اللباس التوحيدي – المُحتشم . بقلم رياض حمزة - جولس

بقلم رياض حمزة ,
تاريخ النشر 11/10/2015 - 12:03:57 pm

الأخوة والأخوات الأعزاء , في اعقاب ما آلت اليه حال شبابنا وشاباتنا , ابناء دين التوحيد , مِن التعلُّق والتمسُّك بكل ما هو مُستقدمٌ مِن لباسٍ فاضحِ غير مُحتشم , رأيتها لزاماً علي أن أتطرق الى هذا الموضوع , موضوع اللباس المُحتشم , عَلَّ ما سأتقدم به في هذه المقالة يأتي بالفائدة والخير على القارئ /ة الكريم/ة , وأجري على الله سبحانهُ , وهو نعم المُثيب الوكيل .
أخوتي الأعزاء , بادئ ذي بدء , دعونا نتقي الله تعالى ونشكره على ما أولانا به من النِعم , وعلى ما دفع عنا من النِقم , فكم رزقنا من الخيرات , وعافانا من المصائب والبليات , وأثابنا بإحسانِنا وافر الحسنات  ,  ومنحنا مِن فضلهِ  أنواعاً مِن  الطيبات وأنواعا مِن الملبوسات  لكي نستُر بها ما بِنا مِن عوراتٍ وسيِّئات , ونتجمَّل بها في العمل وفي الطريق  وعلى مقاعد الدراسة وفي الدواوين ومجالس الدين والخلوات , وقد قال في ذلك سبحانه , مذكراً لنا لعلنا نشكر : " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم (عوراتكم) وريشاً ولباس التقوى , ذلك خيرٌ لكُم , ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون " .
لقد تَكَرَّم سبحانه علينا بأن هدانا فأوجد لنا لباساً نسترُ به عوراتنا , ونُجمِّل به ظاهرنا , ولباساً أحسن منه وهو لباس التقوى , الذي يُجَمِّلُ ظاهرنا وباطننا في الدنيا والآخرة  , ولباس التقوى هو الإيمان , الذي يجعل المرء يتقي ربه فيلازم طاعته , ويبتعد عن معصيته , ويستعين بنعمهِ على تحقيق مرضاته , واجتناب انتهاك حرماته , ولنتذكر جميعنا أن تقوى الله سبباً لِسِعَةِ الرزق , ويُسْر الأمر , وتكفير السيئة , وعِظم الأجر : " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً , ويرزقه من حيث لا يحتسب , ومن يتوكل على الله فهو حسبه " وهو نِعم الوكيل , وقال تعالى : " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً " . فاتقوا الله في جميع أموركم , واعملوا له شاكرين , واتقوه في ملابسكم , ولا تكسبوا بها وزرا  .
الأخوة والأخوات , ابناء وبنات التوحيد : إن الأصل في اللباس الإتاحة (إتاحتهُ) , فإنه داخل في عموم قوله تعالى : "هو الذي خلق لكم ما في الأرض " . فكله حلٌ لنا إلا ما قام الدليل من الشرع على تحريمه , ولهذا كان المحرم من اللباس قليلا بالنسبة للمُحلل منهُ , وهذا عطاء من صاحب الفضل والجلال , وعطاؤه سبحانه أوسع من منعه ,  وهو تعالى لا يمنع عباده من شيء إلا لحكمة بالغة , ومصلحة جامعة , فإنه ذو الرحمة الواسعة , وهناك ضوابط توضح المحرم من اللباس , ينبغي أن يعلمها جميع الناس , وأن يسألوا أهل العلم عما لا يعرفون حتى يزول الالتباس , ومِن هذه الممنوعات :
1 -  اللباس الذي  فيه تشبُّه باللذين كفروا بالله وبمن هُم على غير التوحيد الحق , كاللباس الخاص بهم , أو ما فيه لهم مِن إشارةٍ أو شعار , فإن تحريم التشبه بالكفار (اللذين لا يؤمنون بالله تعالى) في اللباس من الأصول المهمة , التي توافرت بشأنها الأدلة , فكل لباس يختص بالكفار لا يلبسه غيرهم , فلا يجوز للموحد , رجلاً كان أو امرأة لبسه , سواء كان لباساً شاملاً للجسم كله أو لعضو منه , فمن تشبه بقوم فهو منهم , لإن التشبه بهم يدل على أن المتشبه بهم يشعر بأنهم أرقى أو أعلى منه درجة , فيعجب بصنعيهم ويفتن بمشاكلتهم (بمُحاكاتهم , تقليدهم) , حتى يقوده ذلك إلى اتباعهم في العقائد والأعمال والعادات والأحوال , وأقل ما علينا فعله في هذا المجال هو النهي  والتحريم .
