرفة " أنا شاعر تغذوه آمال أمّة / وآلامها ، والحرف

ثرّ المواهب / زرعت على التاريخ رايات نصرها / ونكستها حين استبيحت ملاعبي " .

نلحظ بوضوح الفجوة الواسعة بين صدر البيت الثاني وعجزه .   مصرعان متنافران بحدة  !

ليته جعل عجز البيت موازيا لصدره فخرا وشموخا ، كما فعل النابغة الجعدي مفتخرا بقومه  : بلغنا السماء مجدنا

وجدودنا / وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا  .

وبخصوص القافية فإن الشاعر يتحكم بها في معظم قصيدته ، لكن بعض القوافي تخرج عن طوعه ، بمعنى انها تثبت من اجل القافية ليس إلا. كقوله على سبيل المثال " على جبهة الأيام تعلو قصائدي / وتبقى شهود العصر ، عصر النواكب " .

يعرف بدون شك ان الصحيح لغويا ( نكبات ) جمع نكبة ، وليس " النواكب " .  لكنه اضطر لوضعها كي تستقيم القافية .

إن لشفيق حبيب صولات كثيرة في شعر التفعيلة ، لكنه في الحقيقة مولع بالشعر القديم ، ومن نتائج هذا الولع أنه في قصيدته هذه تنازل قليلا عن لغة العصر في وصفه الأخطار التي تحيق بأمّتنا في ظل الهيمنة والمكر وسطوة السلاح ، كقوله " شفار المخالب . ظلال الثعالب . طعام النواعب " . ومع ذلك تبقى هذه الألفاظ القديمة محببة الى نفوسنا من منطلق عشقنا للغتنا

العربية .

لعل دافعي الأول في نقد هذه القصيدة أن شاعرنا الكريم صادق الشعور صريح العبارة ، لدرجة أنك لا تجد في قصيدته فقرة واحدة ملتوية أو مخادعة ، لذلك نقرأ هذا النص المميز بكثير من التفاعل والتقدير .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.عصام دانيالانت يا نور عامر بعيد كل البعد عن النقد الادبي انت تسرد كلمات بعضها من هذا الكتاب وبعضها من ذاك كان لك ان لا تنبش قبور الاموات وان تتوقف عن الكتابة التي اصبحت تقرف منك25/02/2011 - 03:39:38 pm
2.احمد عبد المعطيمسكين يا نور عامر انت تحاول تصفيط كلام لكن بدون مستوى فقط تحاول لأنك تبحث عن الشهرة التي لن تصل اليها الا في الواسطة وكرت غوار02/03/2011 - 06:07:22 pm
3.مغاريهاستاذ نور عامر في البدايه اشكرك على نشرك او بالاحرى كتابة نقد ادبي عن بعض الكتاب او الشعراء ان كان في المغار او الوسط العربي بشكل عام يعطيك الف عافيه . هنالك بعض الاشخاص المغرضين الذين يكتبون في لغه بقمة الوقاحه او بالاحرى استهزاء وتحطيم للكاتب او الناقد او الشاعر على حد سواء . اناس لا يعرفون ولا يمنون للادب بصله . همهم الوحيد ايذاء مشاعر الاخر وتحطيمهم نفسيا ومعنويا وذلك كي تتوقف كتاباته. فعبر موقع سبيل اقول لكل من كتب تعليق سخيف ان كان هنا او باي مقاله اخرى كالمقاله او النقد السابق للشاعره "امال قزل" .اقول له كفاكم تخلفا ابداو تحاورو حوارات بناءه وكفاكم تحطيما لغيركم لما لا ترتقون بكلامكم وتعابيركم فلماذا هذا الحقد والكراهيه العمياء بدل من التشجيع. الادب والفن موهبه وهبها الله للكاتب او الناقد بدلا من ان نشجعه على ان يبدعنا بالمزيد نقوم بتحطيمه؟؟ هذه هي قمة التطور والحضاره برأيكم !!! بالعكس بما تفعلونه يعطي صوره حقيقه ما هي قرية المغار والى اي مستوى من الرجعيه وصلنا وتعطي للقارئ من خارج القريه صورة واضحه عن المغار واهلها. دمتم سالمين06/04/2011 - 10:15:50 pm
4.لياليما كل هذا الجمال يا نور عامر اه كم هو جميل ما تكتب وانت ايضا جميل جدا.......04/11/2011 - 09:36:03 am
5.س سنور عامر ناقد كبير07/03/2013 - 12:14:40 am

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1809