بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية: عمارة قبة الصخرة في القدس

تاريخ النشر 4/5/2009 15:51

د. خالد السلطاني

*يعتبر مبنى "قبةالصخرة" من أوائل المباني الإسلامية التي أنشئت في العهد الأموي في مدينة "القدس"التي تم فتحها إبان الخليفة عمر بن الخطاب (رض) عام (638). كما يعتبر المبنى أيضاً،من المباني المعمارية النادرة التي حافظت على شكلها الأصلي طيلة قرون عديدة منـذإنشائها في نهاية القرن السابع الميلادي وحتى الوقـت الحاضر، وهو أمر نادر الحدوثبين المباني الأثرية المعمارية الأخرى في العالم.
 تم تشيـيد مبنى قبة الصخرةفي وسط منطقة الحرم الشريف الواسعة بالقدس. التي هي عبارة عن مرتفع أرضي ذات شكلهندسي يقترب إلى المستطيل، تحيط بها الأسوار. ويشتمل على منشآت وأروقة وحدائقوساحات. وتقدر أطـوال أضلاع منطقة الحرم الشريف بـ: 462 متراً طول الضلع الشرقي، وطول الضلع الغربي  492 متراً؛ أما أطوال الضلعين الشمالي والجنوبي فهمـا 310  متراً و 281  متراً على التوالي. في حين تبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة الحرم كلها 34 فداناً.  وبالاضافة إلى تشييد قبة الصخرة في منطقة الحرم، فقد تم بناء منشآتعديدة ذات وظائف مختلفة يرجع تاريخها الى عهود اسلامية مختلفة: كالمسجد الأقصى، ذيالشهرة المعمارية الواسعة، ويقع في أقصى الجهة الجنوبية من الحرم، الذي جدد بناءهفي العهد الأموي. وثمة مبنيان مجاوران لقبة الصخرة يعود تاريخ بنائهما إلى الفترةالأموية أيضاً، وهما قبتا المعراج والسلسلة؛ فضـلاً عن وجود منشآت اسلامية عديدةمثل المدارس والأسبلة والقباب والزوايا مبثوثة في فضاء الحرم القدسي الشريف يعودتاريخها آلي حقب إسلامية مختلفة، كما أسلفنـا. وللقـدس مكانة خاصة عند المسلمين فهيأولى القبلتيـن، كما إن مسجدها يعتبر ثالث الحرمين في الإسلام، وتعـد الصخـرةالمقدسة التي تم حولها انشـاء القبـة، والتي سميت باسمها " قبة الصخرة " تعد المكانالذي  أسري اليها الرسول عليه الصلاة والسلام.تعود فترة إنشاء قبة الصخرة الى عام 72 هجرية، (692 م)، عندماأمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان: خامس خلفاء بني أمية (685  ـ 705)بانشائها. ويذكر بعض المؤرخين المسلمين (اليعقوبي (897) على وجـــه  الخصوص) أن سبببناء قبـة الصخرة يرجع الى رغبة الخليفة عبد الملك بن مروان الى تحويل قوافل الحجاجالسوريـين عن مكـة التي كانت آنئذ في حوزة منافس له هو عبدالله بن الزبير، في حينيذكر المقدسي (985 م) بأن الخليفة لا حظ عظمة المنشآت المسيحيـة الموجودة فيالمدينة المقدسـة، وخشي أن تبهر تلك المنشآت عقول المسلمين؛ الأمر الذي حداهللتفكير جدياً في إنشاء مبنى يكون مثيلاً ومكافئاً لروعة الجوانب المعماريةوالجمالية التي تتسم بها المباني المسيحية الموجودة في المدينة المقدسة. ويؤكد عبدالقادر الريحاوي بأن صخرة المعراج هي " المنطلـق " والهدف الأساسي من بنائها هـو " … العناية بها (أي بالصخرة) واحاطتها بالإطار المعماري اللائق، فكانت القبة هي أليقشيء وأجمله؛ ومن القبة التي تضم الصخرة وتظللـها، انتـقلت الفكرة نحو التكامل ".
