نظرة في سر وجود إسرائيل ومجيء المسيح المنتظر!!!

تاريخ النشر 4/1/2010 23:17

‍‍‍‍‍بقلم منير فرّو 

إن سرّ وجود دولة إسرائيل مرتبط بعلامات الآخرة، ومتعلقة بعودة المسيح -ع -الموعود بقدومه جميع الأمم، والمسمى عندهم بأسماء كثيرة ، فعند الزرادشتيين الشاه بهرام، وعند البوذيين بوذا الخامس ، وعند اليهود رب الجنود، وعند المسيحيين الأب السماوي والمخلص والمنقذ،  وعند المسلمين السنة عيسى ابن مريم –ع- الذي بظهوره يقتل المسيخ الأعور الدجال مدّعي الإمامة والإلوهية ويكسر الصليب ( لا يعود هناك آلام ) ويقتل الخنزير ويضع الجزية وعند الشيعة الاثناعشرية الجعفرية المهدي المنتظر والقائم وصاحب الزمان. 

 قال تعالى في القران :"وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا "، فوجود إسرائيل وفقا وتوافقا لما جاء في جميع الديانات التوراة والإنجيل والقرآن هي أمر رباني لا يتزحزح، ولأن أرض إسرائيل سميت بأرض الميعاد، ويوم الميعاد هو يوم الآخرة، وهو من العودة يعني عودة بني إسرائيل إلى أرض إسرائيل، وهي أرض كنعان ، أرض سيدنا يعقوب أبو الأسباط الاثناعشر، والذي هو اسمه إسرائيل  بن إسحاق بن إبراهيم أبو الأنبياء، 

  فعودة اليهود في آخر الزمان إلى أرض آبائهم هي حتمية لا بد من حدوثها، وارتبط حدوثها بمجيء المسيح المنتظر لدى الشعوب مهما طال شتاتهم في أنحاء المعمورة ، فاليهود بموجب التوراة يعتقدون بالعقيدة الألفية، ومعناه على كل رأس كل ألف "لا بد أن يشهد العالم أحداثا كبرى ، وستظل تتابع حتى يجيء الألف الأخير الذي يأتي بصحبته "الملك الألفي " الذي يحكم العالم كله بعد فترة من الاضطرابات والحروب والفتن ، لأن المسيح حسب اعتقاد اليهود يأتي فبل يوم السبت أي قبل يوم السابع الذي هو الألف السابعة والمسيح اليهودي هذا ستكون مهمته العالمية خلاص الشعب (اليهودي ) وحكم العالم بشريعة صهيون ، ويكون هذا المسيح من نسل داوود، ويكون خروجه قبل قيام الساعة، أي قبل الأيام الأخيرة للعالم ، وعند خروجه سيحارب أعداء إسرائيل، ويتخذ القدس عاصمة لمملكته، ويعيد بناء الهيكل على الصيغة اليهودية، ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوية يعني التوراة والتلمود،  وبعودته هذه يكون بداية الفردوس الأرضي والذي سيدوم ألف سنة ، 

أما الاعتقاد المسيحي وبالرغم من معاداتهم لليهود بحجة أنهم قتلة السيد المسيح وتلامذته، إلا أن ظهور حركة الإصلاح الديني في أوروبا والذي دعا إليه مارتن لوثر في القرن السادس عشر الميلادي غيّر المفهوم المسيحي البروتستانتي، وجعله في مواجهة مع البابوية الكاثوليكية التي كانت تبيع صكوك الغفران ، فقد دعا لوثر المسيحيين إلى تعظيم وإجلال اليهود وذلك بقوله : "شاءت الروح القدس أن تنزل كل أسفار الكتاب المقدس للعالم عن طريق اليهود وحدهم ، إنهم الأطفال ونحن الضيوف الغرباء ، وأيضا إن إعادة اليهود إلى أرض فلسطين هو تحقيق للنبوءات الواردة في الكتاب المقدس تمهيدا لعودة المسيح إلى الأرض "، ومن هنا بدأ ظهور الحركات الصهيونية المسيحية وأعاد المسيحيون النظر في معتقداتهم وتفسيراتهم للكتاب المقدس، واستنتجوا أن الشعب اليهودي هم: " شعب الله المختار وهم القديسيون فمن يباركهم يباركه الرب، ومن يلعنهم يلعنه الرب "، فانتشر هذا المعتقد في شمال أوروبا، وانتقل إلى العالم الجديد (أمريكا)، وتحول الاعتقاد البروتستانتي بالإحياء القومي لليهود، وقيام مملكة إسرائيل قبل المجيء الثاني للمسيح إلى حركة سياسية "مسيحية صهيونية "، وتسبق الحركة اليهودية الصهيونية في الدعوة لإقامة وطن لليهود في ارض فلسطين هي في نظرهم مملكة الرب على أرض إسرائيل، 

