قراءة في قصة البستان السحري ، للأديبة شهربان معدي بقلم:سهيل إبراهيم عيساوي

موقع سبيل,
تاريخ النشر 26/03/2016 - 01:32:46 pm

البستان السحري ، قصة للأطفال ، تأليف الأديبة شهربان معدي ، رسومات الفنانة بثينة حلبي ، معلومات علمية أخصائية التغذية  منى أبو ريش معدي ، تدقيق لغوي  الدكتور واشاعر عناد جابر ، اصدار دار الهدى للطباعة والنشر كريم ، تقع  القصة في 40 صفحة ، صفحات داخلية ملونة ومزينة باللوحات الجميلة ، غلاف سميك ومقوى ،سنة الإصدار 2016 .

القصة : تهدي الكاتبة قصتها " لكل الأطفال الذين يحبون الخضروات والفواكه ، ولكل الأطفال الذين لا يحبون الخضروات والفواكه .، لكل أب  وأم يطمحان لبناء جيل جديد سليم ومعافى من الأمراض الجسدية والنفسية " . تتحدث  القصة عن الطفلة نور  الصغيرة والمدللة  ووالدتها ، في  المتجر تصر نور  على شراء الشكولاتة والمسليات والمقرمشات والأم ليس بمقدورها  شراء كل المغريات لنور، لكن  نور وضعت في  سلة المشتريات ، أصابع الكندر اللذيذة ، والمارشملو الإسفنجي ، وأنواع الكعك المختلفة ، الأم ارادت شراء بعض أصناف  الفواكه والخضروات ، ونور لا  تحب الخضروات والفواكه ، أخذت تصرخ وتضرب المصطبة بحذائها الأسود محدثة ضجة كبيرة ومزعجة المتسوقين ، الأم قامت بإرجاع  كافة المسليات التي ارادتها  نور ، وعادت  نور غاضبة  الى البيت ، وفي حي  نور تسكن جنة الأحلام الطيبة ، سمعت بكاء  نور فجاءت تستوضح الأمر ، وقامت باصطحابها  الى البستان  السحري  بعد أن غمست ريشتها السحرية بالألوان ، حيث  تعرفت نور على فوائد  الخضار والفواكه ، وأهميتها في  بناء جسم الأنسان ونمو  عضلاته وتحسين تفكيره وحمايته  من الأمراض ، وتذوقت نور أشهى الفواكه والخضار ، وفي  اليوم  التالي بادرت  نور الى اصطحاب أمها  الى المتجر القريب لتشتري كنزا عظيما من الخضار والفواكه .   

رسالة الكاتبة

- تعرف الكاتبة أن الأمراض المتفشية ، وسوء  التغذية ، سببه ابتعاد الأطفال عن  تناول  الخضروات  والفواكه ، من  خلال  قصة البستان  السحري ، قامت  الكاتبة شهربان معدي ، بأخذنا في جولة جميلة في  عالم  الخضروات والفواكه ، لنتعرف على الفوائد الكامنة في كل  صنف ، القصة دعوة مفتوحة لجميع  أفراد الأسرة للعودة الى الطبيعة ، الى  تناول الخضار والفواكه ففيها فوائد جمة للجسد والروح .

- تحديد  الفوائد  العلمية لكل صنف من  الفواكه  والخضار ، الكاتبة لم توجه  دعوة لتناول  الخضار والفواكه من باب  المجاملة  او " الموضة " ، بل أوضحت بصورة علمية الفائدة المرجوة من كل صنف ، بل  استعانت بمختصة في مجال التغذية ،  منى أبو ريش معدي ، من خلال  الحوار  الذي دار بين جنية الاحلام  والطفلة نور ، تم  استعراض الفوائد أمثلة

-المسليات  والحلويات: تفقد  الطفل  الشهية ، وتؤدي  الى تسوس الأسنان ، وتعيق نمو الطفل . بالمقابل الفواكه والخضار تشكل وحدة كاملة من  القيم الغذائية ومصادر الطاقة غنية بالفيتامينات التي تدخل  في  بناء كل خلية في جسمنا .

البرتقال : تقشيره يساهم في تقوية العضلات الدقيقة ، في أنامل  الطفل ، ،تناول البرتقال يساهم في نمو العظام والاسنان ، يثبت الكلس بالعظام ،يحول دون الإصابة بداء الحفر (الاسقربوط ) يحتوي على الفيتامين c ،ص 20.

- البصل : الذي يسبب في ذرف  الدموع له فوائد جمة ،يساهم في  مناعة ومقاومة الامراض ،ومقاومة الجراثيم التي تستوطن الفم والامعاء ،إضافة انه يحتوي على الفوسفور والكالسيوم ،ص 24.