وأياً ما يكن من أمر؛ فإن عمارة مبنى قبة الصخرة تمثل نموذجاً فريداً ومتميزاًفي أسلوب ونوعية الممارسة التصميمية بالعهد الأموي. ومع أن كثيراً من أعمال الترميموالحفاظ والتجديد التي أجريت على مكونات المبنى المعمارية في أوقات زمنية مختلفة (كالعهود العباسية، والأيوبية، والمملوكية، والعثمانية، وأخيراً في العهد الهاشمي)والتي قد أشار اليها المؤرخون والرحالة المسلمون  مثل: العمري، والمقدسي، والمهلبي،وابن بطوطة وغيرهم في كثير من كتاباتهم؛ مع ذلك فان الشكل العام ظلّ محافظاً علىهيئته الأولى منـذ إنشاء المبنى في نهاية القرن السابـع الميلادي، ذلك لأن أعمالالتجديـد وكذلك أعمال الحفاظ والترميم التي كانت تجري باستمرار اعتمدت بالأساس، علىتغيير القطع التالفة والمنهارة وتبديلها، مع المحافظة قدر الامكان على نوعيةوتشكيلة العناصر المرممة جراء تلفها بسبب الكوارث الطبيعية والحرائق وكذلك أعمالالتهديم والتخريب إبان حوادث الفتن والحروب التي كان موقع قبة الصخرة مسرحاً لهاوشاهداً عليهـا طيلة امتداد تاريخها السحيق 0 ولا يزال المبنى حتى الوقت الحاضر،محتفظاً بوضوح حضوره المعماري وجلاء هيئته المميزة في خط سماء Silhouette فضـاءالمدينة المقدسة رغم قساوة ضروب التشويهات التي طالت المبنى ومجاوراته. تتكون هيئة المبنى العامة لقبـة الصخرة من شكل ثماني الأضلاع،مقبب، بقبة مركزية ضخمة، يضم فضاؤها الصخرة المكرمة؛ ويصل ارتفاع القبة  إلى خمسةوثلاثين متراً، عدا ارتفاع الهلال عند رأس القبة الذي يرتفع إلى أربعة أمتار أخرى.ويتألف المسقط الأفقي للمبنى، من جدران خارجية بصيغة مضلع ثماني الشكل، يليها صف منالأعمدة والدعامات موزعة في محيط شكل ثماني الأضلاع أيضاً؛ يعقب ذلك حلقة دائرية منالمساند الضخمة والأعمدة تحيط بالصخرة التي سقفت بوساطة القبة المركزية العاليةالمشار اليها سابقاً. يبلغ طول ضلع كل جدار من الشكل الثماني الخارجي نحو عشرينمتراً، ويبلغ طول ضلع المثمن الداخلي خمسة عشر متراً في حين يقدر قطر الحلقةالدائرية المركزية بعشرين متراً. ويحدث المثمنان حول القبة رواقين  الداخلي وعرضهعشرة أمتار، والخارجي أربعة أمتار ونصف. ويصل ارتفاع الجدار الخارجي للمبنى إلىاثني عشر متراً. بضمنها الستائر Parapet.
يتشكل فضاء المبنى الداخلي المركزي منأربع دعائم حجرية مستطيلة المقطـع تتوزع بينها أربع مجاميع من الأعمدة الرخامية، كلمجموعة تتالف من ثلاثة أعمدة بين دعامتين؛ ويشكل موضع الدعائم والأعمدة محيط دائرةمركزية، توجد في وسطها الصخرة الكريمة التي يقدر أبعادها بثمانية عشر متراً طولاًوثلاثة عشر متراً عرضاً؛ وترتفع بمتر ونصف عمن حولها.
تؤلف الأعمدة والدعائمرواقاً من العقود نصف الدائرية تحمل رقبة القبة التي تسند بدورها الهيكل التركيبيللقبة المركزية. ومن أجل اضاءة الفضاء المركزي فقـد تم فتح ست عشر نافذة علوية فيرقبة القبة. ويوجد صف وسطي من الأعمدة والدعائم يقع بين الحلقة الدائرية وجدرانالمثمن الخارجية  ويؤلف شكلاً ثماني الأضلاع أيضاً، وهذا الصف يحمل رواقاً من اربعةوعشرين عقداً يرفع السقف المستوي من الداخل والمائل قليلاً من الخارج، والواصل بينرقبة القبة المركزية والجدران الخارجية لمثمن قبة الصخرة.