 وهكذا ومنذ منتصف العام 1600 م بدأت الحركة البروتستنتية دعوة اليهود إلى مغادرة أوروبا والعودة إلى فلسطين لإقامة مملكة الله والدعوة إلى تهويد فلسطين تمهيدا لعودة المسيح ومن هنا رفع اللورد أنطوني أشلي كوبر الإصلاحي الانكليزي الشهير(1839) شعارا تبناه  الصهاينة المسيحيون من بعده وهو " أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " ،لذلك قال اللورد أنطوني كوبر: " إن اليهود رغم أنهم غلاظ القلب وغارقون في المعصية وينكرون اللاهوت فأنهم ضروريون بالنسبة للأمل المسيحي في الخلاص " وعليه يجب مساعدتهم على إقامة دولتهم في أرض فلسطين،   ومن هنا شهدت السياسة الأمريكية ما أصبح يسمى " حزب الله " أي تحالف اليمين الايفانجيلي والجمهوري ، وصعود "اليهو- المسيحي" وهو تماثل القيم اليهودية والمسيحية، والتي ترجمت إلى التوافق الإسرائيلي الأميركي والذي يفرض على كل مرشح للرئاسة الأمريكية أن يحلف اليمين الدستوري على التوراة والإنجيل في خدمة إسرائيل وشعبها المختار، 

هكذا أصبحت التوراة العهد القديم والإنجيل العهد الجديد جزءا من الإيمان البروتستانتي، وأن عودة اليهود إلى فلسطين بات عصب العقيدة البروتستانتية المبنية على النبوءات التوراتية، لذلك جاء إنشاء إسرائيل على أرض فلسطين تحصيلا للنبوءات التوراتية والذي تم فعليا بعد وعد بلفور عام 1917، وإن هذه الدولة العبرية ستظل تلعب دورا هاما ومركزيا في مخطط السماء والأرض، 

لذلك قال القس "بات روبرتسون " : " إن إعادة مولد إسرائيل هي الإشارة الوحيدة إلى أن العد التنازلي لنهاية الكون قد بدأ، وأن بقية نبوءات الكتاب المقدس أخذت تتحقق بسرعة مع مولد إسرائيل "، وكان بن غوريون رئيس حكومة إسرائيل الأول قد قال: " نحن مدينون بنجاحنا في إقامة دولة إسرائيل بـ 97.5% للسياسة المسيحية التوراتية ، وبـ 2.5 % للحرب والجيش " ، وقال بنيامين نتنياهو : " لقد كان هناك شوق قديم في تقاليدنا اليهودية للعودة إلى أرض إسرائيل ، وهذا الحلم الذي يراودنا منذ 2000 سنة تحقق من خلال المسيحيين الصهيونيين "، وقد قالت الباحثة الأميركية في كتابها " النبوءة والسياسة " جريس هالسل : " إن اليمين المسيحي كان مستعدا، بل راغبا بكل قوة في إشعال حرب نووية من أجل إسرائيل تحقيقا للنبوءات التوراتية "، 

و قال المستشار الأميركي السابق للأمن القومي " بريجنسكي " : " إن على العرب أن يفهموا أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا يمكن أن تكون متوازية مع العلاقات العربية، لأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية  علاقات مبنية على التراث التاريخي والروحي "، وأيضا يقول المنصّر الأمريكي " فالويل " زعيم الأصوليين : " أنه يتمنى أن تأخذ إسرائيل أراضي جديدة كالعراق وسوريا وتركيا والسعودية ومصر والسودان وكل أراضي لبنان والأردن والكويت لأنها أصلا للأمة اليهودية ،وأن الله قد بارك أمريكا لأنها تعاونت مع الله في حماية شعب غال عليه "، 
 