- التفاح : يحتوي على الفيتامين  ABC  ، تناول  التفاح يساهم في تقوية الاسنان ،ومقاومة الأمراض الخبيثة التي يعجز الطب عن مجابهتها ،إضافة للون الجميل  والرائحة الزكية ، ص 26- 28 .

- القرنبيط الأبيض : تحتوي على فيتامين A ،ونسبة عالية من الكلس ،والكبريت والفوسفور والأملاح المعدنية ، وقاتل للبكتيريا ، تحل محل المضادات الحيوية ، ص 30.

- البندورة :  تحتوي على مادة الفلورايد  التي تمنع تسوس الاسنان وتبني العظام ، ص 32 .

- الجزر ، يحتوي على فيتامين A،يقوي النظر ص 32.

- التمر : يزود بالطاقة والحيوية ، يحتوي على السكر بنسبة 30 بالمائة ، يحتوي على المعادن ، يساهم في معالجة مرض الكساح ، وطرد السموم، يغذي حجيرات المخ ، يحتوي على فيتامين B1، B2. ص 34.

 

- تربية الأطفال على القناعة ، يحاول الأطفال الاستحواذ على كل شيء وشراء ما تمشطه عيونهم في المجمعات التجارية دون أن  تكون  حاجة ، من خلال تصرف أم  نور، توحي الكاتبة الى ضرورة  وضع  حدود واضحة للطفل في كيفية التصرف عند المشاركة في شراء المواد  الغذائية ، فقامت أم نور بإعادة كل المسليات والحلويات ، كذلك يضطر الاهل  الى دفع  ثمن أغراض  لا حاجة لها ولا يستهلكها حتى  الطفل ، مجرد  أنها تشده بألوانها  الجميلة  المزركشة ، وتشير  الدراسات ان  العائلة العربية تشتري اكثر من العائلة اليهودية بربع  الكمية ، بالرغم من الفرق  في  الوضع  الاقتصادي ومستوى الدخل  للفرد ، أيضا ان قسما كبيرا من الأغراض المواد التي تشترى غير أساسية في  النهاية تلقى في سلة الحاويات ، وخبراء الاقتصاد عموما لا ينصحون الأهالي باصطحاب الأطفال عند شراء مواد غذائية لانهم سوف يرغمون شراء احتياجات إضافية غير ضرورية .

 

- تشجيع  الاقتصاد  المحلي : أشارت  الكاتبة الى الشراء تم في المتجر  القريب ، ص 4 .

 

- الحوار ضروري لإقناع  الأطفال ، كي نغير سلوكهم السلبي علينا اقناعهم بالحجج القوية ،قراراتنا تعود بالفائدة عليهم وعلى صحتهم ومستقبلهم  ،فنور غيرت مفهومها حول الغذاء  الصحي من خلال الحوار مع الفواكه والخضار وجنية الأحلام وليس من خلال فرض رأي الام  أو الاكراه والعنف .

 

- أسلوب الكاتبة : حاولت  الكاتبة شهربان معدي ، المزج بين القصة الأدبية وبين القصة العلمية ، وقد افلحت من خلال استخدام واقحام الجنية الطيبة صاحبة الفرشاة السحرية ، حيث طارت مع نور الى البستان السحري . وهناك دار الحوار بين نور وأصناف  الفواكه والخضار، وعززت الحوار بأدلة علمية حول فوائد الخضار والفواكه ، واستخدمت بعض الأمثال العربية ، والجمل المسجوعة ، ومنحت أصناف الفواكه الخضار الألقاب لتقربها من الطفل ،أمثلة : البرتقالة الكريمة ،ص 18 ،البصلة المرحة ،ص 22 ، شجرة التفاح  الوديعة ، ص26 ،القرنبيطة البيضاء الأنيقة ، ص30 ،الملفوفة النشيطة ،ص 32 ، البندورة الطيبة ،ص32 ،الجزة المتكبرة ،ص 32 . النخلة الحكيمة ،ص34 .