تتشكل عناصر الواجهاتالخارجية من معالجات ايقاعية مكررة في كل ضلع من أضلاع شكل المثمن الخارجي للمبنى؛الذي يحتوي على سبعــــة تجويفات Niches قليلة العمق تنتهي في أعلاها بنوافذ، ماعدا التجويفين الآخرين في كل ضلع/ تثمينة ـ فانها بدون نوافذ. ووقعت أبواب المبنىالرئيسية وعددها أربعة في وسط هذه التثمينات، مواجهة آلي الجهات الأصلية. ويقدرأبعاد هذه الأبواب بـ 2.60   م عرضاً و 4,30  م طولاً؛ يعلو سواكفها عقود نصفدائرية. ويتقدم الأبواب سقائف عرضها 2,5  م  مؤلفة من قبوة نصف اسطوانية محمولة علىأعمدة.
تمثل عمارة قبة الصخرة نوعاً من الفعالية التصميمية ذات القيم الجماليةالخاصة المتفردة التي لم نر نماذج كثيرة لها في تطبيقات النشاط المعماري في فترةالعهد الأموي؛ وإن ستلعب نوعية الهيئة العامة لمنبى " قبـة الصخرة " وصيغةتشكيلاتها الكتلوية دوراً مؤثراً وعميقاً في مجمل الممارسة التصميمية لفترات زمنيةلاحقة؛ على أن الأمر المهم الذي ينبغي استخلاصه من عمارة " قبة الصخرة " هو إدراكذلك التـوق المثابر الذي يسعى دائماً إلى إثراء وتنويع الطرح التصميمي بمفاهيم ورؤىجديدتين، وهذه الرؤى قد لا تعمل باتساق مع منهجية الاستيلاد التشكيلي، تلك المنهجيةالذي شاهدناها تعمل مراراً بفاعلية في استنباط الصياغات التكوينية لمبانٍ مساجدمتعددة في مدن وأماكن مختلفة. بمعنى آخر أن المفاهيم الجديدة ونزعتها تتيـحانالمجال واسعاً أمام الطرح التصميمي الجديد لأن يتقاطع مساره مع مسار الاعتماد الكليفي الحصول على تنويعات Variation مختـلفـة أساسها وحدة الصيغة " الثيمويـه " الأمرالذي يجعل منه (أي من الطرح التصميمي) محتفظاً دائماً بتميز اللغة المعمارية،ونظارة أشكالها.
لقد حرص بناة  قبة الصخرة على تكريس وتأكيد تفرد الشكل المعماريوعدم انمذجته أو تكراره انطلاقاً من تفرد أسباب الحدث البنائي وحيثياته، وبعبارةآخرى فان حدث الصخرة الكريمة الفريد وحالتها المكانية كانت تستدعي اللجوءلاستثنائية الحل التصميمي. يفرض مبنى " قبة الصخرة " حضوراً واضحاً وقوياً في المشهد المعماري لمدينة القدس. وهذا الحضور الواضح والمؤثر يتناهى ويدرك من خلالقرارات تصميمية تعمل على تأكيد هذا الحضور وتبيان أهميته. فتؤدي هندسية الكتلالمعمارية وانتظامها الزائد دوراً كبيراً في إكساب المبنى وجوداً فيزيائياً بليغاًضمن عشوائية تراتيبية عناصر النسيج المديني المجاور واختلاطية وتشوش اشكالهالبنائية.
