النادي الثقافي في حيفا ينظم أمسية تكريمية للكاتب عفيف شليوط

موقع سبيل,
تاريخ النشر 10/12/2013 - 10:40:14 am

نظّم النادي الثقافي في المجلس المللي الأرثوذكسي في حيفا مساء الخميس 5 / 12 / 2013 ، أمسية ثقافية تكريمية للكاتب عفيف شليوط . افتتحت الأمسية وتولت عرافتها الممثلة روضة سليمان ، فاستعرضت مسيرة الكاتب المحتفى به الأدبية والفنية ، في افتتاحية فنية أدبية مميزة فرضت أجواء خاصة على مدار الأمسية .
ثم تحدث الكاتب والمؤرخ اسكندر عمل فقدم مداخلة حول مسرحيّة الفصل الواحد في كتابة عفيف شليوط المسرحيّة، مشيراً ما هي مميّزات المسرحيّة ذات الفصل الواحد، وكيف نجح الكاتب المُحتفى به في توظيفها في مسرحياته ذات الفصل الواحد . ثم اختار اسكندر عمل "السنسلة" ، احدى مسرحيّات الكاتب شليوط  ذات الفصل الواحد  ، والتي التزمت ، حسب ما ورد في كلمة اسكندر عمل ،  بمبدأ أساسي في مسرحيّة الفصل الواحد وهو معالجة قضيّة واحدة ، لأنّ تعدّد القضايا في مثل هذا النّوع من المسرحيّات يؤدّي ألى إخفاق المسرحيّة. والموضوع هو الصّراع بين المصلحة العامّة والمصلحة الذّاتيّة، بين الإثرة والإيثار، بين التّضحية من أجل المجتمع وبين الأنانيّة الكريهة.
كما أشار عمل في مداخلته أنه   برزت في المسرحيّة أساليب فنّيّة عديدة أوصلت الكاتب إلى هدفه من هذه المسرحيّة كالمونولوج الدّاخلي ، فقد أعطى للشّخصيّة المسرحيّة المهندس أن تعبّر عمّا في أعماقها بحرّيّة، إذ كانت هناك حاجة ماسّة لإيصال الصّراع الّذي يدور داخل الشّخصيّة وازدياد حدّته كلّما اقتربت ساعة الحسم.  
بعدها تحدثت الأديبة نبيهة جبارين متناولة في مداخلتها موضوع أسلوب كتابة القصص القصيرة لدى الكاتب عفيف شليوط ، متوقفة بشكل خاص عند قصة "عالم ذكور" ، فتقول أنه تطرق في قصته تلك إلى موضوع يدغدغ الحكمة والمنطق في أقوال وأفعال وسلوكيات مجتمعنا العربي بالذات، ولعله كذلك في مختلف المجتمعات الاخرى أيضاً ، وهو موضوع الذكور والاناث . ففي مجتمعنا العربي الاصيل ، تكون الانثى مصيبة ولو كانت مصيبة ، والرجل مصيب ولو كان مصيبة. فما كان من حلٍ أمام الاستاذ في قصته إلا إلغاء تاء التأنيث من لغتنا العربية، حتى أصبحت كل الاسماء مذكرة ، بما فيها اللغة العربية نفسها حيث أصبحت  "الّلغي العربي" وهذا أيضاً من الاسهم الصائبة في زماننا في الّلغي والّلغو العربي . ولكن عندما اقترب جنس الانسان من الانقراض ، ( هنالك دعا آدم ربه) فخلق له الانثى " حواء " لتتجدد الحياة ، وبطبيعة الحال أُلغي قرار المجمع اللغوي .
ثم تحدث الكاتب فهيم أبو ركن ، رئيس تحرير صحيفة "الحديث" ، متطرقاً في مداخلته لمسرحية "بموت إذا بموت" للكاتب عفيف شليوط، مشيراً الى أن الكاتب في هذه المسرحية اعتمد اللغتين العامية والفصحى، فدمج بينهما بتناغم ناجح، فالحوار جاء مطابقا للواقع باللغة المحكية والوصف والتوضيح جاء بلغة فصيحة سهلة قريبة من العامية أو ما يسمونه اللغة الوسطى. وأضاف :"في نصوص عفيف شليوط المسرحية نشعر أن المؤلف الأديب في داخل عفيف هو الذي كتب النص، وحدد فكرته، ولكن المخرج والفنان الممثل في داخله من جهة أخرى، هو الذي حدد أحداث المسرحية وحركات الممثلين، وفرض تصوره لتحقيق النص على خشبة المسرح".  كما أشار فهيم الى استخدام شليوط للرموز في كتاباته المسرحية ، ففي مسرحية "بموت إذا بموت" هنالك رمز واضح يجعل من الرئيس سلطة القيادة المتزمتة المتكبرة المستبدة بالشعب، ويضع الشاب رمزا إلى الشعب البسيط الغلبان. وكذلك يستعمل رموزا ثانوية فالقهوة لدى هذا الشعب هي الحقيقة، والحقيقة التي يصورها الكاتب مرة ومن هذا المنطلق يمكن أن نفسر قول الرئيس في المسرحية : هنالك قضية في غاية الأهمية والخطورة .. تصور؟! تصور يا أستاذ أن القهوة اليوم كان ناقصها سكر.. أي نعم، القهوة كان ناقصها سكر (فترة صمت)  الحقيقة مرة، ولكن على كل واحد في هذا البلد أن يكشف أوراقه".
تخلل الأمسية تقديم قراءات أدبية ومقاطع مسرحية من قبل الكاتب المُحتفى به عفيف شليوط ، كما حاورته الفنانة روضة سليمان وجمهور الحاضرين ، حيث تحدث شليوط خلالها حول مشاريعه المستقبلية ومشاركته الأخيرة في مهرجان ثقافي فني في رومانيا ، وشكر القيمين على تنظيم هذه الأمسية.


تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1730