2 - اللباس الذي يُظهر العورة لضيقه أو شفافيته أو قِصره , لدى الذكر والأنثى , فإن الله سبحانه تكرم علينا باللباس الذي من فوائده ستر العورة وراحة الجسم , إذ يقول : " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم " أي ليستر عوراتكم " . فإذا كان اللباس لا يستر العورة فإنه لا يتحقق به التمتع بمنتهِ تعالى  ولا التجمل بالزينة به , فيجب على الرجال والنساء ستر عوراتهم , والستر لا يقصد به تغطية البشرة فحسب بل يتعداه إلى تغطية الأعضاء المحكوم شرعاً بأنها عورة , وسترها عن أنظار الناس , وعلى اللباس أن يكون واسعاً  نسبياً , سميكاً , وليس شفافاً (سابغاً) , فلا ينحسر عن العورة , ولا يُظهرها (يصوِّرها) لضيقه أو شفافيته بصورةٍ مُريبة . اللباس الكاشف والفاضح كالشفاف والضيق والقصير , عند الرجل (مثل أولئك الرجال مِن ابناء التوحيد , اللذين يتجولون بالبناطيل القصيرة في قرانا ) والمرأة مِن الألبسة التي وجب تحريمها  , وصانعها ومسوقها ولابسها مخالفون لشرع الله ووصايا أنبيائه الكرام .
3 - التشبه من الرجال بالنساء أو العكس , فكل لباس يختص بأحد الجنسين , سوءاً  كان شاملاً لجميع الجسم أو مختصاً بعضوٍ منه , في لونه أو هيئته , فإنه لا يجوز للجنس الآخر لبسه , لما ورد من النصوص الصحيحة الصريحة في وعيد المتشبهين من الرجال بالنساء , والمتشبهات من النساء بالرجال بالعقاب , مُذكِّراً " ان الله شديد العقاب " , ومِن جميع المصادر التي عالجت هذا الموضوع يتضح لنا أن العُرف والشرع يحرمان لبس الرجل الملابس المتعارف عليها كلباس للنساء ولبس الفتاة أو المرأة ما هو مُتعارف عليه كلباس للرجل , حتى لا يتعرض الموحد أو الموحدة  للعنٍ من الله سبحانهُ ومن الناس , وفي اللعن , الطرد والإبعاد مِن وعن رحمة الله سبحانهُ .
فمن راعى الضوابط التي ذكرتها , أخوتي وأخواتي الأعزاء , وكان لباسه/ا مُحتشماً لا مخالفة فيه بوجه من الوجوه , فلا حرج عليه/ا أن يختار ثوبه/ا ونحوه مما يحلو له/ا , رجلاً كان أو امرأة , بشرط اتباع الشرع وتجنب الشهرة (ملابس الشهرة) , وليس مهماً مَن هو صانع هذا اللباس أو مُسوِّقهُ (يعني الماركة أو المُصمم/ة , إذ يمكن أن يكون من تصميم أشهر المصممين والمصممات) , والمهم أن يكون لباساً مُحتشماً ومقبولاً شرعاً , فإن الحلال واضح ظاهر والحرام مِثلهُ واضح ظاهر  , وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس , من وقع فيها وقع في الحرام على الدوام . فاتقوا الله أخوتي , أيها الموحدون والموحدات , واستعينوا بنعم الله على طاعته , ولا تجعلوها سلماً لمعصيته في ارتكاب مخالفته , واشكروا نِعَمِه , واحذروا نِقَمِه , واخلصوا عبادته , وأقيموا فرائضه , واحفظوا حدوده , "  واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله حيثُ توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون  " . أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب , فاستغفروه يغفر لكم , إنه هو الغفور الرحيم .

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1730