لن أعير امرأةً كتابا.. انتهى !!

تاريخ النشر 17/7/2009 22:25

بقلم سليم البيك

قررت مؤخرا عدم إعارة أي امرأة أي كتاب، هكذا بلا مقدمات وبلا تبريرات. لأنهن، بصراحة، ما بينعاروا كتب.لم أفعل يوماً وعرت احداهن كتابا، إلاورجع إليّ يَلعن الساعة التي اشتريته فيها. يرجع في حالة لا أتمناها حتى لكتب الشعرالعمودي، مع احترامي.
لكني رغم قراري هذا- وكنت قرّرت كثيرا- وعند أول تلميح أتنازل عن كل قراراتي، أو ليس "أتنازل"، بل لا أتذكر بالمرة أني قد قرّرت أو فكّرت بالموضوع أصلا عند أول تلميح أو طلب لإحداهن باستعارة أي كتاب، وقد تصل بي الحماسة والنخوة أن أقترح على احداهن إعارة كتاب سيعجبها بالتأكيد، وقد أُصر. وإذا ردّت لي الكتاب، يكفهرّ وجهي وتنبثق الشياطين فيه ويتداخل عليه أكثر من ملمح في خلطة أرى انعكاساتها على وجه المرأة أمامي، ثم أشرع في كتابة مقال انتقامي، أتركه عند أسطره الأولى حالما تهدأ نفسي، فأغلق صفحة الوورد دون حفظها، وأرمي الكتاب بين مجموعة كتب(صارت) مخصّصة للإعارة، وأسجّل اسم الكتاب لأشتريه في معرض كتاب قادم.
قطعتُ حتى الآن في مقالي هذا ما يكفيني لأترك جانبا فكرة إغلاق الصفحة دون حفظها، وزد أنّبداخلي مخزونا لا بأس به من مشاعر النقمة، وها أنذا أمضي في مقالي الانتقامي ومعركة رد الاعتبار، أو فلأسمّها: استرداد قوة الردع.
ما هذه الحميمية التي تجعل امرأة تحتفظ بكتاب في جزدانها، ولأشهر طويلة؟ قد تنتهي من الكتاب بيومين أو اسبوعين، لكن يُكتَب له أن يبقى نزيل حقيبتها- أو حقائبها- شهورا بعد ذلك. ليخرج أخيرا ويُرد إلى صاحبه (أنا مثلا) وهو في حالة يرثى لها. "هو" قد تعود على الكتاب أو صاحبه أوالاثنين معا وهو الأرجح.
عِدّوا معي: روج، كحل، مسكرة، فاونديشن، مناكير،أسيتون، عطر، ديودورانت، كريم شعر، معظم ما لدى نيتروجينا وكلين أند كلير منكريمات، معجون أسنان، قطرة ترطيب للعين، وأمور أخرى أفضّل التغاضي عن ذكرها، علناًعلى الأقل. ومن كلٍّ أكثر من ماركة، وكلها تأتلف على كتاب أُريدَ له أن يكون فيظهرانيها، ولا يكون ائتلافا على الغلاف فقط، بل تتعداه كل هذه المركّبات إلى الصفحات الداخلية. طبعا، مَهو الكتاب مقبور في الجزدان لأشهر تكفي لأن يسيل عليه بعض من كل نوع وماركة، فلا يبرحه قبل ذلك.
الآن، في لحظة كتابة هذه الأسطربالذات، وصلتُ إلى عتبة لم أصلها من قبل في شدة وصرامة قراري بحرمة وعدم إعارة أي امرأة أي كتاب. ولا الرجال بالمناسبة. ليش، هنّ أحسن؟ المرأة تعيد الكتاب في النهاية، تطلّع روحك قبل أن تطلّع الكتاب من جزدانها لكنها تطلّعه أخيرا وتعيده وإنمضرّجا بكريماتها. أما الرجل، فانسَ.
والآن بالذات قرّرت أن أعمم قراري بعدم الإعارة ليشمل عموم الجنس البشري، هيك أريَح.
وأسلم، إن أخذنا جأرة/زورة"النسويات" بعين الاعتبار.
وحالة القهر هذه لا تخصّ كتبي المعارة فقط، بل حتى كتبهن، فكتاب احداهن إن رأيته صدفة في جزدانها- أنا لا أبحبش عادة في جزادين النساء- أُصاب بنوع مفاجئ من النرفزة وزغللة في العيون، وعلى الأرجح أن الحالة هذه أصبحت مَرَضيّة:
- طيب ليش؟ لشو (يا بنت الله) بتحطي الكتاب هيك بالجزدان؟
الحلو في الموضوع أنّهن يتفاجأن (تلك النظرة البريئة) إن عبّرت لهن عن انزعاجي من رؤية كتاب لهن في جزادينهن:
- ليش؟ عادي.
وليس في تلك الجزادين أصلا جيب مخصص يندحش الكتاب فيه. فيكون مرميا بين تلك التشكيلة الكيميائية رأسا على عقب على جنب، مفلوتا على سجيته. غلافه مطعوج لأنها- مثلا- أقحمت بعجلة علبة ما فيجزدانها وكانت وضعية الكتاب فيه تتطلب منه قليلا من التضحية: لَي الغلاف وبعض الصفحات. يا عمّي الكتاب في جزدان المرأة ليس فلسطينيا في هذا العالم: وين ما رميته بييجي واقف، وإن على رأسه. بل يتشقلب الكتاب في المشوار الواحد من أربع إلى خمس لفّات كاملة. حال الفلسطيني أقل سوءا، بشرفي.

الحالة اليتيمة التي فرحت فيها حين رأيت كتابا في جزدان احداهن صدفة- طبعا أنا لا أبحبش في جزادين النساء- كانت تخصّ كتابي "خطايا لاجئ". فكّرت حينها كم جميل أن تحملَ نصوصي معها في جزدانها أينما حلّت. واااو، قديش حلو هيك: أن يكون كتابي حاجة يومية لها، قراءة يومية، أنه اكتسب رائحة عطرها. يلزمها طوال الوقت كزجاجة العطر مثلا، أو الروج، أوالفيزا كارد أو... يعني كل الأشياء الحميمة.
وقتها، والآن أثناء كتابة هذين السطرين، قررت أن أعير أيا منهنّ أي كتاب تطلبه. لا بل سأقترح، حال انتهائي من المقال، على احداهن كتابا كنت أنهيته قبل أيام، سيعجبها بشرفي.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.ط·آ¸ط«â€ ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬طŒط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€، ط·آ­ط¸â€‍ط¸ث† ط·آ­ط¸â€‍ط¸ث† ط·آ­ط·آ¨ط¸ظ¹ط·ع¾ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ§ط·آ³ط¸â€‍ط¸ث†ط·آ¨ ط·آ¨ط·آ§ط¸â€‍ط¸ئ’ط·ع¾ط·آ§ط·آ¨ط¸â€، .. ط·آ§ط·آ­ط¸â€‍ط¸â€° ط·آ§ط·آ´ط¸ظ¹ " ط·آ¨ط¸â€ ط·ع¾ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€‍ط¸â€، " ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€،ط¸â€، ط¸ظ¾ط¸â€‍ط¸â€¦ 18/7/2009 0:02

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1788