وقعت ليلة امس حادثة اعتداء على عمال فلسطينيين يعملون في قرية بقعاثا مما أدى الى إصابة تسعة اشخاص منهم احتاج خمسة منهم الى العلاج في المستشفى والباقي تمت معالجتهم في عيادات محلية.

وفي تفاصيل القضية حسب ما ورد اتضح ان قرابة 20 شاب من قرية بقعاثا وصفهم أهالي القرية بعد الحادث بانهم "شلة زعران" قاموا بالتربص لعمال فلسطينيين يعملون في قطاعات مختلفة في القرية والأراضي الزراعية ويبيتون في أراضيها ، اعتدوا على العمال بالضرب واستخدام وسائل مختلفة مما أدى الى إصابة تسعة إصابات متفاوتة تم اسعافهم على يد الأهالي ونقلهم الى المستشفيات وتلقي العلاج.

هناك ادعاءات مختلفة حول الحادثة ولكن هناك اجماع على امرين أولها ان من قام بهذا العمل هم شلة من الزعران والثاني استنكار عارم وشامل للحادث في قرية بقعاثا وسائر ارجاء الطائفة الدرزية في كل مكان.

القول السائد بعد هذه الجريمة الاجتماعية هو " ان مثل هذه الأفعال ليست من شيم ، عادات وتقاليد طائفتنا المعروفية ولا ديننا الحنيف ، نحن تربينا على الادب والأخلاق ، الإنسانية ، إغاثة المحتاج والملهوف واكرام الضيف ، هؤلاء العمال الذين يعانون من ضنك العيش تركوا بيوتهم وعائلاتهم واولادهم واتوا للعمل بحثا عن مصدر الرزق والعيش بكرامة في ابسط حالات هذا العيش وليس من شيمنا ان يقوم "شلة من الزعران" بالاعتداء عليهم.

مساء امس وفي اعقاب هذه الحادثة عقد اجتماع طارئي حضره الشيخ ابو سليمان فارس شمس والعديد من رجال الدين والأهالي واصدروا بيانا استنكروا فيه هذه الاعمال واتخذوا قرارا صارما بملاحقة الفاعلين ، معرفتهم وتقديمهم الى العدالة ، كما وتقرر انه وبعد انتهاء الاغلاق سيقوم وفد من المشايخ والأهالي بزيارة العمال في بيوتهم والاعتذار منهم تعبيرا عن استنكارهم لهذه الفعلة.

كما واصدر المجلس المحلي في بقعاثا استنكارا ونبذا لهذه العملية وقال رئيس المجلس انه قام بزيارة المصابين شخصيا في المستشفى لحين خروجهم جميعا كما قام بالاتصال مع أهالي العمال ومطمئنتهم ، والاتصال مع نضال ابو الرب رئيس مجلس جلبون ، كمال ابو الرب نائب محافظ جنين واطلعهم على حيثيات الحادث ونبذه من قبل كافة الأهالي وان الموضوع قيد معالجة الجهات المختصة دون هوادة

وجاء في بيان عباس أبو عواد رئيس المجلس المحلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}

"ألفتنه نائمة لعن الله من أيقظها"

المجلس المحلي بقعاثا نيابة عن أهالي القرية يستنكر الاعتداء الهمجي الجبان الذي أطال العمال الفلسطينيين في القريه، هذا العمل هو اعتداء على بلدنا جميعاً وأهلها كافة والغريب عن أخلاق بلدنا وأهلنا ومجتمعنا.

إن هذا التهجم والذي نأبى أن نذكره هنا، مرفوض ومستنكر ولا يمكن القبول به ولا بأي حال من الأحوال، ويعتبر في البداية مساً بكرامة كل شخص من سكان القرية.

المجلس المحلي وعموم أهالي القرية يرون بهذا الاعتداء المؤسف كحادثة لا يستهان بها ونرى بهذا الاعتداء، تجاوزاً لكل الأعراف والتقاليد، وتهديداً يقض مضاجع جميع سكان القرية، ويمهد لنشر ثقافة التهديد والوعيد، ويساهم في نشر الفوضى داخل مجتمعاتنا وقرانا، وإرساء واقع جديد بعيد كل البعد عن روح تعاليم ديننا التوحيدي.

نحن كمجلس محلي سنأخذ دورا كبيرا في العمل على اجتثاث ظواهر العنف بأشكالها ، واقتلاعها من بلدنا الحبيب، من منطلق إرادتنا بأن نضمن لأنفسنا وأهلنا وأولادنا جوّا آمنًا وأيضا نطالب جميع السكان بان يكونوا شركاء لنا ولنبادر إلى تهدئة الخواطر وإعادة روح الانسجام في أروقة بلدتنا الحبيبه كما كانت عليه سابقاً.

نعيد ونستنكر هذا الحادث المُستهجن ونكرر بأن لن نسمح لخفافيش الظلام بالعبث بأمننا وأماننا، وإعطائهم المجال لتهديد وقض مضاجع أطفالنا وأولادنا ومن لجئ لكسب لقمة العيش في قرأنا.

وأخيرًا، نتمنى السلامة والشفاء العاجل للمصابين .

نعم نستنكر وننبذ بشدة ومهما كانت الأسباب والظروف لا تستحق مثل هذه الفعلة النكراء من أبنائنا ، صحيح هناك قصص وروايات عن الحيثيات والأسباب فمنهم من يقول بسبب معاكستهم للفتيان والمس بالشرف ، واخرون يقولون ان هذه مؤامرة وتحريض من جهات منها السلطة المعنية بخلق الفتنة ومنها من يقول انها نتيجة احتلال أماكن العمل على حساب شباب القرية ولكن وليكن السبب مهمة يكون لا يوجد له مبرر لهذا التصرف.

نعود ونقول " ليس من شيمنا ، عاداتنا وتقاليدنا وليس من ديننا فواجبنا إغاثة الملهوف والعطف على الفقير واحترام الضيف ويجب ان لا ننسى ذلك"