هكذا تبنى المجتمعات العصرية

بقلم: المُحامي فريد غانم,
تاريخ النشر 12/09/2013 - 09:30:12 am

لا أبالغ إن قلت إن المبادرة في إقامة وحدة إنقاذ، من عشرات المتطوعين، هي مبادرة رائعة، وفيها دلالات تثير التفاؤل في نفوس كل من تعز عليهم المغار. وحضور حوالي مئة شاب وبعض الشابات من كل الطوائف والأحياء، للاجتماع في قاعة إشكول بايس، مساء أمس الأول، لهو بشير خير ودليل على أننا قادرون.  ..... نعود ونتمنى أن تنتهي الأزمة في سوريا بدون ضربات عسكرية ولا ردات فعل، لحقن دماء المسلمين والعرب، بكل طوائفهم، بمن فيهم الدروز والمسيحيون. كما نتمنى أن ينتهي سفك الدماء في كل شرقنا، وأن يطل الربيع الحقيقي ويدوم إلى أبد الآبدين. غير أن الدنيا لا تسير بالتمني فقط. وعلينا أن نكون مستعدين، بأقصى درجات الجاهزية، لكل طارئ. والطوارئ تشمل حالات الحرب والقصف، التقليدي وغير التقليدي، والكوارث الطبيعية والحوادث الكبيرة والكوارث الاجتماعية. أبعدها الله عنا جميعا. ..... هنا تكمن أهمية المبادرة المذكورة، وأهمية الجهوزية الدائمة، وأهمية تشابك الأيدي من أجل الخير. لكن، وبما أن النظام والتحكم والسيطرة يعطي النتائج المرجوة، فإننا نؤكد ضرورة التدرب والتطوع والالتزام بالعمل المنظم والتنسيق مع القوى والطواقم العاملة في إطار المجلس المحلي وفي إطار قوى الجبهة الداخلية. وهذا ما يدركه ويؤكده أصحاب المبادرة. ..... الفكرة الأساس هي ضرورة أن نكون جاهزين، وضرورة أن نكون متكاتفين، وضرورة أن نصون النخوة التقليدية وأن نطورها إلى هذا الشكل من التطوع، لصيانة أنفسنا من كل الشرور، والتضحية لإنقاذ غيرنا. وغيرنا، في هذه الحالة، هو أهلنا من كل الأحياء والعائلات والطوائف والأطياف. ..... هذه المبادرة تدل على أمرين: الأول، أن قريتنا ما تزال بألف خير وفيها وفرة من أصحاب النخوة والاستعداد لتقديم العون للآخرين. والثاني، أنه على الرغم من الشوائب والمظاهر السيئة الكثيرة، فإن لدينا القدرات والاستعداد والقيم لمحاربة الشر وتعزيز الانتماء للبلد الواحد ودفع المغار قدما، بمشاركة أصحاب وصاحبات القدرات والضمائر. ..... إننا، إذ نبارك هذه الخطوة، ندعو إلى مزيد من المشاركة والتطوع. وكل من حضر - كما قال أحد المتحدثين - هو رسول لضم آخرين إلى طواقم المتطوعين. ..... اجتماع يوم أمس الأوا، الذي دعا إليه صاحب الفكرة الأخ رأفت خريس، وبلورها بالتعاون مع مجموعة من الشبان الطيبين (نمر ستاوي، وسيم حامد، علي عرايدي وفاروق حامد) - وعفوا إن نسيت آخرين - هي الخطوة الأولى. بقي، باتفاق مع المبادرين والنشطاء، أن نضع لمسات إضافية، قبل توفير السقف من أعلى المستويات، وصولا إلى الانسجام والانخراط الكامل للأخوة والأخوات المتطوعين، في جهاز الطوارئ القائم في السلطة المحلية. ....... بورك المبادرون والمشاركون، فهذه القوة، كما ونوعا، تشكل دفعة قوية لنا جميعا، ونحن واثقون أن فرقة الدعم والإنقاذ الآخذة في التبلور ستكون مثلا يحتذى.

ملاحظة : بطلب من  المُحامي فريد غانم لن يتم نشر تعقيبات على المقال.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1853