ويزداد الوجود الفيزياوي للمبنى حضوراً جراء " تفريغ " الموقعالمجاور " وتنظيفه إنشائياً، بغية تفعيل مزايا الخاصية التكوينية الناجمة عن تقابلامتداد أفقية البيئة المحيطة وتضادها مع عمودية كتلة المبنى الذي ظل ارتفاعهاالعالي نسبياً (نحو 40 متراً) سائداً ومسيطراً ومهيمناً Dominant  على خـط سماء Silhouette  المدينـة لقرون، منذ إنشاء " الصخرة " ولحين الوقت الحاضر. تبدو أشكالعناصر المبنى المعماري؛ وكأن قرار اصطفاء نوعيتها نابعة من وجوبية الهدف الوظيفي؛وهو بالأساس، تغطية الصخرة المقدسة. فالدائرة  المركزية داخل المبنى المشكلة منرواق العقود النصف دائرية المستندة على الأعمدة والمساند الضخمة التي تحيـط بالصخرةالكريمة؛ مهمتها في الغالب ليس فقط تحديد موضع ومكان " الصخرة "؛ بقدر تأكيد وإبرازالفضاء المركزي وانسيابيته نحو الأعلى، باتجاه الفراغ المغطى بالقبة المركزية،بمعنى آخر أن الفضاء الحاوي للصخرة يتماهى مع الشكل الفيزياوي المختار، بحيث تبدوكأن نوعية تشكلية العناصر المعمارية ترغب في الايضاح تلقائياً عن " ماذا تريد أنتكـون "؛ وفقاً لتعبير " لويس كان " Louis Kahn
  ولئن كانت هيئة المبنىالمميزة ذات الشكل الهندسي المنتظم وارتفاعها العالي وكذلك طبيعة معالجات فضاءالجوار، ونوعية القرارات التلوينية لإكساءات المبنى الخارجية تكرس لدى المتلقيشعوراً بالتوجيه Orientation، وتمنح المبنى ذاته تعريفاً دالاً مضافاً؛ فان هذاالشعور يظل ملازماً للمرء عند انتقاله الى الحيز الداخلي Interior  للمبنى؛ علىالرغم من تبديل وسائل المعالجات التكوينية وتغيرها. إذ تؤدي استخدامات المعالجاتالتصميمية المتسمة بغزارة العناصر الزخرفية وجزالة المسطحات التلوينـية وكثرة بريقالمواد الانشائية إلى خلق مناخ تزييني داخلي مهمته تكريس الاحساس بالتضاد بينالداخل والخارج؛ وزيادة الشعور  بأهمية المكان؛ وخلق التداعيات " لتهشيم " عناصرالتركيب الانشائي المادية بغية الايحاء برحابة واتساع الفضاء المحصور وعدم محدوديته !. وتعتبر أسلوبية التوزيع التزييني داخل انترير Interior  مبنى " قبة الصخرة "وامتداداته الاكسائية، التي طالت جميع سطوح جدران المبنى الداخلية والعناصرالانشائية الأخرى وكذلك سقوف القبة ورقبتها، يعتبر ذلك حدثاً تصميمياً مهماًورائداً وغير مسبوق في الممارسة المعمارية، الأمر الذي سيعدّ لاحقاً، أحد أهم معالمالعمارة الإسلامية وخصائصها. وتتجاوز مهام الاضاءة في مبنى قبة الصخرة الأهدافالمباشرة لانارة الوسط الداخلي فقط، فتضحى كمية الضوء الساقطة وتحديد أماكن مصادرهاومسار اتجاهاتها من الأمور التي ينبغي مراعاتها تصميمياً. وتتيح مصادر الانارةالموجودة في رقبة القبة وكذلك تلك الفتحات المقننة المحفورة في الجدران الخارجيةللمبنى، تتيح امكانية تحديد مقدار وكميــة الضياء (المسكوب) لانارة فضاء المبنىالداخلي وتأشير نوعية أشكال عناصره الانشائيـة!.
تتميز المعالجات التكوينية فيعمارة " قبة الصخرة " على توظيف كفء لمنظومة التناسب Proportion  واستخدامات مزاياتلك المنظومة أداة فعالة في تحقيق تجانس العناصر التصميميـة للمبنى واضفاء طابعالهرمونيـة عليها. وتجدر الاشارة، هنا إلى أن اسلوب استخدام منظومة التـناسب،لإكساب عناصر المبنى قيمة تجانسيـة عالية لم يكن، أمراً هامشياً، كما أنه لم يكنمحض مصادفة؛ بل قراراً تصميمياً أساسياً ينطوي على قصدية متعمدة تشير لمستوى رفيعمن الثقافة البنائية وصلته طبيعة الممارسة المعمارية في العهد الاموي آنذاك. تمثلالاعمال
 التزيينية المشغولة في " قبة الصخرة " ـ حدثاً معمارياً، ذا اهميةكبيرة في مهام تكريس المفاهيم الفنية الجديدة، التي ساهمت في بلورتها الثقافةالاسلامية.
