ندوة أدبيَّة حول كتابين لوهيب نديم وهبة وكمال ابراهيم

تاريخ النشر 28/4/2009 9:06

 

"علبة من ذهب" و "آخر النفق"
 
تقرير: فهيم أبو ركن
 
احتفى منتدى الحوار الثقافي والبادية بصدور كتابين الأول كتاب الشاعر وهيب وهبة "علبة من ذهب" والثاني كتاب الشاعر كمال إبراهيم "آخر النفق".
افتتح الأمسية الشاعر رشدي الماضي حيث رحب بالضيوف، ثم قدم التعازي للزميل الشاعر ناظم حسون بوفاة والده، وألقى مداخلة قصيرة عن كتاب "علبة من ذهب" جاء فيها: " يظل التلاقح التوالجي بين الخيال والإبداع، أبا الينابيع الخصبة التي ينهل منها "عمال مصنع الكلمة" من أجل أن تواصل بنات أفكارهم الحمل فالولادة. هذا ما تجسده قصة أديبنا وشاعرنا وهيب نديم وهبة "علبة من ذهب" فمن نظرتك الأولى التي تلقي بها على ثريّاها بمفتاح تأويلي، تنهض في خزانة ذاكرتك نوستالجيا تعيدك إلى ما يعرف بأدب الخيال العلمي، بكل أجوائه وفضاءاته الشائقة.
ثم قدم الدكتور الشاعر فهد أبو خضرة الوجبة الأولى من التحليل الرائع لهذه القصة، نقتبس منها: "لم يحدد المؤلف النوع الأدبي الذي ينتمي إليه هذا الكتاب، بل ترك هذه المهمة للمتلقي. عملية التحديد العامة ليست صعبة، فالكتاب ينتمي إلى النوع الأدبي الذي يُسمى – الحكاية - ، أما عملية التحديد الدقيق فليست سهلة، هنا يمكن القول إن هذا الكتاب يضم حكاية إطار (أو حكاية خارجية) تحوي في داخلها سبع حكايات داخلية".
ثم استعرض الدكتور أبو خضرة الحكايات الداخلية ملقيا الضوء على الكتاب من خلالها.
بعده قدمت الشاعرة أمال عواد رضوان مداخلة عن الكتاب نقتبس ما قالته عن المضمون: "القصة تبتعد عن خلق عوالم وردية تُبعد الفتى عن واقعه، بل تعالج موضوعا ذا بعد اجتماعي ونفسي، وتعمد إلى غرس قيما خالدة كالتسامح والمحبة والصدق والتعاون والتآلف، وتستنبت في كيان اليافع انتماءه للهوية الإنسانية الشاملة، فالقصة عمادها الحب والموسيقي والحرية وجمال الطبيعة والمصالحة السلمية بين الإنسان والمخلوقات، وتعزيز هذه القيم الحميدة في نفوس القراء".
ثم تحدث الأديب فهيم أبو ركن عن كتاب وهيب فقال: "إنها قصة بسيطة، وكل القصص العظيمة تعتمد على البساطة وعدم التعقيد. هذه القصة توظف البساطة إلى جانب رمزية شفافة، لتقول الأشياء العميقة التي ترتبط بواقع حياتنا، وبمصيرنا كمجتمع وشعب وبني البشر.
فمثلا في الصفحة الرابعة يقول الكاتب: "الأميرة تود أن تخرج من سجن الحكايات وسجن العلبة، حتى لو كانت من الذهب الخالص، وأن يتركها الساحر أن تعيش حرة وأن تعود كما كانت".
يمكن أن نقرأ هذه الفقرة بنمطها السردي والواقعي، ويمكن أن نقرأها كرمز فالأميرة التي تريد التخلص من سجن الحكايات، هي الأمة العربية التي تريد أن تتخلص من التعلق بأمجاد التاريخ وسجن بعض التقاليد الرجعية!