وإذا عدنا إلى الوراء حيث قال مكتشف العالم الجديد "أمريكا " كريستوفر كولومبوس للملكة إيزابيلا: " إنه سوف يستخدم الذهب الذي يجده في العالم الجديد في إعادة بناء المعبد لكي تكون أورشليم مركز العالم "، أيضا جاءت حملة نابليون بونابرت تحت شعار إعادة بناء ما أسماه " مجد اليهود الضائع  في القدس " بالرغم من أن نابليون كان يكره اليهود لكونه كاثوليكيا ولكنه كان صهيوني الفكر ومن أجل تبرير موقفه في احتلال الشرق ،  لذلك جميع القوى المسيحية ذات العقيدة البروتستانتية تجمعت في مفهوم إعادة اليهود إلى أرض إسرائيل بهدف الإسراع بما يسمى بالخلاص المسيحي، وهو ما يعني عودة المسيح الثاني، ولكن هذا حجة، لان الهدف الحقيقي هو مادي، يبغون من وراءه احتلال الشرق، ثم العالم باسم اليهود، وذلك عن طريق قتل ثلثي شعوب العالم لينعموا بحكم العالم وثرواته لوحدهم، ومن أجل مجيئه يجب تحقيق ثلاثة أشياء  : 

 الأول يجب أن تصبح إسرائيل دولة يهودية، خالية من الاممين الغير يهود "الغوييم"، وحتى يجب إخراج المسيحيين ( وكم مرة طالب الارشمند حنا عطالله بعدم مهاجرة المسيحيين البلاد وأيضا نرى هجرة المسيحيين في العراق لهذا السبب )،  

 والثاني يجب أن تكون القدس عاصمة يهودية موحدة بشقيها الغربي والشرقي، 

 والثالث يجب أن يعاد بناء الهيكل مكان مسجد الأقصى، 

 فالأول والثاني نوعا ما قد تحققا وبقي توسيع إسرائيل من الفرات حتى النيل لتصبح "إسرائيل الكبرى"، وبقي الثالث وهو بناء الهيكل مكان قبة الصخرة ومسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين عند المسلمين، وهو الذي أسرى إليه الرسول محمد صلعم في ليلة واحدة من بيت الله الحرام في مكة وعرّج إلى السماء السابعة، وهذا هو سبب الصراع العربي الإسلامي اليهودي المسيحي، وسبب الحروب الدامية، والتي لا ولن يمكن أن يكون  لهذه الأزمة حلا، لأنه لا وجود لدولة فلسطين إلى جانب إسرائيل بالرغم من كل الوعودات الدولية، بل فلسطين ستبقى حبرا على ورق، ولا مجال أيضا للسلام بين إسرائيل والدول العربية، لأنها سوف تكون الحرب الأخيرة، وهو ما تسمية التوراة والإنجيل بحرب " هارمجدون "،وعند المسلمين معركة المجد أو الملحمة الكبرى أو العظمى،  ومجدون واد في مرج إبن عامر يبعد 55 ميلا عن شمال تل أبيب و20 ميلا جنوب شرق حيفا و15 ميلا من شاطيء البحر المتوسط، وهذه الحرب تعني غضب الرب وسوف تدور رحاها على القدس المقدسة لدى جميع الأديان، والتي هي إشارة لقرب المسيح أو المهدي المنتظر، لقول المسيح في الإنجيل :" فعندما ترون رجاسة الخراب التي قيل عنها بلسان دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ( يعنى أورشليم القدس )، ليفهم القاريء عندئذ ليهرب الذين في منطقة اليهودية ( يهودا والسامرة) الى الجبال( يعني جبل الشيخ )"، وهي في المنظور الصهيو المسيحي مجزرة بشرية هائلة، وفسرت اليوم أيضا بحرب نووية يباد فيها معظم البشرية، وهي حرب يأجوج ومأجوج ، وتقع بين معسكرين  معسكر الشر الممثل بالشيطان الذي هو الدجال وجنوده ، ومعسكر الخير الممثل بالمسيح وأتباعه من الملائكة التي سترافق عودته، وتعاونهم أميركا، 

 لذلك هم يبنون على تحقيق هذه النبوءة بتطبيقها على ارض الواقع، مستعملين جميع الدلالات المذكورة، حتى ولو كلفهم المال الوفير، وافتعال الحروب والفتن، وصناعة الشخصيات في كل دولة، كل هذا لتخدم فكرتهم ظنا منهم أنهم يعجلون في عودة المسيح الثانية، وكأن المسيح ينتظر منهم شارات المرور، وأنهم من سوف يقف إلى جانب المسيح ضد أعداءه الذين هم حزب الدجال، يعني في نظرهم الصين والروس والدول الإسلامية ، 

