كلمات في ذكرى المرحوم الشيخ جبر معدي

تاريخ النشر 20/11/2010 1:33

بقلم د. بطرس دلة - كفر ياسيف

شاهدوني في رحيق السنابل ومذاق القهوة السّادة

 على منعطف الطرق بين الماضي والحاضر والمستقبل ينعطف القلب فنذكر شيخنا الجليل المرحوم الشيخ جبر داهش معدي الذي كان بالأمس القريب حاضرا فصار ماضيا.
بالأمس كان كالسنديانة تجذّرت في ضمير هذه الأمة فصار أكبر من الكلمات وعزّ لذلك فيه الرثاء. لم يكن المرحوم رجلا عاديا فقد كان فوق العادي بكثير, لقد كان ظاهرة نادرة في بني معروف حين جمع في شخصه الكريم صفات البطولة والقيادة وحكمة الشيوخ والأبوة الحقيقية وصلابة الفولاذ وإرادة لا تعرف التراخي أو التنازل.
وإذا كان لتصاريف القدر طعم العلقم أحيانا فإن المرحوم أبا داهش يشذّ عن هذه القاعدة لأنه سيظل خالدا في قلوب جميع معارفه ومحبيه من أبناء هذا الشعب الطيب ومن أبناء قريته يركا التي نعزّها ونحترم أهاليها ومن أبناء الطائفة المعروفية التي نما وترعرع على مبادئها الداعية للخير والمحبة للجميع. هناك أناس يموتون في حياتهم ويقتلهم النسيان، وهناك أناس يعيشون في حياتهم وفي مماتهم.
وفقيدنا الكبير ما زال حيا في حياته لأن ما خلفه من مواقف وذكريات في فترة هامّة من تاريخ شعبنا جعله رمزا من رموز هذا الشعب. إن البكاء على الفقيد معناه هزيمة الحياة ذات الطموحات التي لا حدود لها أما أمام جبروت ملاك الموت! وفي صراع الإنسان من أجل الحياة يستطيع الإنسان أن بخلّد اسمه بأعماله رغم أنف ملاك الموت! قال أحد العظماء (لا أذكر اسمه) عندما دنت منيته :" أخشى أن اكون قد أخذت من الحياة أكثر مما أعطيتها".
وابو داهش لم يخشَ لأنه أعطى أكثر بكثير مما اخذ. أخيرا اقول : بما أن للجدول جفافه وللزيتون مواسمه وللمحارب استراحة فهكذا كان رحيلك أيها الشيخ الراحل إلى أحضان الأبدية. فقد دعاك الرفيق الأعلى فلبّيتَ الدعاء ونحن نأسف كثيرا على رحيلك ومع أننا نؤمن أن الموت حق علينا جميعا وأنه لا مردّ لمشيئة الله في خلقه فإننا نؤمن أيضا أن جميع الأشياء الجميلة لها نهاية.
فإلى جنات الخلد أيها الراحل الكريم . عزاؤنا بمن أنجبت وما أنجزت أقول على لسان الراحل الكريم" أنا يا أحبائي لا أجيد لغة السفر لقد احترفت الموت قليلا فمعذرة لأنني ذاهب لأيام أستيقظ غدا مع الشمس وأسراب الحساسين دعوني أنمْ في عيونكم جميعا لأنني الدمعة إذا عزّ الفراق خذوا روحي زهرة لأيلول وشاهدوني في رحيق السنابل ومذاق القهوة السادة فوق قلبي المشتعل أعزيكم جميعا وأرجو لكم من بعده طول البقاء ..
 يرحمك الله أيها الراحل إلى أحضان الأبدية وألهمنا جميعا الصبر والسلوان.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.كمالرحم الله هذا الكبير = مقال مؤثر جدا ولغه راقيه = فعلا الشيخ جبر ظاهره نادره لا تتكرر ربما كل الف عام رحمك الله والى احضان الابديه يا اكبر زعيم20/11/2010 15:41
2.الشيخ جبر صدق من قال بأنه كان رجلا ولكن ليس ككل الرجال !!!شجاع جسور ,كريم معطاء ,نابغ الذكاء ,حديدي العزيمه ,اصولي العادات وشيخ المشايخ .هكدا عرفت هذا الانسان النادر وأعجبت به ومتلي الالاف من المعجبين .اذا قال فعل !!وادا وعد أنجز ,اذا صادق أخلص ,ادا سعى وصل ,ادا بحلق أخاف واهاب وادا ضرب اوجع .كتير المعارف والاصدقاء ,ذاع صيته في كل مكان وعرف بطيب النفس والخاطر ,لم يخش موتا ولم يحسب حسابا للمخاطر ,فتح مصراعيه لكل زائر وخاطر .شارك الناس في افراحهم وهمومهم ولم أسمع عنه انه رد سائلا طلب منه حاجة أو غرضا .اوجز الكلام وعلا المقام وسعى دائما في السلام .وصل الى أعلى المراتب مع أنه لم يطق المكاتب .قرب اليه الناس وأبعد عنه الانجاس .طور الزراعه وضمن للفلاح الراحه .صان يركا واستقبل اهل الفرقى .أنجب أشبالا صنعوا أهوالا .عاش ومات ولكنه لم يمت لان امثاله لايموتون .رحم الله شيخنا وأطال بأعمار من أحبه !! فارس الخوري توما .كفرياسيف 20/11/2010 16:23
