المطلوب قرارات موحدة للتصدي للعنف - بقلم زياد شليوط

تاريخ النشر 24/10/2009 20:53

بقلم: زياد شليوط - شفاعمرو

مرة أخرى يضرب العنف في مجتمعنا وبعنف مضاعف، وبشكل تصاعدي مخيف. وهذه المرة كانت مدينة طمرة الجارة مسرحا للعنف المستشري والمستفحل في مجتمعنا كمرض السرطان، يفتك بنا ونحن عاجزون عن مواجهته والتصدي له. مرة أخرى طيش وجهل الشباب هو الذي يقود للمآسي. مجموعة شباب تلتقي في تنافس صبياني والنتيجة طعن قاتل يودي بحياة شاب لعائلة كريمة، ولبيت من المفروض أن يكون عموده الوحيد، وبعد أيام حادثة طعن مشابهة، وكأن الطعن والقتل بات أمرا عاديا كأي أمر نمارسه في الشارع دون خجل أو اعتبار.
وفي شفاعمرو لم تهدأ الحال بعد، وشهدنا خلال الأسبوع المنصرم توترات لا تنبيء باستقرار الوضع كما تصور البعض. والتوتر سيبقى طالما لم ينفذ المسؤولون ما وعدوا به. ظن الكثيرون أن الأمور عادت الى طبيعتها وأغمضوا عيونهم وأغلقوا آذانهم عن اشارات التحذير. وفي عرابة اعتداء على موظف في المجلس المحلي، وفي مجد الكروم مسن يتلقى ضربات قاتلة من شاب، لأن المسن تجرأ ووجه ملاحظة لذلك الشاب، وفي اكسال وعيلوط والناصرة وغيرها وغيرها، ومسلسل العنف مستمر في بلدات المثلث بحلقات متكررة. فأي مفاهيم باتت تسود مجتمعنا وأية أفكار تسيطر عليه؟
العنف الذي يجتاح مجتمعنا ليس ضربة خارجية، بل هو من داخلنا وصنعنا، وان كانت العناصر الخارجية تغذيه وترعاه أحيانا. والحل يجب أن يأتي من داخلنا وابتكارنا، وبدل أن نعقد أياما دراسية ومؤتمرات لدراسة أسباب العنف ونحلل أكاديميا جذوره وعوامله، نحن نحتاج لجلسات عمل لأصحاب الشأن، لاتخاذ القرارات ووضع المخططات العملية لضرب العنف في عقر داره وشل حركته، فالشاعر قال قديما "وداوني بالتي كانت هي الداء". وطالما أننا نخشى العنف ونخافه ونبتعد عنه ونهرب منه، سيبقى يطاردنا ويلاحقنا، أما اذا تصدينا له وواجهناه كما يجب فسيكف شره عنا.
ومجتمعنا يتأثر ويتفاعل مع المجتمع اليهودي، وكثيرا ما يستمد أساليب العنف ويستوردها منه، وما شهده ذلك المجتمع في الأسبوع الأخير من تصاعد همجي ووحشي في الاجرام والعنف لايمكن وصفه. حيث أقدم مجرم لا يمكن أن تكون فيه ذرة من الانسانية على ذبح أبناء عائلة كاملة من ثلاثة أجيال، وابشع ما في الجريمة ذبح طفلة (ثلاث سنوات) وطفل (خمسة شهور) وتحطيم جمجمته بضربه بالحائط، فأي حيوان يمكن أن ينفذ عملا بشعا كهذا؟
ان العنف فيه درجات، ومجتمعنا أيضا يرقى بدرجات العنف بشكل طردي متصاعد ومتسارع. كفانا انتظارا وقلة حيلة، كفانا انتظار الحل والردع من الشرطة والمسؤولين في السلطة، كفانا خداعا وهرولة وراء سراب، علينا اتخاذ القرار وعدم التأجيل أو التسويف. وطالما اعتبرت لجنة المتابعة العليا نفسها مسؤولة عن شؤون المواطنين العرب، وطالما انها لخصت مؤخرا بأن ثقة الجماهير فيها تدعمت، اذن عليها أن تتحرك وتتخذ القرارات الحازمة، فشؤون المواطنين العرب ليست سياسية فقط، بل تعليمية وتربوية وثقافية ومهنية و.. أخلاقية أيضا.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1808