 وفي النهاية ينتصر المسيح وأعوانه على الشيطان، ويتم أسره وسجنه، لذلك تغنى رؤساء أمريكا                                                                                                                                                                                            بقرب هذه الحرب وأبرزهم رونالد ريغان،وقد تابع جورج دبليو بوش في تحقيق هذا المشروع الإلهي، وجهز العدة لشن حرب إبادة على الشرق لا هوادة فيها، ستدخلها روسيا والصين وإيران ودول كثيرة، وفيها تستعمل أسلحة متطورة تفوق عقولنا، ومنها لم يستعمل مثلها حتى ألان، كأسلحة إشعاعية والمحكّمة، هذا عدا عن النووي والذري والاعصابي والهيدروجيني والأنواع كثيرة، مما يسبب الدمار الشامل على الإنسان والبيئة، وما من شك أن أحداث غزة هي الضوء الأخضر الذي أعطاه بوش لإسرائيل عند زيارته للمنطقة بعد مؤتمر أنا بوليس للسلام في بدء هذه الحرب، التي سوف تشمل سوريا ولبنان والأردن ومصر وإيران لتصطدم مع روسيا والصين، وما تهديد روسيا باستعمال النووي إذا مس الهجوم الأمريكي لإيران أمنها إلا إغراق المنطقة بحرب نووية،  

فشرقنا سوف تحل عليه لعنة لم يسبق لها مثيل لأنها سوف تكون عبارة عن مخاض الذي هو ألم ولادة لولادة عالم أخر عالم ملائكي،  فنحن قادمون على محنة عالمية تكون فيها نهاية العالم، حيث يكثر فيها الجوع والخوف ونقص الأموال وغلاء الأسعار والموت والقتل والدمار، وفيها سوف تتغيّر قوانين هذا العالم، لان هذه الحرب الخطيرة سوف تجعل جند السماء تتدخل بإذن الله، لتعلن انتهاء الدنيا وابتداء الآخرة، ليحاسب الله جميع الخلق على الأعمال التي ارتكبوها ،وعندها تكون الساعة التي وعد الله خلقه فيها في كل الديانات، وذلك لعلو الباطل على الحق حتى يعود الحق ليخمده، 

لذلك المسيح لن يأتي إلا بعد خروج الدجال، والدجال لن يأتي إلا بعد عودة اليهود إلى القدس، وهدمهم الأقصى، وبنائهم الهيكل، وذبحهم البقرة الحمراء التي تنزل من السماء ، وعندها على اليهود أن يتحولوا إلى الدين المسيحي قسرا وإلا الموت الحتمي ينتظرهم، وتعيش إسرائيل وشعبها إلى الأبد تحت ملكوت السيد والمعلم  المسيح الملك الأوحد، والذي هو منتظر عند كل الأمم، والذي لا بد له من شعب يختاره؟

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.ط·آ·ط¢آ­ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ§ط·آ§ط¸â€ ط·آ§ ط·آ§ط·آ­ط·آ¨ ط·آ³ط¸ظ¹ط·آ¯ط¸â€ ط·آ§ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ³ط¸ظ¹ط·آ­6/1/2010 11:41
2.מן יום מנתניאהו טלע על חוקם בלש אלגאלאנדיר אל שואם נתניאהו7/1/2010 20:09
3.מגארימה זה הכנסת אותנו לגיכאון10/1/2010 7:48
4.ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ³ط·آ·ط¢آ± ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ³ط·آ¸أ¢â‚¬آ  ط·آ·ط¢آ¹ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸ط¸آ¹ ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ±ط·آ·ط¢آ§ط·آط·آ§ط¸â€‍ط¸â€‍ط¸â€،ط¸â€¦ ط·آµط¸â€‍ط¸ظ¹ ط·آ¹ط¸â€‍ط¸â€° ط¸â€¦ط·آ­ط¸â€¦ط·آ¯ ط¸ث†ط·آ§ط¸â€‍ ط¸â€¦ط·آ­ط¸â€¦ط·آ¯19/2/2010 21:20
5.اااااااااايها المسيييح المخلص يا من احبك يا ابييييي ilovee yoooou jeesuus26/08/2012 - 12:07:43 pm
6.aaaaaايها المسيح الله احبك يا من انت فيي قلوبناا يا من انت نور الحياة26/08/2012 - 12:11:58 pm

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1780