فلس أطفال غزة الى هاييتي - بقلم زياد شليوط

تاريخ النشر 21/1/2010 22:53

رأيتهم يجودون بحفنة من الشواقل، وهي من آخر ما يملكونه من توفيرهم لحاجاتهم المنزلية الأساسية.. إنهم أطفال وأهل غزة المحاصرة والمنكوبة، يجمعون النقود لتقديمها لهاييتي المنكوبة. ربما من يقرأ هذا الكلام لا يصدق.. وربما ما كنت لأصدق أيضا، لو لم أشاهد بعيني ذلك المشهد.

ولم لا نصدق.. من مثل أهل غزة يمكن له أن يشعر بما يشعر به أهل هاييتي؟ من مثل من مر بنكبة ومأساة وكارثة عظيمة، يمكن أن يشعر مع من مر بنكبة ومأساة وكارثة مشابهة؟ مع الفارق الوحيد أن مسبب مأساة أهل غزة هو من البشر، بينما مسبب مأساة أهل هاييتي هي الطبيعة.

إنه "فلس الأرملة" كما جاء في الانجيل المقدس، هو ما قدمه أهل غزة لأشقائهم في هاييتي، فالأرملة التي تبرعت بفلس من حاجتها كان أفضل من أموال العشارين والأغنياء الذين تبرعوا بالزائد لديهم. وهكذا فان تبرع أهل غزة يفوق قيمة ومعنى ما تبرعت به الولايات المتحدة، التي يتصرف جنودها كمحتلين وليس منقذين كما وصفهم أحد وزراء الحكومة الفرنسية.

وعندنا تنطلق في مطلع الأسبوع القادم حملة محلية، من مقر جمعية الجليل في شفاعمرو تحت عنوان "من أطفال فلسطين الى أطفال هاييتي"، كما ورد في بيان صادر عن الجمعية، ذكرتنا بالحملة التي بادرت لها جمعية الجليل قبل سنوات عند الهزة الأرضية في تركيا. وهذه الحملة ضرورية مع أنها جاءت متأخرة قليلا، ويجدر بجماهيرنا أن تشارك بها بشكل فعلي ولو بفلس "الأرملة".

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1808