ماذا يخبئ العام 2019 للطائفة الدرزية  من مفاجآت؟ بقلم كمال عدوان

بقلم كمال عدوان,
تاريخ النشر 29/12/2018 - 04:15:41 pm

أيام قليلة ونودّع سنة تطوي ما حملته أيامها الـ 365 من مآسٍ وأحزان ومشاكل وآمال وأحلام، بعضها تحقّق والبعض الآخر لا يزال ينتظر الأفضل، ونستقبل عامًا سنحمّله أكثر مما يحتمل، إذ يتم التسليم والتسّلم، في لحظة تلاقي الحاضر مع الماضي والمستقبل، ككل سنة، من دون أن يطرأ ما هو جديد ومن دون أن يحمل، كما نتمنى، الخير والبركة، وهي مجرد أمنيات لا نلمسها سوى في تبادل التهاني، عبر "الفيس بوك" أو "الواتس أب"، بعدما حلّا مكان دفء الزيارات، التي كانت تعني الكثير، وقد فقدناها مع تطور وسائط التواصل الاجتماعي عن بعد، والتي تخلو من حرارة السلام باليد مباشرة وتلاقي النظرات المفعمة حبًّا وشوقًا وتبادل التهاني والأمنيات.

فالعام 2018 كان عام استثنائي وضع على كاهل الطائفة الدرزية العديد من الاعباء والقوانين العنصرية التي سنتها الكنيست من منطلق عنصري متطرف مس بكيان الوسط الدرزي ونذكر بالأخص قانون قومية الدولة وتفضيل الشعب اليهودي وقانون كمينتس الذي يصيب في صمام العيش الكريم للشباب الدروز ويضع امامهم العديد من العراقيل والغرامات الباهظة حتى السجن بكل ما يتعلق بقضايا التخطيط والبناء.

شهد عام 2018 انتخابات للسلطات المحلية الدرزية وفي العديد من القرى تبدل الرئيس ولكن الطريقة والنهج بقى على حاله انتخابات عائلية فئوية تفتقر للفكرة والرؤية بعيدة المدى لتطوير المجتمع .

الطائفة الدرزية تستقبل السنة الجديدة دون قيادة واضحة تسير بها الى بر الأمان في وجه التحديات التي تعيشها ، هناك قيادات دينية وقيادات سياسية وقيادات محلية تعمل كل مجموعة بشكل انفرادي ، والقيادات الحالية لا تفي بالحدّ الأدنى من مقومات رعاية الطائفة كمجتمع متلاحم وتحقيق الانجازات الملحة والمصيرية به، النضال وتحدي قانون القومية  ولن  تستطيع ان "تشيل الزير من البير" في  الاشكالية المصيرية التي خلقها قانون كمينتس .

سنة 2018 لم تكن أفضل من السنوات السابقة ولكن هل 2019 ستكون افضل؟  أقلّهُ بالنسبة إلى ما يمكن أن يؤمل منها ابن الطائفة الدرزية على صعيد ترجمة الوعود التي يطلقها  السياسيون والقياديون  وتتحول إلى مشاريع إنمائية، علّ وعسى أن تعيد إلى المواطن العادي بعضًا مما فقده من أمل على مدى سنوات طويلة  من المماطلة والتمييع ووضع العصي في دواليب التطور والتقدم.

سنستهل 2019 في انتخابات للكنيست وفي مثل هذه الاوضاع بلا شك ستتكاثر وتنهمر على الطائفة وفود المرشحين منهم المتواجدون حاليا على الحلبة ومنهم وجوه جديدة وسنغرق بلا شك بكم غزير من الوعود والتصريحات والشعارات واطنان من "الحب " الشراكة والاخوة" وهذه الغزارة ستكون مرافقة بدعم وتبني قيادات من وسطنا همها الوحيد هو مصلحتها الشخصية وليس الجماعية.

الهبة الشعبية والموقف المشترك الذي وقفته الطائفة الدرزية بتاريخ 4/8/2018 في ميدان رابين بتل ابيب كان حدث تاريخي ولكن من اهم ما حمل هذا الحدث بطياته كان ثلاثة امور لا يمكن تجاهلها:

الاول ان الطائفة الدرزية يمكن ان تتوحد وتلتف على نفسها في القضايا المصيرية.

الثاني اثبت هذا الموقف ان لا توجد قيادة ناجعة وصادقة تقوم على مصالح الطائفة وتأتي بالحلول الصحيحة اذ رأينا ان مواجهة قانون القومية تجزأت الى اكثر من طرف وكثر فيها الرعاة واصحاب الحل مما سبب ان لا يكون هناك حل وهذه الهبة والمسيرة توقفت.

الناتج الثالث وهو الاهم رأينا ان الشباب في الطائفة الدرزية هو شباب واعٍ ، حاضر لتحمل المسؤولية ويرفض ان يسير ويكون كالقطيع كما في السابق ينساق وراء الزعامات التقليدية والشعارات الرنانة وتغيرت عنده لغة الخطاب واصبح يجيد التكلم باللغة "الاسرائيلية" وليس فقط بالعربية  والعبرية وهذه هي فتحة الامل التي نستهل بها 2019 .

نفتقد لقيادة لكن يجب التكتل وبلورتها على جميع الاصعدة ، لدينا شباب واعي متحرر بهمة وعزيمة يستطيع التحرر من الهيمنة السلطوية المفروضة وعليه اخذ المبادرة والسير قدما والهدف في ضل الانتخابات القريبة هو ان يحدث التغيير وما كان يجب ان لا يكون انما لن نقبل غير الأفضل.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1730