 وتعتبر الاعمال الفنية في " قبة الصخرة " بمثابة الأساس والمنطلقلسلسلة من الممارسات النشطة التي ارتقت بقيمة الناحية التزيينية، وجعلت منها أمراًمكافئاً ومماثلاً لقيمة الجانب التركيبي وأهميته في الحل التكويني ـ المعماري.وتتمثل تلك الأعمال بالدرجة الأولى، في المشغولات الفسيفسائية؛ تلك المشغولات التيبلغت شأناً مهماً |، وغير معروف سابقاً، من حيث سعتها، ومواضيعها، ودقة إنجازاتهاوخاماتها. ولعل اللوحات الفسيفسائية المعمولة داخل القبة، وفي الأقسام العليا منالجدران في الداخل، وفي الواجهات الخارجية) والتي أزيلت في وقت لاحق) بمقدورها أنتعطي تصوراً واضحاً على مقدار المساحات الواسعة التي كستها تلك التغطياتالفسيفسائية والتي قدرت مساحاتها، وفقاً لبعض الدارسين بـ (1200) متراً مربعاً.
وعلى الرغم من ارتباط تقنية الأعمال الفسيفسائية بالتقاليد السابقة للإسلام،فان مواضيع فسيفساء " قبة الصخرة " وثيماتها، نأت بعيداً عن صيغ المواضيع المألوفةالسابقة، واتسمت بمزاج ونفس جديدين قوامهما النزعة التجريدية للأشكال، وإلغاء مفهومالمنظور والتحجيم، والابتعاد كلياً عن التشخيص، والولع في رسم العناصر البنائيةالمحورة والواقعية المشوبة بالإسقاطات الهندسية، فضلاً عن محاولة إدخال عنصر "الكتابة " كموضوع أساسي، جنباً إلى جنب مواضيع الرسوم والنقشات الأخرى. ولقد نتج عنتلك المشغولات الفسيفسائية في " قبة الصخرة " مزيجاً من الناتج الفني انطوى علىأمرين أساسيين هما تنوع ذلك الناتج، حيث قلما نجد صيغة ما، تكرر في تلك المساحاتالتزيينية، وفي وحدته، حيث أن جميع العناصر الزخرفية تتداخل لكي " تشكل وحدة فنيةمنسجمة في تكوينها وموحدة في أسلوبها ". ويشير كثير من الدارسين، بأن الأعمال الفسيفسائية " لقبة الصخرة " تشبه إلى حد كبير الأعمال الفسيفسائية التي نفذت فيالمسجد الأموي الكبير بدمشق، من حيث التقنية، والسعة، والمواضيع؛ الأمر الذي حدابالكثير منهم للاعتقاد بأن الأعمال التزيينية " لقبة الصخرة " بالقدس والمسجدالأموي بدمشق، قد تمتا في وقت واحد، وربما في عهد الوليد الأول مع أن الذي أمرببناء " قبة الصخرة "، كما هو معروف، هو والده: عبد الملك بن مروان 
 ولم تقتصرالأعمال التزيينية والانهائية لمبنى قبة الصخرة، على الأعمال الفسيفسائية لوحدهاوانما كان للإكساءات الرخامية دوراً مهماً في هذه الناحية. إذ تم استعمال الرخامللأعمدة بألوانه العديدة وأصنافه المختلفة، كما كسيت الأقسام السفلى للجدرانوالعضائد بألواح رخامية من النوع المعرق الذي أطلق عليه القدماء المشجر أو المجزع،واستخدم الرخام ايضاً، في أماكن العقود بالقناطر ذات الألوان المتناوبة، " وهذهالكسوة الرخامية الداخلية، ما تزال تحافظ على أصالتها منذ العهد الأموي، إلا فياجزاء صغيرة جددت في العهدين المملوكي والعثماني.
 
 
 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1815