3.للشيخ جبر ==ادخلوا أحياناً يعجز القلم واللسان في مدح شخص ما , وكيف إذا كان الشخص قائد ,زعيم , مرجع للطائفة , علم من أعلام المعرفة والحق والتسامح والكرم .... جبل شامخ في أعالي الجبال , صامد مثل الأهرام وشجرة السنديان لا يستطيع أحد أن يحركه ويهزه عن عرشه الصامد ... فكل ما أقوله لقد عجز قلمي ولساني في التعبير والمدح والثناء أمام قائد هز بيده الدنيا وجعل الحرية للشعب بيده الثانية لا أستطيع أن أقول إلا إلى جنات الخلد يا أبا داهش يا أسد الطائفة ويا حامي الوطن 20/11/2010 19:58
4.كمالإن وجود الشيخ جبر معدي أبو داهش ليتسلم كرسي زعامة الطائفة أكثر من سبعة عقود في هذا الزمن الذي نشأت فيه الدولة العبرية ومتلازما مع وجود فضيلة المرحوم سيدنا الشيخ أبي يوسف أمين طريف طيب الله ثراه هو حكمة ربانية حيث قادا الطائفة في أحلك الأوقات. تلك الأوقات التي احتاجت إلى الحكمة والقوة معا من اجل البقاء والحفاظ على كيان عشيرتنا التي لولا حكمة شيوخها وهيبة زعامتها وحماس شبابها مع قلة عددها لذابت واندثرت ولكن لله سر خفي في بقائها لأنها طائفة المعروف ونصرة الملهوف وبيت الكرم لكل الضيوف، إن الدور الذي لعبه الشيخ الفقيد في رفع كرامة الطائفة عاليا اثبت أن الطائفة الدرزية طائفة حرب وطائفة سلم ,وأنها لا تهزم ولا تحني هامتها لأحد غير الله مالك جميع الرقاب مهما عظم سلطانه وزاد عنفوانه . 20/11/2010 20:15
5.حينما تهتز الجبالهذا الرجل الذي تنبأ له المغفور له عطوفة سلطان باشا الاطرش بدور يادي وقيادي مستقبلا حين زاره مع وفد من اقاربه في عرينه في الجبل زمن الانتداب ..فكان تنبؤ الباشا في محله .. اذ استطاع المرحوم ان يفرض وجوده على الحلبة المحلية والقطرية سياسيا واجتماعيا حتى قبل قيام الدولة ..حتى بات رمزا يشار له بالبنان في كل مكان ..فانظم الى حزب مباي واستطاع دخول البرلمان ليشغل هذا المنصب لاكثر من ثلاثين عاما ..فكان حضوره بارزا بفضل شخصيته وعبقريته السياسية وثانيا من خلال لباسه العربي التقليدي بالكوفية والعقال والعباءة الذي لم يتنازل عنه الا بعد ان انضم الى صفوف رجال الدين واعتمر العمامة .. 21/11/2010 21:03
6.حينما نهنز الجبال:" أخشى أن اكون قد أخذت من الحياة أكثر مما أعطيتها". وابو داهش لم يخشَ لأنه أعطى أكثر بكثير مما اخذ. 21/11/2010 21:11
7.الشيخ الكبيروفقيدنا الكبير ما زال حيا في حياته لأن ما خلفه من مواقف وذكريات في فترة هامّة من تاريخ شعبنا جعله رمزا من رموز هذا الشعب.23/11/2010 18:27
8.כל המנהיגים מתקרבים אליך שיך גבר וישר מצט–إن اعتقال عطوفة الزعيم سلطان، هو مس بشرفه، وهذا العمل يمس بكل درزي أينما كان، بسبب الحب والتقدير الذي يكنه الدروز لهذا الشخص العظيم. حقا نحن دروز إسرائيليون، لكن تربطنا علاقات وثيقة دينية وتقليدية مع الدروز في سوريا، وخاصة مع الزعيم الكبير، الذي يعتبر في نظرنا عنوانا مبجلا لكل الدروز في الشرق. 24/11/2010 17:15
9.قال ابي داهش قبل رحيلهقال الراحل الكريم" أنا يا أحبائي لا أجيد لغة السفر لقد احترفت الموت قليلا فمعذرة لأنني ذاهب لأيام أستيقظ غدا مع الشمس وأسراب الحساسين دعوني أنمْ في عيونكم جميعا لأنني الدمعة إذا عزّ الفراق خذوا روحي زهرة لأيلول وشاهدوني في رحيق السنابل ومذاق القهوة السادة فوق قلبي المشتعل" 24/11/2010 20:33