إذن الجميل في هذا الكتاب أنه مبني على ثنائية الظاهر والباطن، إذ يمكن أن يفسر كما هو للأطفال، ويمكن تفسيره باطنيا ليشير إلى قضايا تهم الكبار ومن عالمهم، وبأفكارهم، قضايا تهم الإنسانية جمعاء".
وبهذه الكلمة انتهى القسم الأول من الندوة، وقد أتحفت الفنانة نهاي داموني الجمهور بوصلة أسمهانية بمرافقة العازف نظمي دروبي، بعدها ابتدأ القسم الثاني الذي خصص لكتاب الشاعر كمال إبراهيم "آخر النفق" فقدم عريف الأمسية الشاعر رشدي الماضي كلمة عن الكتاب، جاء فيها: "لأن العمل الأدبي لا يكتمل إلا بقراءته، لالتقاط مداميك بنيانه، لذلك دخلت إلى شعابها لأسبر أعماقها، كلمات صادقة فاضت بها تجربتك الحية، لتبدد مرارة الكآبة وتضاعف لذة الرجاء.. وتشحن فسح الأمل بطاقة الاندماج المتواصل في آخر النفق".
ثم تحدث الدكتور بطرس دلة عن الكتاب فقال: "يهدي الشاعر مجموعته إلى الذين تربوا على نبذ العنف، وينشدون السلام، ويهيمون حبا بالوطن، ليس الوطن العربي وحسب، بل سائر أرجاء المعمورة. لذلك فإن لديه رؤية عالمية واسعة أكثر بكثير من ضيق الأفق القومي للقومية الواحدة".
ثم حلل الدكتور دلة عدة قصائد من قصائد الديوان متطرقا إلى موضوع عشق الشاعر للأرض والوطن، والكلاسيكية التي ابتعد عنها الشاعر، وعن أسلوب الوعظ والإرشاد في قصائد الشاعر.
ثم تحدث الصحفي والإعلامي الأستاذ نايف خوري الذي نوه إلا أنه حاول أن يكون موضوعيا بسبب علاقته القديمة مع الشاعر منذ أيام الدراسة. لكنه ألقى الضوء على بعض النقاط في شعر كمال إبراهيم.
ثم قدم الطفل تيمور يوسف حسون بعض أغنيات الكتاب إلقاء حاز على إعجاب الحضور، وذكر أنه قرأ الكتاب ضمن الفعاليات المدرسية، وأعد فلما قصيرا عنه.
بعد ذلك فتح باب الملاحظات والنقاش الذي شارك فيه نخبة من شعرائنا منهم: الشاعرة سعاد قرمان، الكاتب هادي زاهر، الشاعر ناظم حسون، الشاعرة هيام قبلان، والعاملة الاجتماعية ازابيل شماس، الكاتب مرشد خلايلة، الكاتبة ناديا صالح، الفنان والكاتب عفيف شليوط، الشاعرة زيدة عطشة، واختتم الفقرة الثانية قبل الأخيرة الشاعر والكاتب حنا أبو حنا الذي نوه لنقطة هامة وهي قلة أدب الأحداث في الأدب العربي عامة ولدينا خاصة. ونوه إلى أهمية فعاليات المنتدى والبادية لأن الأدب المحلي يفتقر إلى النقد، وهذه الأمسيات النقدية وإن تخللتها أحيانا بعض المجاملات إلا أنها هامة جدا، فالأديب يريد أن يسمع صدى لعمله.
أما في الفقرة الأخيرة فقد شكر الشاعر وهيب نديم وهية الحضور وكل من تحدث في الندوة، ثم شرح بعض النقاط التي علق عليها الجمهور، وكان مسك الختام أن ألقى من شعره. تلاه الشاعر كمال إبراهيم الذي شكر بدوره الحضور والكتاب والنقاد، ورد على بعض التساؤلات، ثم ألقى بعض القصائد من ديوانه المحتفى به "آخر النفق".
 
 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1787