سامي، رامي وهدية عيد الأم

تاريخ النشر 8/12/2009 21:11

بقلم: الإعلامي والكاتب نادر أبو تامر  

اعتاد رامي وسامي على أخذ مصروف يومي للمدرسة من والدهما.  

سامي يحبّ الذهاب إلى الدكّان لشراء التسالي والزاكي ولا يبقى معه أيّ شيء من المبلغ الذي أعطاه إياه والده، أمّا رامي فيحضّر في البيت زوّادة يأخذها معه إلى المدرسة، ولا يشتري أي شيء بالمبلغ الذي يأخذه من والده. 

وبعد انتهاء الدوام يجد رامي في جيبه قطعة من النقود. ففكر ماذا يمكن أن يفعل بها. وطلب من والدته أن تشتريَ له حصّالة يضع فيها المبلغ الذي لا يصرفه، وقَرَّرَ أن يشتري لأمّه في عيد الأم بعد شهرين هديّة يعبر من خلالها عن حُبّه الكبير لها. 

اقترح رامي على سامي أن يبدأ هو الآخر بالتوفير مثله لكي يشتري هدية للماما في عيد الأم، لكن سامي الذي كان يفكّر بالزاكي والنقارش المسلية في استراحة المدرسة رفض فكرة رامي وقال له: سأستخدم ذكائي واشتري هدية لأمّي الحبيبة. لا تَخَفْ. 

في اليوم التالي أحضرت الأم حصّالتين، واحدة لسامي وواحدة لرامي. 

كان رامي يعود يوميًا من المدرسة ويضع فيها مبلغًا من المال. وصار المبلغ يزداد ويزداد في الحصّالة.  

وبقيت حصّالة سامي خالية. لم يضع فيها سامي أي مبلغ من المال. لأنه كان يصرف كل المبلغ الذي يعطيه إيّاه أبوه. 

وفي عيد الأم كان سامي أول من استيقظ في الصباح الباكر.

بدأ سامي يفكّر ماذا يمكن أن يفعل وكيف يستطيع شراء هدية لأمّه الغالية، إلى أن خطرت بباله فكرة غريبة، خاصة وأنه لم يوفر أي مبلغ من المال. 

نزل سامي الدرج على رؤوس أصابع قدميه إلى الطابق الأول حيث يضع رامي حصّالته وفكّر بأن يفتح الحصّالة ويأخذ منها نصف المبلغ. ولم يخبر أخاه رامي بأنه سيأخذ نقودًا من حصّالته. 

وصل سامي إلى الحصّالة وحاول فتحها ليأخذ النقود، لكنه لم يستطع، فالمفتاح الذي كان معه لا يفتح حصّالة رامي، بل يفتح حصالته هو فقط، أما حصالة رامي فلها مفتاح خاص بها.  

ذهب إلى الجارور الذي يضع أبوه فيه عدّة العمل في البيت.

أحضر مطرقة وبدأ يطرق على الحصّالة في محاولة لفتحها.

سمع الوالد أصواتًا شديدةً وضجّة في الطابق الأول، فنزل بسرعة لفحص ما يجري، فوجد سامي وهو يحاول فتح حصّالة رامي. 

سأله: لماذا تفتح حصّالة رامي؟

فأجابه سامي بصراحة أنه كان يريد أن يأخذ بعض النقود من حصّالة رامي لكي يشتريَ لأمّه هديّة في عيد الأم. 

أنَّبَهُ والدُهُ على فعلته هذه واقترب منه وقال له: لماذا لم توفِّر نقودًا مثل رامي؟

 فأجاب: لأنني كنت أنفق كل المصروف على الزاكي والتسالي.

  • ولماذا صارت حصّالة رامي مليئة؟
  • لأنه كان يوفّر في كل يوم مبلغًا بسيطًا، ومع مرور الزمن صار المبلغ كبيرًا، وهو يستطيع شراء هدية لأمي، أما أنا فلا أستطيع. ربما تحبّه أمي أكثر منّي بعد ان يشتري لها هدية.

"أمك لن تحبّ أيًّا منكما أكثر من الآخر بسبب هدية" قال الوالد الذي تناول محفظته من الخزانة وأخرج مبلغًا من المال وأعطاه لسامي وقال له: "خذ هذا المبلغ واشترِ هديّة لأمّك".

  • شكرًا.
  • لكن، عدني بأنك في العام القادم سوف توفّر مثل رامي لكي تشتري لها الهدية من نقودك.
  • وسأرجع لك هذه النقود يا أبي، قال سامي لوالده وفكّر بينه وبين نفسه: "إذا بدأت اليوم في التوفير فقد أشتري لأبي هدية في عيد ميلاده أيضًا".

للمراسلة: [email protected]

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1780