10.جبر معدي وقف على مدى ستين سنة، في مقدمة زعماء هذه البلاد، يعلم الناس الكرامة، والرجولة، والشهامة، والسخاء، والقيادة، والقرار الحاسم، وا�جبر معدي وقف على مدى ستين سنة، في مقدمة زعماء هذه البلاد، يعلم الناس الكرامة، والرجولة، والشهامة، والسخاء، والقيادة، والقرار الحاسم، والإصرار الثابت، والسير المنطلق قدما، والإهتمام، ومد يد المساعدة، والرفق والحنو، والإصغاء لمن كان بحاجة لذلك. مئات وآلاف المواطنين الدروز، يذكرون الشيخ جبر بالخير، ويتحدثون عما فعله من أجلهم. وكذلك آلاف المواطنين العرب مدينون له ببقائهم في بيوتهم وأراضيهم وقراهم، معززين مكرمين في بلادهم، ويشكرونه لأنهم لم يتحولوا إلى لاجئين. ومئات المواطنين اليهود في هذه البلاد، التجأوا للشيخ جبر، ليساعدهم عند حكومتهم، ويحل لهم القضايا والمشاكل. كان الشيخ جبر، ابن الجليل وزعيم كل البلاد، كان ابن الطائفة الدرزية، وقائد كل الطوائف، وكان مواطن قرية يركا، ومواطن شرف في كل المدن والقرى في البلاد. كان بيته العامر، وديوانه المفتوح، يعج بالزائرين والضيوف من أقصى البلاد إلى أقصاها، ومن جميع أطراف الدنيا، ومن لبنان، ومصر، والأردن، والضفة الغربية، حينما كانت الحدود مفتوحة. 25/11/2010 21:49
11.شعر لاماني ابوسعدهرحل الشيخ جبر معدي يلي شجاعته وقت الجد نار وما بتهدي رحلت عنا يا زعيم كان اسمك وببقى عظيم يا رمز بني معروف يلي كرمالك انحت السيوف قالوا راح الكبير جبر والله يقدرنا على الصبر وان سالوا عن التاريخ العريق قالوا الشيخ جبر وقف جنبنا بالضيق والدمعة واقفة ع جفن العين خايفة قالت راح يا حصرة زعيم الطائفة وسالت الدموع على الخد وسألت عن البطولات وقت الجد رحل الشيخ جبر معدي يلي شجاعته وقت الجد نار وما بتهدي كانت الكرامه كأنها جبل البركان كان عظيم والو قيمة وشان ان لله وان اليه راجعون وكلنا على الدرب سائرون 25/11/2010 22:28
12.رحمك الله يا اسد الدروزجبر معدي كان طوال حياته منتصبا كجبل الشيخ، شامخا كالجرمق، حاضنا كالكرمل، وواسع القلب والصدر كالجليل. جبر معدي، كان يسمع القصة أولا، يرحب ويطمئن صاحبها، يحلها وأحيانا لا يعرف من هو صاحب المشكلة. ولد الشيخ جبر ونشأ في هذه الديار المقدسة، في أصعب فترة من تاريخها.أبصر النور بعد أن هدأت عواصف الحرب العالمية الأولى بسنوات فقط، وبعد أن زال من الوجود الحكم العثماني الغاشم المتخلف، الذي أرهق هذه البلاد خلال أربعة قرون، فانتقلت البلاد إلى صراع دموي لا ينتهي بين العرب واليهود، وكانت في نفس الوقت هدفا لأطماع الدول الأوروبية الإستعمارية.وفي هذه الأوضاع، نشأ جبر معدي في عائلة كبيرة، وطائفة صغيرة، وقرية نائية، وواقع متخلف حساس، ومجتمع قروي بسيط، لكنه ذو قيم ومبادئ وعادات قيمة ونفيسة.نشأ في بيت وجاهة وزعامة، وفي عائلة لها كيانها وموقعها منذ مئات السنين، لكنه بدل أن يحقق طفولته في ألعاب الأولاد، ووسائل الأطفال، كان عليه أن يقوم قبل الفجر، ليذهب للحقل، وأن يحمل السلاح ويستعمله وهو ولد، وأن يظل دائما تحت أهبة الإستعداد، للدفاع عن البيت والقرية من غزو الجيران، ومن تعدي اللصوص، ومن مضايقات قطاع الطرق والإنتهازيين. 26/11/2010 23:03
13.مقال مؤثر جدا لشخص عظيم وكاتب رائعمقال مؤثر لشخص عظيم وكاتب رائع30/11/2010 22:50

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1808