 

تعابير جميلة ورت في  القصة :

 

- بالكاد تتمالك نفسها ،ص4

- وقعت عليه يدها ،ص 6

- نفذ صبر أم نور ، ص 8

- تغمسها بألوان قوس قزح ، وتصبغ بها أحلام الصغار بالفرح ، ص10

- اناملها الدقيقة ، ص10

- رقة القشرة الامعة للفلفل والباذنجان ،ص 16

- بهاء الألوان الغامقة ،ص16

- تحمل عناقيدها الشهية بفخر واعتزاز ، ص 16

- أكواز الرمان المتمسكة بأمها بثبات ، ص 16

- حباتها اللؤلؤية الحمراء ،ص 16

- تسحر الألباب بجمالها الخلاب ، ص 16

- أشرق وجه نور ،ص18

- أومأت نور برأسها ،ص 26

- انضمت الى حلبة الرقص حبة البندورة ، ص32

- في صدر لائحة طعامها ، ص34  

ملاحظات حول  القصة :

- كلمة "بالرغم "، ص 4 ، وقع خطأ مطبعي حيث تم فصل الباء عن كلمة " الرغم "

-  إضافة حرف  الهاء لكلمة "هذه " ص 24

- لم تشر  الكاتبة الى السمنة الزائدة لدى الأطفال في حالة  تناولهم للمسليات بشكل مفرط ، مما يؤدي الى أمراض مزمنة ومستعصية ومشاكل نفسية لدى الأطفال .

- وردت أسماء الفيتامينات غالبا بأسمائها العلمية باللغة الإنجليزية  وأحيانا العربية ، حبذا لو ذكرت في جميع المواضع أيضا بالعربية .

خلاصة : قصة البستان  السحري ، للكاتبة شهربان معدي، قصة واقعية ، تحدث يوميا عند  قيام أفراد العائلة بالتسوق دون تخطيط أو ارشاد ، حيث يتم شراء كمية كبيرة من المسليات والحلويات التي تضر بصحة الأطفال ، وخاصة أن أجسامهم طور البناء ، إضافة الى الاثقال على ميزانية الأسرة العربية ، كذلك تدعونا الكاتبة الى تناول الخضار والفواكه لأن فيها كل ما يحتاجه جسم الانسان من للنمو والغذاء ومحاربة الأمراض التي تحاول التسلل خلسة الى أجسامنا ، ونحن في غفلة واسترخاء ، والجديد  التي تقدمه الكاتبة هو الفوائد الطبية لجميع الأصناف الغذائية ، كذلك قامت باستقدام الجنية الطيبة لتأخذنا في رحلة جميلة الى البستان السحري ،وقد نجحت ، الكاتبة تزاوج بين النص المعلوماتي والنص الأدبي  ، وكما يبدو أن موضوع التغذية السليمة يشغلها ويهمها وتحاول تعميم الفائدة للأطفال خاصة وللقراء عامة . 

أسئلة حول القصة :  

- لماذا  بكت نور في  المتجر  ؟

- كيف كان رد فعل الأم على تصرفات نور في  المتجر ؟

- ما رأيك بتصرف الأم في المتجر ؟ لو كنت مكانها  كيف  كنت  تتصرف ؟

- كيف عرفت الجنية الطيبة بحزن نور ؟

- ماذا شاهدت  نور في البستان  السحري ؟

- أذكر أنواع  الفواكه  والخضار التي  وردت في  القصة

- أذكر فوائد البرتقال والقرنبيط والبصل .

- كيف اقتنعت نور بفوائد الخضار والفواكه ؟

- لماذا انحت النخلة لنور ؟

- ما رأيك بشخصية الأم ؟

- هل تتناول الفواكه  والخضار يوميا ؟ لماذا ؟

- هل غيرت القصة مفهومك حول التغذية السليمة ؟

- هل نجحت الرسامة في نقل أحداث  القصة  الى القارئ ؟ اشرح

- استخرج الأمثال  العربية التي وردت في القصة .

- أكتب رسالة الى الكاتبة تناقشها  أحداث  القصة

- هل تشاهد في  المتاجر ،الأطفال يتصرفون مثل نور ، اعط مثالا .

- اقترح عنوانا اخرا للقصة .

- اقترح حلولا لتحبيب الأطفال بتناول  الفواكه والخضار .

- أذكر معلومة  جديدة تعلمتها من خلال القصة .

للتنويه : الكانبة خصلت على جائزة الإبداع الأدبي عام 2010 من قبل المركز التكنولوجي التعليمي"مطاح" اسم القصة " دمية جدتي"

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.سيف خليلالكتاب هو السطة التربوية الثانية للأطفال بعد الأسرة !! جميل مميز وإلى الأمام27/03/2016 - 09:52:36 am
2.شهربان معديشكرا لك أخي وأتمنى أن يقدرنا الله عز وجلّ جميعنا أن نخدم عالم الطفل والطفولة.. وفعلا الكتاب هو النواة الأولى التي تبلور شخصية الطفل وتصقلها، من خلال تماثله مع أبطال القصة، وتقليدهم، بالإضافة لإكتساب المعلومات والثروة اللغوية. شكرا لحضرتك على التشجيع....29/03/2016 - 10:36:33 pm

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1730