إذا شربت من ماء النيل لا بد وأن ترجع - بقلم ناظم حسون

تاريخ النشر 2/3/2010 20:56

رحلة على بساط الأدب

ضمن زيارتنا التقليدية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام ومن خلال دورته الثانية والأربعون ألتي افتتحت في 2010128 بحضور الرئيس المصري حسني مبارك وبمشاركة 800 دار نشر من 30 دولة 16 عربية و14 أجنبية واستمرت حتى 2010213 شارك عدد من الكتاب والشعراء من عرب الداخل في هذه التظاهرة الثقافية وكان لي شرف المشاركة في مؤتمر أدبي حول ألنص الجديد (ما بعد قصيدة النثر) بمشاركة كوكبة شعراء وأدباء من العالم العربي .

هذا وعلى مدى عشر سنوات لزيارتي لهذا المعرض تزداد متعتي وفرحتي كل مرة أكثر وأكثر ، وعاماً بعد عام يستمر المعرض وتستمر زياراتي له لتصبح عادة ثقافية وملتقى أدبي مع كبار الأدباء والشعراء .

وفي حديث مع د. محمد صابر عرب ألذي يرأس الدورة لهذا العام صرح  أن عدد زوار المعرض تجاوز 1.8 مليون زائر وكان هذا عرساً حقيقياً للثقافة والأدب والشعر لم يسبق له مثيل.

وتحت رعاية الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة أقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د.محمد صابر عرب احتفالية بمناسبة الذكرى الثامنة والتسعين لميلاد "نجيب محفوظ" عميد الرواية العربية ، لمناقشة أعماله الأدبية والفنية ،وذلك تحت إشراف حلمى النمنم نائب رئيس الهيئة ويوسف القعيد رئيس تحرير سلسلة نجيب محفوظ التي تصدرها هيئة الكتاب .

هذا وكانت روسيا الاتحادية ضيف شرف المعرض لهذا العام شاركت من خلال جناحيين موسعين بأحدث الإصدارات الروسية وأقامت ندوات حول الأدب الروسي المعاصر وأمسيات للشعر الروسي وكانت ندوة للكاتب الروسي الكبير سيرجي لوكانينكو .

ومن الجدير بالذكر أن الصين ستكون ضيف الشرف للمعرض القادم .

وفي مدينة الألف مئذنة قاهرة المعز، وكانت لنا عدة زيارات في المعالم التاريخية والثقافية كمتحف طه حسين الذي ما زال قيد الترميم ومتحف سيدة الغناء العربي كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وفي وسط الزحام بخان الخليلي وبالقرب من مسجد الحسين ألفينا أنفسنا نبحث عن مقاعد في مقهى الفيشاوي التاريخي لنحتسي كأس شاي ، انه مليء بالزوار والسياح العرب والأجانب فقد كان ولم يزل ملتقى كبار الفنانين والأدباء ورجال السياسة فعلى جدران المقهى تجد المرايا ذات الأطر المدججة بالزخارف والتي زينت في عصور شتى القصور الملكية في مصر قبل انتقالها إلى المقهى،انها مستوحاة من عبق التاريخ الذي يحكي سيرة ما يزيد عن 240 عاماً، فقد تأسس هذا المقهى عام 1771 وكان نابليون بونابرت في نهاية عصر المماليك من أوائل زوار هذا المقهى ، كما تزين جدرانه صور  للملك فاروق وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم واحمد رامي وفريد الأطرش وسامية جمال وشادية وكذلك عميد الأسرة الأدبية المرحوم نجيب محفوظ الذي كان يلتقي هناك بشخوص رواياته وأهمها ثلاثيته، وغيرهم من الشخصيات المرموقة.

رافقني في جولاتي الأديب والروائي المصري د.إبراهيم سعد الدين والذي طبعت روايته الأخيرة  " ماء الحياة " خلال المعرض، انه رمز جميل للمصري النابه الراقي والمثقف الوطني النادر في مجتمع الغوغائيات والسطحية ، استمتعت برفقته والحديث معه خاصة عن المشهد الأدبي الراهن في العالم العربي وعن الواقع المرير ألذي تعيشه الثقافة العربية وعدم الشفافية في مجتمعاتنا وابتعاد أطفالنا عن الكتاب كما أكدت إحصائية منظمة التربية والثقافة والعلوم «يونيسكو» ان متوسط قراءة الطفل في العالم العربي لا يتجاوز ست دقائق في السنة وان مجموع ما تستهلكه كل الدول العربية مجتمعة من ورق ومستلزمات الطباعة في السنة أقل من استهلاك دار نشر فرنسية واحدة فصدق المثل الألماني القائل: ألإنسان القارئ لا يُهزم !

وفي مدينة يستوطنها أكثر من 20 مليون نسمة وفي وسط الزحام، شاءت الأقدار أن نتواجد ونشارك الشعب المصري بفرحة واحتفال النصر على غانا وفوزه بكأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي فمبارك لمصر.

وهكذا على مدار 8 أيام من الزخم الفكري ، ندوات أدبية وأمسيات شعرية ولقاءات ثقافية نغلق حقائبنا على ما اقتنينا من كتب ثمينة ونودع المعرض والنيل والأهرام على أمل العودة في العام القادم .

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1729