متفائلةً.. رَسمتُ حَياتي.. واليومَ
تخنُقُني كَلماتي
كَيفَ..
بكُلِ الكَونِ لا مَكانَ لي..
والحُكمُ..
أنْ أكونَ هُنا..
وأكونَ هُم..
وليسَ أنا
ألَيسَ اللّٰهُ أعطاني الحياةَ ؟!
فَلِماذا..
تُفَكِرونَ عنّي..
تَشعُرونَ عَنّي..
تَحلُمونَ عَنّي؟!
وتُعيدونَ تَرتيبَ حطامي
حَتّى يَدي...
تَطلُبونَها
تَتْرُكونَها.... إنْ شِئتُم
ولا شَيءَ لي أطلُبُهُ..
بتَأشيرَتِكُم.
"كالماريونيتِ" أنا
أُواسي نَفسي،
أُشَجِّعُها أشفَقُ عَلَيها فتوجعني
على نَفسي..
كيفَ..
تُشَوهونَ مِرآتي وتَقولونَ تَجَمَّلي..
تَكسِرون ظَهري وتَقولونَ إمضي..
تَحرقونَ عَيْنَيَّ وتَقولونَ انظُري..
كيفَ.. وقد استهلكتموني...?
كشمعة
ذبت دمعا وانطفأ نوري
أتَدري..؟
لا أذكُرُ آخِرَ مَرَّةٍ
رَأَيتُ مِرآتي
وَحين رَأَيتُني فيها...
إِرٌتَعَبتُ.
فماذا ارسم اليوم بلوحتي
قل لي
أعطِني شَيئًا..
أعطِني سَبَبًا،
قد تعبتتُ.. فلا تلمني
فَفي مَدينَتي مُذنِبَةٌ أنا،
مَمنوعَةٌ إن أرَدتُ..
مَعيوبَةٌ إن أحْبَبتُ..
وَمَشطوبَةٌ
إنْ لأُسرَةٍ مَعيوبَةٍ وُلِدتُ.
وَبكَلِماتٍ مُرتَجفَةٍ،
تُرَدِّدُ صَّدى صَوتَها:
"لا تَلُمني"
فأُنصِتُ لَها وكَلِماتُها
تَعبرُ روحي..
وتُعيدُني إلى رائِحَةِ المَوتِ..
وإلى أسئِلَتي.. عَن طِفلَةٍ
تَمُدُّ يَدَيْها إلى أبَوَيْها:
كَيفَ كَسَروا يَدَيها؟
ولَطَّخوا بالأحْمَرِ.. بَريقَ عَينَيْها..
وزَرَعوا الرُّعبَ في حُضنِها
وشَوَّهوا حَتّى مَراياها.
أسأَلُها..
فَتُمسِكُ أقْلامَها..
وأُنصِتُ لَها.. لِلَوحَةٍ تَرسُمُها،
وتَدخُلُ رَحمَ دِثارِها.. تحضن نفسها...
والسِّتارُ الأسوَدُ.. يَنزِلُ في عَينَيْها.. وتقول
وتَقولُ: .
أنا الآنَ .. حرَّة ٌ،
مُرتاحَةٌ،
إبقَ معي..
فَقَد أثقَل السَّمُ جَسَدي..
لا أطلُبُ شَيئًا غَيرَ دَقائِقَ.. فأنا ...
لا أُريدُ المَوتَ وَحدي
ولا ذِكرى لي
لَكَ لَوحَتي
وَصَمَتَتْ.
نامَتْ بلَيلٍ أبْيَضَ،
حَتى آلَمَ نور النَّهار..
رفّةَ جَفنَيها..
وَفي غَشاوَةِ رؤيَتِها:..
وقتٌ، سَريرٌ، لَوحَاتُها،
أقراصُ السُّمِ
وأقلامُها ...