حسين مهنا - حلقة رقص شعبي .. ( دبكة ) ( فوتوغراف )

شعر حسين مهنا ,
تاريخ النشر 03/10/2015 - 07:58:47 pm

اَذْكُرُ أَعْراسَ القَرْيَةِ ،
فَتَشُدُّ الذِّكْرى أَوتارَ القَلْبِ
ويَنْتَشِرُ أَريجُ شَبابٍ في أَطْلالِ العُمْرِ
أَقولُ : سَقى اللّهُ زَمانَاً في وَطَنٍ
عَلَّمَنا كَيفَ نُحِبُّ
وكَيفَ نُحَبُّ
وكَيفَ نُقيمُ الأَعْراسَ ..وكَيفَ ..وكَيفَ ..وكَيفَ....!
وكَيفَ نُشَكِّلُ ذاكِرَةً تَاْبى النِّسْيانْ .
أَذْكُرُ أَعْراسَ القَرْيَةِ ،
فَأَراني أَسْتَحْلِبُ فَرَحَ الزَّمَنِ الغابِرِ
مِنْ أُرْغُلِ لَعّابِ الأُرْغُلِ ( فرحانِ الصّابِرِ ) ،
بَلْ أُبْصِرُ ( فَرْحانَ الصَّابِرِ ) يَخْطو نَحْوَ السّاحَةِ ،
- بَعْدَ عَشاءٍ وحُداءٍ –
يَدْخُلُها وأَصابِعُهُ تَتَقافَزُ فَوقَ ثُقوبِ الأُرْغُلِ
فَيَطيرُ الفَرَحُ شَعاعَاً في أَوْصالِ الدَّبِّيكَةِ
يَدْخُلُ رَتَلُ الدَّبِّيكَة يَتَهَزْهَزُ خَلْفَ اللَّواحِ ( سَعيدٍ ) –
أَمْهَرِ فِتْيانِ القَرْيَةِ في الدَّبْكَةِ –
في يَدِهِ مِنْديلٌ ، لا بُدَّ يَكونُ مِنَ المَحْبوبَةِ ،
والمَحْبوبَةُ تَنْظُرُ في خَفَرٍ عن بُعْدٍ
بَينَ صَبايا يَتَغامَزْنَ بِلا حَسَدٍ ..
فالحَسَدُ بِأَعْرافِ القَرْيَةِ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيطانْ .
فَعَلَتْ أَلْحانُ الأُرْغُلِ فِعْلَ السّاحِرِ
فَانْتَفَضَ الحادي طَرَبَاً ..
والحادي يَعْرِفُ كَيفَ يُحيلُ الفَرَحَ دُموعَاً في العَينِ
وكَيفَ يُحيلُ الدَّمْعَةَ أَفْراحَاً في آنْ ..!
" يَمَّا يا يَمَّا حَبيبي وينُهْ
حَطُّوا لي العَسْكَرْ ما بيني وْبينُهْ
لاقْحَمِ العَسْكَرْ وأنامْ بِحْضْينُهْ
يْقولْ لي يا روحي واقولْ يا عْيونَا "
واللَّواحُ ( سَعيدٌ ) يَأْمُرُ رَتَلَ الدَّبِّيكَةِ ،
فَيُطيعونَ الأَمْرَ بِأَرْوِعِ إيقاعٍ :
" اخْبُطْ ..
قَدِّمْ .. إرْجَعْ ..
إخْسَعْ .. إرْكَعْ ..
هِنْزَلْ .. هِطْلَعْ ..
حَفِّرْ .. عَفِّرْ .. غَبِّرْ .. !! "
فَالدَّبْكَةُ لا تَحْلو فَوقَ الباطونِ ،
وتَحْلو فَوقَ تُرابِ فِلَسْطينَ
لِيَعْبَقَ في الجَوِّ غُبارٌ يَتَشَكَّلُ غَيْمَاً
يُمْطِرُ فَرَحَاً فَوقَ الدَّبِّيكَةِ ،
والنَّظَّارَةِ ..
وصَبايا يَتَغامَزْنَ ...
ويَمْتَدُّ .. ويَمْتَدُّ .. ويُمْطِرُ فَوقَ هِضابٍ ،
ومُروجٍ ،
تَشْهَدُ أَنَّ الأَرْضَ لِشَعْبٍ
عَمَّرَها بِالأُرْغُلِ والدَّبْكَةِ والسِّكَّةِ والفَدَّانْ .


                                                     ( البُقَيعَة/الجَليل - آب 2015 )

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.كمال ابراهيمسلم يراعُكَ أبا راشد على هذه القصيدة التي تجسد من خلال صورة فوتوغرافية مشهدًا من تراث فلسطين الذي كِدنا أن ننساه لولا وجود بعض الأقلام كقلمك الذي ينقل من تراث الأجداد والزمن الغابر ما كان يزين بيوتنا التي كانت آنذاك تعج بالفرح الحقيقي خلال الأعراس التي تغيرت وتبدَّلت لتصبح اليوم رقصًا وغناءً مع DJ وأغانٍ تافهة لا تحمل سوى الضجيج الذي لا يحرك النفس أو الروح بل الجسد الذي يتراقص على أنغامٍ هابطة . قصيدتك التي جاءَت على شكل قصة صوَّرت لنا عرسًا أقيم على فرح الزمن الغابر الذي كان فيه صوت الأرغول متعة الدبيكة ومحركهم حيث كانت تشتد عزيمتهم على أنغامه. والحادي الذي كان كقولك :" يعرف كيف يحيل الفرحَ دموعًا في العين ، وكيف يحيل الدمعة أفراحًا في آنْ" والصبايا والأهازيج. وشكل الدبكة نقلتها لنا أبا راشد بصورة كاميرا أو حتى فيديو لنرى دبكة حقيقية . وقد رفضت قصيدتك الا ان نستخِفَّ بما آلت اليه أيامنا الحاضرة حيث قلتَ في قصيدتك : " فالدبكة لا تحلو فوق الباطون ، وتحلو فوق تراب فلسطين ".03/10/2015 - 08:58:34 pm
2.نهاد فارستحيه للاخ الصديق ابو راشد، اوافق الاستاذ كمال الذي لم يترك لنا ما نقوله في هذه الصوره الرائعه .03/10/2015 - 10:18:10 pm
3.سورة البروج!!لم تعد هناك لا دبكة ولا ارغول ولا ارض و ولا سكة ولا يحزنون !!لا باب ولا بواب!! باعوها وشتروا مكانها سفن الخمور واليخوط !! ودنسوا ترابها بالفجور !! فنسفوا السورة وخلوا البروج!! فلم يبقى لا الهضاب ولا المروج وتخلوا عن القدس وفلسطين!! تحية لشاعرنا الكريم ودمت لنا بخير!!04/10/2015 - 12:45:49 am

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1808